بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى ءاله وأصحابه الطيبين الطاهرين.
كيف يكون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هو عبارة عن إظهارِ بعض مظاهِرِ الفرحِ والسرور فرحًا بهذِه النعمةِ العظيمةِ وهِي نعمة بروز الحبيب المصطفى ﷺ إلى هذه الدنيا وهدايتنا به.
ماذا نفعل في المولد النبوي الشريف؟
- نقرأ القرءان: قال تعالى: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ }.
- نذكر الله تعالى: قال تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
- ندعو الله تعالى: قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ }.
- نتعاون على الخير: قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ }.
- نمدح الرسول ﷺ : قال تعالى: {وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ} ومعنى عزروه أي عظموه والمدح من التعظيم.
- نطعم الطعام: قال تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا}.
- نذكِّر بالخير: قال تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}.
- نصلِّي على رسول الله ﷺ : قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
فإذا كان كلُّ ما نفعلُه أمرَ به القرءان فأينَ الحرام إذا ؟!
تعريف البدعة
البدعةُ لُغةً: ما أُحدِث على غيرِ مثالٍ سابق، يُقال: جِئتُ بأمر بديع أي محدث عجيب لم يعرف قبل ذلك.
وفي الشرع: المـحدَث الذي لم ينصَّ عليه القرءان ولا جاء في السنة، كما ذكر ذلك الفقيه اللغوي المشهور الفيومي في كتابه “المصباح المنير”، والحافظ الفقيه اللغوي محمد مرتضى الزبيدي في كتابه “تاج العروس” وغيرهما.
فليس معنى البدعة الحرام.
بيان أقسام البدعة
البدعةُ تنقسِم إلى قسمين:
- بدعة ضلالة: وهي المحدثة التي تخالف القرءان والسنة.
- وبدعة هدى: وهي المحدثة التي توافق الكتاب والسنة.
الدليل على هذا التقسيم
هذا التقسيم مفهوم من حديث البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد“.
ورواه مسلم بلفظٍ ءاخرَ وهو: “مَن عمِل عَملًا ليس عليه أمرُنا فهو ردٌ“.
فأفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:”ما ليس منه” أن المحدَث إنما يكون مردودًا إذا كان على خلاف الشريعة، وأن المحدَث الموافق للشريعة ليس مردودًا.
وهو مفهوم أيضًا مما رواه مسلم في صحيحه من حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شىء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء“.
فالبدعة قد تكون حسنة موافقةً للشريعة لا إشكال فيها بل وقد يكون له بها ثواب كما ذكر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه، وقد تكون سيئة مخالفة للشريعة فتكون مكروهة أو حراما.
بيان أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من السنن الحسنة
إذا كان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف كما ذكرنا سابقا كل ما يفعل فيه موافق للقرءان والقرءان أمر به، وكان الأمر المحدث الذي يوافق الشريعة كما بينا مقبول وحسن لا إشكال فيه، عرفنا أن الاحتفال بالمولد لا حرج فيه.
أول من احتفل بالمولد
أَوَّلُ مَنْ احتفل بِالمولد المسلمونَ، وَلَيسَ كَمَا قيلَ إِنَّ أَصلَهُ هُوَ أنَّ أُناسًا كانُوا يَحتَفِلُونَ بِوفاتِهِ صلى الله عليه وسلّم، فَقَد ذَكَرَ الْحُفَّاظُ والعُلَمَاءُ مِن أَصحابِ التَّوارِيخِ وغَيرِهِم أنَّ أَوَّلَ مَنِ استَحدَثَ عَمَلَ المَولدِ هُوَ الْمَلِكُ الْمُظَفَّرُ الَّذي كانَ يَحكُمُ إِربِلَ، وَكان رجلا وَرِعًا، صالِحًا، عالِمًا، شُجَاعًا، ذَا عِنَايَةٍ بِالجِهَادِ، وكانَ مِنَ الأَبطالِ، ومَاتَ وَهُوَ يُحَاصِرُ الفِرِنْجَ بِعَكَّا
فهُوَ أَوَّلُ مَنِ استَحدَثَ هَذَا الأَمرَ، ثُمَّ وافَقَهُ العُلَماءُ والفُقَهاءُ، حَتَّى عُلَمَاءُ غَيرِ بَلَدِهِ الَّذي يَحكُمُهُ كما ذَكَرَ ذَلِكَ الحافِظُ السيوطِيُّ في كِتابِهِ الأوائِلِ.
ولا زالَ المسلمونَ على ذَلِكَ مُنذُ ثَمانِمِائةِ سَنَةٍ حَتَّى الآنَ. فأيُّ أَمرٍ استَحسَنَهُ عُلَمَاءُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ وأَجمَعوا عَلَيهِ فَهُوَ حَسَنٌ وَأَيُّ شىءٍ اسْتَقبَحَهُ عُلَمَاءُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ فَهُوَ قَبيحٌ، ومَعلومٌ أنَّ عُلَمَاءَ الأُمَّةِ لا يَجْتَمِعُونَ على ضَلالَةٍ لِحديثِ: “إِنَّ أُمَّتي لا تَجْتَمِعُ على ضَلالَةٍ” رَواهُ ابنُ ماجَه في سُنَنِهِ.
من الأدلة على جواز الاحتفال بالمولد
قال الإمام السُّيوطِيّ في كتاب “حُسْنِ المَقصِد في عَمَلِ الْمَولِد” ما نَصُّه: لَكِن أشَارَ علَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ إلى فَضِيلةِ هذَا الشَّهرِ العَظِيمِ بَقوْلِهِ للسَّائلِ الذِي سَألَهُ عَن صَوْمِ الاثْنَينْ: “ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ“، فَتَشرِيفُ هذَا اليَومِ مُتَضَمِّنٌ لِتَشرِيفِ هذَا الشَّهرِ الذِي وُلِدَ فِيه” اهـ
ومِن الأدلة على جواز الاحتفال بالمولد أن الرَّسولَ ﷺ لَمَّا رأى اليَهودَ تَصومُ يَوْمَ عاشُوراءَ لَمَّا قَدِمَ المَدينةَ سألهم عن ذلك فقالوا: (هَذا يومٌ فيه أَغْرَقَ اللهُ فِرْعَونَ وَنَصَرَ مُوسى) فقال ﷺ: “نَحْنُ أولى بِموسى مِنكُم” وأمَرَ بِصَومِهِ.
فلمْ يَقلْ لا تَصُومُوا عاشُوراءَ اليهودُ تَصُومُهُ هَذا تَشَبُّهٌ بِهِم، بَل أَمَرَ أُمَّتَهُ بِصومِهِ، فإن المسلمين عندما يحتفلون بمولد النبيِّ محمد ﷺ لا يفعلون المنكرات فيه ولو فعلت المنكرات لصار منهيا عنها.
تفنيد بعض شبه من حرم المولد
البعض يقول لوْ كانَ الاحتفال بالمولد خَيْرًا لَدَلَّ الرَّسُولُ ﷺ أُمَّتَهُ عليهِ
ويقولن قال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ۚ }.
قلنا لَيْسَ كُلُّ أمْرٍ لَمْ يأمُرْنا بِهِ الرَّسُولُ ولا نَهانا عَنْهُ فَهُوَ حَرامٌ، فالرَّسُولُ لَمْ يأمُرْنا بِنَقْطِ الْمُصْحَفِ وتشكيله وجمعه ولا نَهانا عَنْهُ فلَيْسَ حَرامًا عَلَيْنَا عَمَلُهُ لأنَّهُ مُوافِقٌ لِدينِهِ ﷺ، كَذَلِكَ عَمَلُ الْمَوْلِدِ الرَّسُولُ لَمْ يأمُرْنا بِهِ ولا نَهانا عَنْهُ فَلَيْسَ حَرامًا عَلَيْنا عَمَلُهُ لأَنَّهُ مُوافِقٌ لِدِينِهِ ﷺ.
فالحاصِلُ لَيسَت كُلُّ أُمُورِ الدِّينِ جَاءَت نَصًّا صَريحًا في القُرءانِ أو في الحديثِ، بل لِعُلَمَاءِ الأُمَّةِ المُجتَهِدينَ أَهلِ الْمَعرِفَةِ بِالحَديثِ أنْ يَستَنبِطُوا أَشْياءَ تُوافِقُ دينَهُ ﷺ، وَيُؤيِّدُ ذَلِكَ قَولُهُ ﷺ: “مَنْ سَنَّ في الإسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا…”، فيُسْتفَادُ مِنْ هَذَا الْحَديثِ أنَّ اللهَ تباركَ وتعالى أَذِنَ للمُسلمينَ أَنْ يُحدِثُوا في دينِهِ ما لا يُخالِفُ القُرءانَ والْحديثَ فيُقالُ لذلكَ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ، وهذا الذي فهمه كبار صحابة النبي ﷺ فأبو بكر الصديق رضي الله عنه هو الذي أمر بجمع المصحف في كتاب واحد وعمر بن الخطاب رضي الله عنه هو الذي جمع الناس على صلاة التراويح وقال: نعم البدعة هذه، وعثمان رضي الله عنه هو الذي أمر بالأذان الثاني يوم الجمعة وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه هو الذي أمر أبا الأسود الدؤلي رحمه الله بوضع قواعد علم النحو وهذه كلها لم تكن في زمن النبي ﷺ.
وَلَيْسَ في الاحتفال بالمولد إشارَةٌ إلى أنَّ الدِّينَ لَمْ يَكْتَمِلْ بعد وَلا تَكذيبًا لِقَولِهِ تعالى في سورةِ المائدةِ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}، لأنَّ مَعْناها أنَّ قواعِدَ الدِّينِ تَمَّت، قالَ القُرطُبِيُّ في تَفْسيرِهِ (وَقالَ الْجُمْهُورُ: الْمُرادُ مُعْظَمُ الفَرَائِضِ والتَّحليلِ والتَّحْريمِ، قالوا: وقَد نَزَلَ بَعْدَ ذَلِكَ قُرءانٌ كثيرٌ، ونَزَلَتْ ءايةُ الرِّبا وَنَزَلَت ءايةُ الكَلالَةِ إلى غَيْرِ ذَلِكَ).
فهَذِهِ الآيَةَ لَيْسَتْ هِيَ ءاخِرَ ءايَةٍ نَزَلَت مِنَ القُرءانِ بَلْ ءاخِرُ ءايَةٍ نَزَلَتْ هِيَ قولُهُ تعالى في سورةِ البقرةِ: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}، ذَكَرَ ذَلِكَ القُرطُبِيُّ في تَفْسيرِهِ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما، وذكر ذلك البخاري أيضا في صحيحه.
والاحتفال بالمولد النبوي الشريف لَيْسَ داخِلًا في البِدَعِ الَّتي نَهَى عَنْها رَسولُ اللهِ ﷺ بِقَوْلِهِ “وكُلُّ بِدْعَةٍ ضلالَةٌ” قَالَ الْحَافِظُ الْعِرَاقِيُّ في أَلْفِيَّتِهِ: (وَخَيْرُ مَا فَسَّرْتَهُ بِالْوَارِدِ) مَعْنَاهُ أَحْسَنُ مَا يُفَسَّرُ بِهِ الحديث الْوَارِدُ الحديثُ الْوَارِدُ، وَقَالَ الْعُلَمَاءُ: إِنَّ أَحْسَنَ تَفْسيرٍ مَا وَافَقَ السِّيَاقَ، وَسِيَاقُ الْحَديثِ ابْتَدَأهُ الرَّسُولُ بِقَوْلِهِ: “فَإِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ” مَعْنَاهُ أَحْسَنُ الْكَلامِ كَلامُ اللهِ، “وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ” مَعْنَاهُ أَحْسَنُ السِّيَرِ سِيرَةُ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ قَالَ: “وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا” الْحَدِيثَ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى إِنَّ شَرَّ الأُمُورِ الْمُحْدَثَاتُ الَّتي خَالَفَتْ أَحْسَنَ الْحَديثِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ وَهِيَ بِدْعَةُ الضَّلالَة، فَلا دَخَلَ لِلْبِدْعَةِ الْحَسَنَةِ في ذَلِكَ الذَّمِّ الْمَذْكُورِ.
وَقالَ النَّوَوَيُّ في شَرحِ صَحيحِ مُسْلِمٍ ما نَصُّهُ: (قَوْلُهُ ﷺ: “وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ” هَذا عامٌّ مَخْصُوصٌ -أي لَفْظُهُ عامٌّ وَمَعناهُ مَخْصوصٌ- والْمُرادُ بِهِ غالِبُ البِدَعِ) وقالَ أيْضًا: (ولا يَمْنَعُ مِنْ كَوْنِ الْحَديثِ عامًّا مَخْصُوصًا قَوْلُهُ: “كُلُّ بِدْعَةٍ” مُؤَكِّدًا بِكُلُّ، بَلْ يَدْخُلُهُ التَّخْصيصُ مَعَ ذَلِكَ كَقَوْلِهِ تعالى: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا} [سورة الأحقاف، 25]) ا.هـ.
فَهَذِهِ الآيةُ لَفْظُها عامٌّ وَمَعْناهَا مَخْصُوصٌ لأنَّ هَذِهِ الرِّيحَ الَّتي وَرَدَ أنَّها تُدَمِّرُ كُلَّ شىءٍ سَخَّرَهَا اللهُ على الكافِرينَ مِنْ قَوْمِ عادٍ فأهْلَكَتْهُم وَلَمْ تُدَمِّرْ كُلَّ مَن على وَجْهِ الأَرْضِ لأنَّ اللهَ تعالى أَخْبَرَنا أنَّهُ نَجَّى هُودًا عليه السلام وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُؤمِنينَ، قَالَ تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ} [سورة هود، 58].
وَمِنَ الأَمْثِلَةِ على العامِّ الْمَخْصوصِ قَوْلُ الرَّسُولِ ﷺ: “كُلُّ عَيْنٍ زانيةٌ” وَمْعلومٌ شَرْعًا أنَّ هذا الْحديثَ لا يَشْمَلُ أَعْيُنَ الأنبياءِ عَلَيْهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ لأنَّ اللهَ تعالى عَصَمَهُم مِنْ ذَلِكَ ولم يشمل كذلك أعين الملائكة الكرام فهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وَقَدْ وَرَدَ في الْحَديثِ الصَّحيحِ الَّذِي رَوَاهُ أَبُو دَاودَ في سُنَنِهِ في بَابِ ذِكْرِ الصُّورِ وَالْبَعْثِ أَنَّهُ ﷺ قالَ: “كُل ابْنِ ءادَمَ تأكُلُ الأَرْضُ إلا عَجْبَ الذَّنَبِ مِنْهُ خُلِقَ وَفِيهِ يُرَكَّبُ” وَهَذَا يُؤَيِّدُ أَنَّ كَلِمَةَ كُلّ لا تَأتي دَائِمًا لِلشُّمُولِ الْكُلِّيِّ بِدَلِيلِ أَنَّ الرَّسُولَ ﷺ قَالَ: “إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاء” رواه ابن حبان فَيَكُونُ مَعْنَى “كُل ابْنِ ءادَمَ تأكُلُ الأَرْضُ” الأغْلَبَ لأَنَّ الرَّسُولَ اسْتَثْنَى في الْحَديثِ الآخَرِ الأَنْبِيَاءَ.
