الأصل الذي استخرجه الحافظ ابن حجر العسقلاني (أمير المؤمنين في الحديث) (852) من السنّة على جواز عمل المولد
👈 ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما قدم النبي المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسئلوا عن ذلك، فقالوا: “هو اليوم الذي أظهر الله موسى وبني إسرائيل على فرعون ونحن نصومه تعظيما له”، فقال رسول الله ﷺ: “نحن أولى بموسى” وأمر بصومه أمر استحباب.
👈 فيستفاد من هذا الحديث فعل الشكر لله تعالى على ما تفضل به في يوم معين من حصول نعمة أو رفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة،
👈 والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة، وأي نعمة أعظم من نعمة بروز النبي ﷺ.
👈 ذكر ذلك الإمام السيوطي في كتابه الحاوي للفتاوى (1/189-197).
الأصل الذي استخرجه الحافظ السيوطي (911) من السنة على جواز عمل المولد في رسالته “حسن المقصد في عمل المولد” :
👈 قوله ﷺ: “ذاك يوم ولدت فيه وفيه أنزل علي”، لما سئل ﷺ عن سبب صيامه ليوم الاثنين.
👈 وفي هذا الحديث إشارة إلى استحباب صيام الأيام التي تتجدد فيها نعم الله تعالى على عباده، وإن من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا إظهاره وبعثته وإرساله إلينا، ودليل ذلك من قوله تعالى:
👈 ﴿ لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم ﴾ (سورة ءال عمران، 164)
👈 قال الحافظ السيوطي في رسالته “وقد استخرج له – أي المولد – إمام الحفاظ أبو الفضل أحمد بن حجر أصلا من السنة واستخرجت له أنا أصلا ثانيا …” اهـ.
المولد سنة حسنة وليس داخلا في الإطراء الذي نهانا عنه الرسول بقوله ﷺ: “لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم”
👈 لأن معناه لا ترفعوني فوق منزلتي كما رفعت النصارى عيسى فوق منزلته، جعلوه إلـها خالقا.
👈 أما عملنا للمولد ليس رفعا للرسول فوق منزلته بل هو شكر لله تعالى على ولادته.
👈 فإذًا قوله ﷺ: “لا تطروني” ليس معناه لا تمدحوني على الإطلاق،
👈 بل الحق أن يقال ما كان غلوا فهو ممنوع وما لم يكن كذلك فليس بممنوع،
👈 وإلا كيف أذن الرسول لعمه العباس رضي الله عنه أن يمدحه بل ودعا له،
👈 فقد ثبت بالإسناد الحسن فيما رواه ابن حجر العسقلاني في الأمالي أن الرسول ﷺ قال له عمه العباس رضي الله عنه: “يا رسول الله إني امتدحتك بأبيات”،
👈 فقال رسول الله ﷺ:”قلها لا يفضض الله فاك” فكان مما قاله العباس رضي الله عنه في مدح النبي ﷺ:”وأنت لما ولدت أشرقت الأرض وضاءت بنورك الأفق”.
المولد سنة حسنة وليس فيه اختزال لمحبته في يوم واحد:
👈 أليس الرسول ﷺ قال لليهود: “نحن أولى بموسى منكم” وأمر بصوم عاشوراء،
👈 فهل يكون الرسول ﷺ بذلك اختزل محبة موسى في يوم واحد فقط؟!
👈 واعلم أنَّ تحْريمَ المولد وتنفيرَ النَّاسِ منه والاستِهزاءَ والسُّخريةَ بهذه المناسبة العظيمة،
👈 فيه تطاولٌ على صاحبِ الذِّكرى ﷺ ،
👈 وإساءةٌ لِمَا يزيدُ عَنْ مليار ومائتي مليون مُسلم يَعشقون محمَّدًا ويُحبُّونَهُ ويؤمنون به ﷺ
يا أيها المسلمون، احذروا من الفِرْقَةٍ الضَالَّة التي اتَّخَذَتْ من التجسيمِ والتشبيهِ دينًا ومن الطَّعْنِ بالنبيِّ والصالحينَ سبيلًا ومن تكفيرِ المسلمينَ بنسبتِهم إلى الشِّرْكِ مذهبًا . فأَعْرَضَتْ عن طاعةِ الله ورسولهِ واتَّبَعَتْ غيرَ سبيل المؤمنين .
👈 إنها فِرْقَةُ ” الوَهَّابِيَّة ” التي أنشأ دعوتهَا منذ نحوِ ثلاثمائة سنةً رجلٌ من نَجْدِ الحِجَازِ يقالُ له مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الوَهَّابِ وتَبِعَهُ على ذلك بعضُ الغَوْغَاءِ مِنَ الْمَفْتونينَ فرَوَّجُوا لفتنتهِ .
👈 ولقد كان بسبب ما سُخِّرَ لهذه الفِرْقَةِ من وسائلَ قويَّة وأموال طائلةٍ أن بَلَغَ شَرُّها العديدَ من بلادِ المسلمينَ فاشتعلتْ نارُ الفتنةِ فيها وظَهَرَ خُطَبَاءُ السُّوء وعَمَّتِ البليَّة .
👈 وقد حَذَّرَنا رسولُ الله ﷺ من فتنةِ هذا الرَّجُلِ لَمَّا ذُكِرَ له ناحيَة نَجْدِ الْحِجَازِ لِيَدْعُوَ لَها بالبَرَكَةِ فلم يُجِبْهُمْ لذلكَ وقال :” منها يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَان ” ، أي قُوَّةُ فتنتهِ .. رواه البخاريُّ في (صحيحه) ..
👈 هذه الطَّائفةُ اتَّخَذَتْ لنفسها تسمياتٍ أخرَى مُزَوَّرَةً من أجلِ التَّمْوِيهِ على النَّاسِ مِثْل ” السَّلَفِيَّة ” و ” أنصار السُّـنَّة ” وغيرِ ذلك .
قصة المولد النبوي الشريف
الحمدُ للهِ الذي أنارَ الوجودَ بطلعةِ خيرِ البَريَّة، سيِّدِنا مُحمَّدٍ قَمرِ الهِداية وكوْكبِ العنايةِ الرَّبانيَّة، مَنْ تولَّاهُ مولاه بالحِفظِ والرِّعايَةِ السَّرمديَّة وأعلى مَقامَهُ فوقَ كلِّ مقام في مُحكَمِ التَّنزيلِ قالَ لِخلْقهِ صلُّوا عليه وسلِّموا تسليما. وأُصلِّي وأُسلِّمُ على الموصوفِ بالأفضليَّة، وهاكُم مِنْ قصةِ المولدِ النَّبويّ بُرودًا حِسانًا عبقريَّة، وأستعينُ بحَوْلِ الله تعالى وقوتِه فإنَّه لا حَوْلَ ولا قوَّةَ إلَّا بالله.
قالت آمنةُ وفي تلكَ الساعة رأيتُ الشُّهُبَ تتطايرُ يَمينًا وشِمالًا، ورأيتُ المنزلَ قد اعتكرَ عليَّ بأصواتٍ مُشتبِهات، ولغاتٍ مختلِفات، فأوحَى اللهُ تعالى إلى رِضوان، يا رِضوانُ زَيّنِ الِجنَان، وصُفَّ على غُرَفِهَا الحُورَ والوِلدَان، فتبادَرَت بزينَتِها الحورُ الحِسان، وأشْرَفَت من غُرفِ الجِنان وأزْهَرتِ الأوراقُ والأشجارُ والأغصانُ، وَقَطَرَتْ قَطَراتُ الرَّحْمَةِ عَلَى أَوْرَاقِ الأَفْنَان، ثُمَّ إنَّ اللهَ تَعَالَى أَوْحَى إلَى جِبْرِيل أَنْ صُفَّ أَقْدَاحَ رَاحِ الشَّرَاب، لِلْكَوَاعِبِ الأترابِ، وانْشُر نوَافِحَ المِسْك الزّكِيَّة، وَعَطّرِ الكَوْن بالرَّوائِحِ الطَّيّبةِ الزّكيَّةِ، وَقِيلَ يَا مالِكُ أغلِقْ أَبْواب النّيرَان، وَصَفّدِ الشَّيَاطِين لِهُبُوط الملائكَة المُقَرَّبِين، وَنُودِيَ فِي أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ فَهَبَطَ الأمِينُ إِلى الأرْضِ بِالمَلَائِكَةِ المُقَرَّبِينَ، وكلُّ ذلك بأمرِ المَلِكِ الجبَّار. قالت آمنةُ ولم يأخُذنِ ما يَأخُذُ النّساءَ منَ الطَّلْقِ إلَّا أنِّي أعرقُ عَرقًا شَديدًا كالمِسكِ الأذْفَر، قالت لَم أعهَدْهُ قبلَ ذلكَ من نفسي، فَشكوتُ العَطش، فإذا بِمَلكٍ نَاولنِي شَرْبَةً من الفِضَّةِ البيضاء، فيها شَرابٌ أحلىَ من العَسَل، وأبرَدُ من الثَّلجِ، وأزكى رائحةً من المِسكِ الأذْفَر، قالت فَتناولتُها فشربتُهَا فأضَاء عليَّ منهَا نورٌ عظيم، فَحِرتُ لذلك، وجعلتُ أنظرُ يمينًا وشمالًا، قالت وقد اشتدَّ بِيَ الطَّلقُ، فبينما أنا كذلك فإذا أنا بطائِرٍ عظيمٍ أبيض قد دخلَ عليَّ، وَأَمَرَّ بجَانِبَةِ جَنَاحيْهِ على بَطنِي وقال انزِلْ يا نبيَّ الله، وقال انزِلْ يا حبيبَ الله، وقال انزلْ يا مَنْ عظَّمكَ الله، فَأعانَنِي عَالِمُ الغيبِ والشهادةِ على تسهيلِ الولادة فوضَعتُ الحبيبَ محمَّدًا، صلُّوا عليه وسلِّموا تسليمًا.
عطِّرِ اللهُمَّ قبرَهُ الكريم بِعَرْفٍ شذيٍّ مِنْ صلاةٍ وتسليم.
اللهُمَّ صلِّ وسلِّم وبارك عليه.
