يقول المانعون من عمل المولد النبوي الشريف إن النبي صلى الله عليه وسلم ترك فعله فكيف لا يكون بدعة ضلالة؟ كيف تجيب؟

يقول المانعون من عمل المولد النبوي الشريف إن النبي صلى الله عليه وسلم ترك فعله فكيف لا يكون بدعة ضلالة؟

قل أيها السني:ترك النبي صلى الله عليه وسلم جملة أشياء لأسباب مختلفة ولم يدل مجرد تركه لها على حرمتها ومن ذلك

:

١)ترك صلى الله عليه وسلم هدم الكعبة لإعادة بنائها على أساسات نبي الله إبراهيم خشية أن ينفر من أسلم من قريب من الإسلام وخشية فتنة من لم يسلم بعد .

٢)ترك صلى الله عليه وسلم صلاة التراويح خلف إمام واحد خشية أن تفرض على أمته وفعلها سيدنا عمر رضي الله عنه وقال نعمت البدعة هذه فمدحها.

٣)ترك صلى الله عليه وسلم الأمر بالسواك عند كل وضوء وصلاة خشية أن يشق عليهم وبقي الأمر على الاستحباب ولم يدل تركه على التحريم.

٤)ترك صلى الله عليه وسلم تأخير صلاة العشاء إلى منتصف الليل خشية المشقة عليهم وبقي تأخيرها الى ذلك الوقت مباحا لا حراما .

٥)ترك صلى الله عليه وسلم الغزو مع بعض سراياه خشية المشقة وتطييبا لقلوب بعض صحابته الذين لا يجدون ما يحملهم عليه من نحو دابة .

٦)ترك النبي أكل الضبِّ لعدم إلفه له ولم يدلَّ مجرد تركه لأكله على حرمته بدليل أكل سيدنا خالدبن الوليد له على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبحضوره

فهل دل مجرد تركه لهذه الأمور على تحريمها ؟!فمن أين للمانعين أن يقولوا كل ما لم يفعله الرسول ولا أصحابه فهو بدعة ضلالة وقد قال الله تعالى (وما نهاكم عنه فانتهوا) ولم يقل وما ترك فعله فانتهوا عنه وقال صلى الله عليه وسلم ( وما نهيتكم عنه فاجتنبوه ) ولم يقل وما تركته فاجتنبوه فإن مجرد تركه صلى الله عليه وسلم لشئ ما يدل على حكم واحد فقط وهو أن هذا المتروك ليس واجبا لأنه لو كان واجبا لما تركه صلى الله عليه وسلم أما معرفة هل هو مباح أو مكروه أو حرام فبقرائن تحتفُّ بهذا المتروك

أسأل الله الفهم السليم لمقاصد الشريعة ولمراد الله ومراد رسوله.

انشره لتنصر دينك لله

هل ترك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لأمر يدل على عدم جواز فعله ؟

يستدل كثير من المتشددين على عدم جواز أمور كثيرة يقوم بها المسلمون بحجة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعلها وأصحابه رضي الله عنهم، فهل ترك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لأمر يدل على عدم جواز فعله ؟ إن موضوع هذا السؤال ألف فيه الشيخ العلامة السيد عبد الله بن الصديق الغماري رسالة سماها : «حسن التفهم والدرك لمسألة الترك»، وقد افتتحها بأبيات جميلة ؛حيث قال :

الترك ليس بحجة في شرعنا ****** لا يقتضي منعا ولا إيجابا

فمن ابتغى حظرًا بترك نبينا ****** ورآه حكمًا صادقًا وصوابا

قد ضل عن نهج الأدلة كلها ****** بل أخطأ الحكم الصحيح وخابا

لا حظر يمكن إلا إن نهي أتى ****** متوعدا لمخالفيه عذابا

أو ذم فعل مؤذن بعقوبة ****** أو لفظ تحريم يواكب عابا