أنفس من جبال الذهب ![]()
يقول الفرغاني الحنفي في “منظومة بدء الأمالي” :
(صفاتُ اللهِ ليستْ عينَ ذاتٍ ![]()
![]()
ولا غَيْراً سواهُ ذا انفصالِ)
(صفاتُ اللهِ ليستْ عينَ ذاتٍ) أي أن
الصفات ليست هي الذات
.
الله ذات موصوف بصفات.
و ذات الله هو حقيقته.
فالله ليس قدرة، ليس سمعا، ليس بصرا,..
بل الصواب أن نقول : الله ذات موصوف بالقدرة, ذات موصوف بالسمع, ذات موصوف بالبصر,..
و القول بأن الذات صفة ضلال, كقول بعضهم الله قدرة.
فالصفات ليست هي عينَ الذات بل هي قائمة بالذات أي ثابتة له عز و جل.
(و لا غَيْراً سواهُ ذا انفصالِ) أي أن
الصفات ليست غير الذات
، ليست غير الله.
صفاتُ الله لا تَنْفَكُّ عنه سبحانه.
للتقريب :
ذاتُك أنت هل هي سمع ؟ لا، أنت موصوف بالسمع.
و يجوز عقلا أن يَنْفَكَّ عَنْك سَمْعُك أي يرتفع عنك فتصير أصمّ، لأنك مخلوق، ذاُتك مخلوقة و صِفاتك مخلوقة، أنت مُرَكَّب رَكَّبَك الله و خَلَقَ صِفاتك.
صفاتك غير ذاتك.
سمعك غير ذاتك أي سمعك مُرَكَّب فيك و يجوز عقلا أن يَنْفَكَّ عَنْك.
فالغَيْرِيَّة يُفهم منها جَوَازُ الانْفِكاك.
و رَبُّنا سبحانه لا تَنْفَكُّ عنه صفاته، لأنّ ذاتَهُ أزلي لا بداية له و صفاته أزلية لا بداية لها و لا نهاية لها، لهذا نقول الصفات ليست غير الذات أي مستحيل أن تَنْفَكّ عنه عزّ و جلّ.

https://www.facebook.com/3ilmNafe3?cft[0]=AZX_zPTXG8QB0O46gq7GOt_W1qk7y-phSX2L5uqjdv03jKDrNfrWfwKvFzVauckg9CaoqGy397BkLOn5y3qgpLg2UA_h3iWCAvXDpTtDXEDx-_bC-Vi0MsVaOH8DeNsVg-sZCZgvwBYWUaRGjigWi6rNvuIsqtudywQx3NbLtMFABeJAwGhIDGBF1q2ijhEMIN4&tn=-UC%2CP-R: تدوينة غير معنونة 501 