لله تعالى 👇
قال الجنيدُ رحمه الله (توفي سنة 298 هجرية) :
أَشرَفُ كلِمةٍ في التّوحِيدِ قَولُ الصِّدّيق :
“الحمدُ للهِ الذي لم يجعَلْ للخَلقِ سَبِيلًا إلى مَعرفتِه إلاّ بالعَجْزِ عن مَعرفَتِه”.
(7/267 من نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب لأحمد بن محمد التلمساني المتوفى سنة 1041 هجرية).
ومعناها أن الله تعالى معرفته تكون باعتقاد أنه موجود لا يشبه الموجودات، موجود بلا جهة ولا مكان ولا يوصف بأوصاف الخلق كالحركة والسكون والشكل واللون والتغيّر.
الله تعالى ليس شيئًا يتمثّل فى القلب، الله تعالى ليس شيئًا متصوّرًا، المتصوّر مخلوق حادث متغيّر.
والإمام أحمدُ بنُ حنبلٍ يُنزِّهُ الله عن الشكل والصورة، فَقَدْ ثَبَتَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ:
“مَهْمَا تَصَوَّرْتَ بِبَالِكَ فاللهُ بِخِلافِ ذلِكَ”،
رَوَاهُ التَّمِيميُّ الْحَنْبَليُّ في كِتَابِهِ الْمُسَمَّى اعتقادُ الإِمامِ الْمُبَجَّلِ أحمدَ بنِ حَنبلٍ،
وَقَوْلُهُ هَذَا مَأخُوذٌ مِنْ الحديث:
“لا فِكْرَةَ في الرَّبِّ”،
رَوَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ الأَنْصَارِيُ،
ومِنْ قَوْلِهِ تعالى:
{ وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى } .
(سورة النَّجم، 42)
قَالَ الصَّحَابِيُّ الْجَلِيلُ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ في تَفْسِيرِهِ لِهَذِهِ الآيَةِ:
“إِلَيْهِ يَنْتَهي فِكْرُ مَنْ تَفَكَّرَ فَلا تَصِلُ إِلَيْهِ أَفْكَارُ الْعِبَادِ”. اهـ.
وقال الإمام الشافعيّ رحمه الله:
“لا يجوز على الله التغير في ذاته ولا التبدل في صفاته”.
ذكره الحافظ الزبيدي في كتاب إتحاف السادة المتقين.
قال ابن عباس رضي الله عنهما :
“تفكروا في خلق الله ولا تفكّروا في ذات الله”.
رواه البيهقي.
قال الإمام أحمد بن حَنْبَل رضي الله عنه:
{ مهما تصوّرت ببالك فالله لا يشبه ذلك}.
كلُّ من يتفكّر في ذاته تعالى فيتخيّل بخياله صورة أو يتوهّمه بوهمه ويعتقد أنّ ما تخيّله وتوهَّمه هو الله فهو ليس مُسلمًا موحّدًا، إذْ لا فرق بينه وبين عابد الصّنم،
فعابد الصّنم عبد صورة نحتها وهذا عَبَد صورة تخيّلها،
وأمّا المؤمن المُصدّق فيعبد الله الذي لا شبيه له ولا مثيل، مُنزّه عن المكان والجهة والصورة والجسمية ومُنزّهٌ عّن جميع صفات المخلوقين.
