حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ

لله تعالى

قَالَ تَعَالَى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)} [آلِ عِمران].

قَالَ الْفَخْرُ الرَّازِيُّ رَحِمَهُ اللهُ:
قَالَ تَعَالَى: {وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} وَالْمُرَادُ أَنَّهُمْ كُلَّمَا ازْدَادُوا إِيمَانًا فِي قُلُوبِهِمْ أَظْهَرُوا مَا يُطَابِقُهُ فَقَالُوا: {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}.
قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: {حَسْبُنَا اللَّهُ} أَيْ كَافِينَا اللهُ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: وَحَسْبُكَ مِنْ غِنًى شِبَعٌ وَرِيٌّ ؛ أَيْ يَكْفِيكَ الشِّبَعُ وَالرِّيُّ.

وَأَمَّا “الْوَكِيلُ” فَفِيهِ أَقْوَالٌ:
أَحَدُهَا: أَنَّهُ الْكَفِيلُ.
وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الْوَكِيلُ: الْكَافِي، وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ هَذَا الْقَوْلِ أَنَّ “نِعْمَ” سَبِيلُهَا أَنْ يَكُونَ الَّذِي بَعْدَهَا مُوَافِقًا لِلَّذِي قَبْلَهَا، تَقُولُ: رَازِقُنَا اللهُ وَنِعْمَ الرَّازِقُ، فَكَذَا هَهُنَا تَقْدِيرُ الْآيَةِ: يَكْفِينَا اللهُ وَنِعْمَ الْكَافِي.
وَقِيْلَ: فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، وَهُوَ الْمَوْكُولُ إِلَيْهِ، وَالْكَافِي وَالْكَفِيلُ يَجُوزُ أَنْ يُسَمَّى وَكِيلًا؛ لِأَنَّ الْكَافِيَ يَكُونُ الْأَمْرُ مَوْكُولًا إِلَيْهِ، وَكَذَا الْكَفِيلُ يَكُونُ الْأَمْرُ مَوْكُولًا إِلَيْهِ. اهـ.

وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي تَفْسِيْرِهِ الْجَامِعِ:
قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} أَيْ كَافِينَا اللهُ. “وَحَسْبُ” مَأْخُوذٌ مِنَ الْإِحْسَابِ، وَهُوَ الْكِفَايَةُ. قَالَ الشَّاعِرُ: فَتَمْلَأُ بَيْتَنَا إِقْطًا وَسَمْنًا وَحَسْبُكَ مِنْ غِنًى شِبَعٌ وَرِيٌ

وَرَوَى الْبُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ الْخَلِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ. وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ، وَاللهُ أَعْلَمُ. اهـ.

وَأَخْرَجَ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “مَنْ قَالَ فِي كُلِّ يَوْمٍ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: حَسْبِيَ اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، سَبْعَ مَرَّاتٍ، كَفَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّهُ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ”.

أَبُو الدَّرْدَاءِ: وَيُقَالُ: اسْمُهُ عَامِرُ بْنُ مَالِكٍ، وَلَقَبُهُ: عُوَيْمِرٌ، الْأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ، صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَاضِي دِمَشْقَ وَسَيِّدُ الْقُرَّاءِ فِيهَا.

https://t.me/love_mohamed_Bring_together

نقلا عن الشيخ نبيل الشريف حفظه الله تعالى وجزاه عنا خير الجزاء

لله تعالى

(22) هَلْ يُشْتَرَطُ لِلدُّخُولِ فِى دِينِ الإِسْلامِ لَفْظُ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ.

      لا يُشْتَرَطُ هَذَا اللَّفْظُ بِعَيْنِهِ بَلْ يَكْفِى لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَوْ مَا يُعْطِى مَعْنَاهُ كَقَوْلِ لا رَبَّ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ نَبِىُّ اللَّهِ. وَمَنْ عَجَزَ عَنِ النُّطْقِ بِحَرْفِ الْحَاءِ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُهَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ بِالْهَاءِ يُقَالُ لَهُ قُلْ أَشْهَدُ أَنَّ أَبَا الْقَاسِمِ رَسُولُ اللَّهِ. أَمَّا الَّذِى يَقُولُ أَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ بِتَشْدِيدِ النُّونِ لَمْ تَصِحَّ شَهَادَتُهُ لِعَدَمِ إِقْرَارِهِ بِوَحْدَانِيَّةِ اللَّهِ فَإِنَّهُ كَلامٌ مَبْتُورٌ كَمَنْ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ زَيْدًا وَسَكَتَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْتِىَ بِالْخَبَرِ.

قناة حب محمد يجمعنا دروس محررة وفوائد مفيدة
لا فلاح الا بتعلم أمور الدين
https://t.me/love_mohamed_Bring_together

الثَّباتُ عَلَى طاعَةِ اللهِ تَعالى والاِلْتِزامُ التامُّ بِالشَّرْعِ إِلى التَّكاتُفِ والتَّعاضُدِ والتَّعاوُنِ عَلى طاعَةِ اللهِ تَعالى والاِعْتِصامِ بِحَبْلِ اللهِ الْمَتِينِ لا سِيَّما في هَذا الزَّمَنِ العَصِيبِ الَّذِي عَظُمَ فِيهِ الخَطْبُ واسْتَشْرَى فِيهِ الشَّرُّ وزادَ الفَسادُ فَصِرْنا نَرَى القابِضَ فِيهِ عَلى دِينِهِ كَالقابِضِ عَلى جَمْرٍ وكُلُّكُمْ يَسْمَعُ ويَرَى واقِعَ البِلادِ والعِبادِ، وينْصَحُ بِالعَمَلِ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ: «العِبادَةُ فِي الهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ» فَهَنِيئًا لِمَنْ عَمِلَ بِما حَثَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ الأَكْرَمُ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّمَ وقَدْ حَثَّنا عَلَيْهِ الصلاةُ والسلامُ في هَذا الحَدِيثِ عَلى الاِشْتِغالِ بِالعِبادَةِ في أَيّامِ الهَرْجِ، والهَرْجُ مَعْناهُ شِدَّةُ القَتْلِ وها نَحْنُ نَعِيشُ زَمَنَ الهَرْجِ؛ نَعِيشُ زَمَنَ الفِتَنِ الَّتِي ما زالَتْ تَتَوالَى كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ فَلْيَشْغَلِ الواحِدُ مِنّا نَفْسَهُ في هَذِهِ الأَيّامِ بِعِبادَةِ رَبِّهِ لِيَنالَ تِلْكَ الفَضِيلَةَ العَظِيمَةَ فَقَدْ شَبَّهَ رَسُولُ اللهِ صَلّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّمَ أَجْرَ الْمُتَعَبِّدِ في الهَرْجِ بِأَجْرِ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِ حِينَ كانَتِ الهِجْرَةُ فَرْضًا حَيْثُ أَنَّ الهِجْرَةَ كانَتْ في وَقْتٍ مِنَ الأَوْقاتِ فَرْضًا عَلى الْمُسْتَطِيعِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَكانَ واجِبًا عَلى مَنِ اسْتَطاعَ الهِجْرَةَ أَنْ يُهاجِرَ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ في الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ ثُمَّ نُسِخَ هَذا الحُكْمُ بَعْدَما فَتَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّمَ مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةَ أَيْ لَمْ تَعُدِ الهِجْرَةُ بَعْدَ ذَلِكَ فَرْضًا فَمَنِ اشْتَغَلَ بِالعِبادَةِ في الهَرْجِ كانَ لَهُ أَجْرٌ يُشْبِهُ أَجْرَ الْمُهاجِرِ في سَبِيلِ اللهِ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّمَ ولَيْسَ الْمَعْنَى أَنَّ لَهُ كَأَجْرِ الْمُهاجِرِ تَمامًا إِنَّما يُشْبِهُهُ؛ يُشْبِهُ أَجْرَ مَنْ هاجَرَ في الصَّحْراءِ وتَحَمَّلَ وَعْثَاءَ السَّفَرِ وأَعْباءَ الرَّحِيلِ ومَشَقّاتِ الطَّرِيقِ طاعَةً للهِ وَرَسُولِهِ فَأَيُّ خَيْرٍ وأَيُّ أَجْرٍ وأَيُّ فَضْلٍ هَذا الفَضْلُ العَظِيمُ الَّذِي يَنالُهُ ويَحُوزُهُ مَنْ تَشاغَلَ بِالعِبادَةِ في تِلْكَ الحالِ وتَرَكَ ما تَشاغَلَ كَثِيرٌ مِنَ النّاسِ بِهِ وهُوَ الهَرْجُ الْمَذْمُومُ الَّذِي نُهِينا عَنْهُ. وفقكم الله تعالى

https://t.me/love_mohamed_Bring_together

تذكر رحمك الله ​​​

لا تمضِ وقتَك مذعُورًا ومرتعبَا
فلن يصيبَكَ يومًا غيرُ ما كُتِبَا

واستأنسَنَّ بذكر الله والتجِئَنْ
إلى إلـٰهِكَ واشكُ الغمَّ والكُرَبَا

ما بينَ طرفةِ عينٍ وانتباهتها
إن شاء ربي يزيلُ الضُّرَّ والوصَبَا

– ” تحصنتُ بذيِ العزةِ والجبروت واعتصمتُ برب الملكوت وتوكلتُ على الحي الذي لا يموت، اللهم اصرف عنا الوباء وقنا شر الداء بلطفكَ ورحمتكَ إنكَ على كُلِ شيءٍ قدير “

– عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: [ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ وَالْجُنُونِ وَالْجُذَامِ، ومن سيئ الأسقامِ ] صحيح أبي داود – رقم: (1554)

بصوت فضيلة الشيخ الدكتور نبيل الشريف حفظه الله تعالى وجزاه عنا خير الجزاء

أخلصوا النية لله بسماعه ونشره
قناة حب محمد يجمعنا دروس محررة وفوائد مفيدة
لا فلاح الا بتعلم أمور الدين
https://t.me/love_mohamed_Bring_together

اللَّهُمَّ فقهنا في الدين واجعلنا خدَّامًا له​