يقولُ القاضي عياض رضي الله عنه: ما عَرَفَ اللهَ تعالى مَن شَبَّهَهُ وجَسَّمَهُ

يقولُ القاضي عياض رضي الله عنه: “ما عَرَفَ اللهَ تعالى مَن شَبَّهَهُ وجَسَّمَهُ

تنزَّهَ ربِّي، اللُه تعالى لا يَمَسُّ ولا يُمَس ولا يُجَس ولا يُشبههُ شىءٌ من خلقِهِ ولا يتصفُ بصفةٍ من صفاتِ خلقهِ

الذي يقول: اللهُ ثالثُ ثلاثة هذا عرفَ الله؟ الذي يقول: اللهُ له ولد وأنَّ عيسى ابن الله وأن مريم أم الله – هكذا يعبرون – يعني أدنى مطلع على دينهم يجد هذه العبارات في كلامهم، مثل هؤلاء عرفوا الله؟ ما عرفوا الله

لذلك قال النَّبيُّ عليه الصلاة والسلام لسيِّدنا مُعاذ: “فإذا عرفوا الله” معناه هم ليسوا عارفين بالله

فلذلك يقول القاضي عياض رضي الله عنه: “وهو مذهبُ حُذَّاق المتكلمين في اليهود والنصارى أنهم غير عارفين بالله تعالى وإن كانوا يعبدونهُ ظاهرًا”،

يعني في الظاهر هم يقولون نحن نعبد الله، لكن في الحقيقة هم ليسوا عابدين لله لأن الله الذي يزعمون عبادته ما عرفوه، ما عرفوا الله ويظهرون معرفته

ثم قال القاضي عياض: “ما عرفَ اللهَ تعالى مَنْ شبَّهَهُ وجسَّمَهُ”. ما عرف اللهَ تعالى من شَبَّهَهُ أي بشيءٍ من خلقهِ، وجَسَّمَهُ، ماذا يعني وجَسَّمَهُ؟

يعني ظنَّ وتَوَهَمَ أنَّ الله تعالى جِسمٌ لأن اليهود ماذا يزعمون؟ يزعمون في توراتهم المُحرفة أنَّ <الله تعالى بعد أن خَلَقَ السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام تعِب>، نسبوا إلى الله التعب وهذا ضلالٌ مبين واضح.

وقالوا: <استلقى على قفاه على العرش> فجعلوا لله تعالى قفا وجعلوه جسمًا يجوز عليه الاستلقاء والمُماسة للأجسام. أنا جسمٌ فيجوز عليَّ أن أمَسَ الكرسي التي أقعدُ عليها أليس كذلك؟

هذا الاتصال بالأشياء أو الانفصال عن الأشياء أو المُماسة للأشياء، هذه صفة المخلوقات ليست صفةَ الخالق، فاليهود وكذا النصارى يعتقدون أن الله تعالى جسم

فيقول القاضي عياض: “ما عرف الله تعالى من شبَّهَهُ وجسَّمَهُ من اليهود، وأجاز عليه البِدَا يعني البِدَاء”. ما هذه العقيدة؟ هذه العقيدة عقيدةُ البِدَاءِ فيها نِسبَةُ الجهلِ إلى الله