لله تعالى
من دروس مولانا الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله تعالى رحمة واسعة وجزاه الله عنا خيرًا كثيرا
قال رحمه الله: الواجبُ هو ملازمة مذهب أهل السُّنَّة الذي كان عليه الصحابة، ومن خرج منه يُحذّر منه، ومن تَركَ التحذير فهو ءاثم. التحذير من هؤلاء أهم من التحذير من قُطّاع الطريق الذين يكمنون في الطريق للمسافرين ليسلبوا أموالهم ويقتلوهم، التحذير من الوهابية وأمثالهم أشدُّ فَرْضية من التحذير من قاطع الطريق. قاطع الطريق ماذا يفعل بالمسلم، يقتله ويسلب ماله فيصير شهيدًا هذا المسلم، ما خسر ءاخرته بل استفاد، الله تعالى لا يعذّبه لا في قبره ولا في ءاخرته، المؤمنُ المقتول ظُلمًا ليس عليه نكد لا في القبر ولا في الآخرة، هذا استفاد. أما هذا الوهابي إذا جرَّ إنسانًا إلى فكرته إلى عقيدته أخرَجَه من الإسلام فصار من أهل النار الخالدين فيها. لذلك يجب علينا السعيُ بكل جِدِّنا واجتهادنا لإحياء عقيدة أهل السُّنَّة التي كان عليها الصحابة والخلفاء الذين جاؤوا بعد الصحابة والسلاطين كالسلطان صلاح الدين الأيوبي. السلطان صلاح الدين الأيوبي كان قرَّرَ في زمانه تدريس كتاب فيه “الله موجود بلا مكان” لأنه كان قبل المكان بلا مكان، فهو موجود بعد أن خلق المكان بلا مكان كما كان قبل العالَم. وفي هذا الكتاب الذي قرَّرَهُ السلطان صلاح الدين أنَّ اللهَ تعالى كلامُه الذي هو يتكلم به ليس حرفًا ولا صوتًا، إنما كلامه كلامٌ ليس من جنس الأصوات والحروف؛ لأن الأصوات والحروف من كلامنا، كيف يَشبهنا! وله كلام ليس حرفًا ولا صوتًا وليس هو ككلامنا متقطِّعًا يحصل شىءٌ منه ثم يعقبه سكوت ثم عَودٌ إلى الكلام ثم عَودٌ إلى السكوت، ليس هكذا. الآن لا أحد يعرف حقيقة كلامه، لكن في الآخرة الله تعالى يُسمع ذلك الكلام الجن والأنس فيُحاسبهم بذلك الكلام، لِمَ فعلت كذا؟ أليس أعطيتُكَ كذا؟ يحاسب الجن والإنس وينتهي منهم في وقت قصير، في ساعة ينتهي من حساب هذا العالَم، الإنس والجن في ساعة، لو كان كلامه حرفًا وصوتًا كان حسابه للجن والأنس يأخذ مائة ألف وأكثر من مائة ألف. لذلك أهل الحق الذين سبقونا كالسلطان صلاح الدين الأيوبي على ما كان عليه الصحابة أنَّ الله لا يشبه شيئًا لا في ذاته لا في حقيقته ولا في أفعاله ولا في صفاته، لا يشبه شيئًا. ثم هؤلاء الضّالون الوهابية لمَّا علموا أنَّ السلطان صلاح الدين كان على هذه العقيدة، أي أنَّ الله موجود بلا مكان وأنَّ كلامه ليس حرفًا ولا صوتًا، قالوا: “كافر” لعنهم الله، قالوا: “كافر”. وقال بعضهم: “هو نفع الناس، نقول: الله يرحمه ومع هذا كافر”. هؤلاء الأنجاس يُكفّرون هذا السلطان العالِم التقي النقي الغازي الناصر. لذلك يجب علينا الاهتمام بتأييد نشر عقيدة أهل السُّنَّة وذلك بطرقٍ، بتعدد الذين يُعلِّمون هذا المذهب وبتهيئة مكان واسع لتعليم هذا المذهب مذهب أهل السُّنَّة عقيدة التوحيد. رحم الله من كتبه ونشره، وءاخر دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
