الرد العلمي على حاخام أهل التجسيم المشبه ابن تيمية الحراني
من كتاب المقالات السنية في الرد على ضلالات احمد بن تيمية
المقالة الأولى
قوله:بحوادث لا أوّل لها لم تزل مع الله
أي لم يتقدم الله جنس الحوادث،وإنما تقدم أفراده المعينة أي أن كلّ فرد من أفراد الحوادث بعينه حادث مخلوق،وأما جنس الحوادث فهو أزلي كما أن الله أزلي،أي لم يسبقه الله تعالى بالوجود.
وهذه المسألة من أبشع المسائل الاعتقادية التي خرج بها عن صحيح العقل وصريح النقل وإجماع المسلمين،ذكر هذه العقيدة في سبعة من كتبه:موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول،ومنهاج السنّة النبوية،وكتاب شرح حديث النزول،وكتاب شرح حديث عمران بن حصين،وكتاب نقد مراتب الإجماع،ومجموعة تفسير من ست سور،وكتابه الفتاوى،وكل هذه الكتب مطبوعة.
أما عبارته في الموافقة فهي ما نصّه:”وأما أكثر أهل الحديث ومن وافقهم فإنهم لا يجعلون النوع حادثًا بل قديمًا،ويفرقون بين حدوث النوع وحدوث الفرد من أفراده كما يفرق الجمهور العقلاء بين دوام النوع ودوام الواحد من أعيانه”.اهـ.وقال في موضع ءاخر في ردّ قاعدة ما لا يخلو من الحادث حادث لأنه لو لم يكن كذلك لكان الحادث أزليًا بعدما نقل عن الأبهري أنه قال:قلنا لا نسلم وإنما يلزم ذلك لو كان شئ من الحركات بعينها لازمًا للجسم،وليس كذلك بل قبل كل حركة حركة لا إلى أول،ما نصه:”قلت هذا من نمط الذي قبله فإن الأزلي اللازم هو نوع الحادث لا عين الحادث،قوله لو كانت حادثة في الأزل لكان الحادث اليومي موقوفًا على انقضاء ما لا نهاية له،قلنا:لا نسلم بل يكون الحادث اليومي مسبوقًا بحوادث لا أول لها”.اهـ.
ويقول فيها أيضًا ما نصه:”فمن أين في القرءان ما يدل دلالة ظاهرة على أن كل متحرك محدَث أو ممكن،وأن الحركة لا تقوم إلا بحادث أو ممكن،وأن ما قامت به الحوادث لم يخل منها ،وأن ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث،وأين في القرءان امتناع حوادث لا أول لها”اهـ.
فهذا من عجائب ابن تيمية الدالة على سخافة عقله بقوله بقدم العالم القدم النوعي مع حدوث كل فرد معين من أفراد العالم.قال الكوثري في تعليقه على السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل ما نصّه:”وأين قدم النوع مع حدوث أفراده؟وهذا لا يصدر إلا ممن به مس،بخلاف المستقبل،وقال أبو يعلى الحنبلي في”المعتمد”:والحوادث لها أول ابتدأت منه خلافًا للملحدة.اهـ.وهو من أئمة الناظم.يعني ابن القيّم.
فيكون هو وشيخه من الملاحدة على رأي أبي يعلى هذا فيكونان أسوأ حالاً منه في الزيغ،ونسأل الله السلامة”.اهـ.
وقال-أي ابن تيمية-في منهاج السنّة النبوية ما نصه:”فإن قلتم لنا:فقد قلتم بقيام الحوادث بالرّبّ،قلنا لكم:نعم،وهذا قولنا الذي دلّ عليه الشرع والعقل…..”.
وقال فيه ما نصه:”ولكن الاستدلال على ذلك بالطريقة الجهمية المعتزلية طريقة الأعراض والحركة والسكون التي مبناها على أن الأجسام محدَثة لكونها لا تخلو عن الحوادث،وامتناع حوادث لا أول لها طريقة مبتدَعة في الشرع باتفاق أهل العلم بالسنة،وطريقة مخطرة مخوفة في العقل بل مذمومة عند طوائف كثيرة”اهـ.
