قال الله تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } [سورة آل عمران]
المكرُ من الخَلْقِ خُبْثٌ وخِداعٌ لإيصال الضّرر إلى الغير باستعمال حيلةٍ، وأمَّا مِن الله تعالى فهو مُجازاةُ الماكرين بالعُقوبة من حيث لا يدرون وهذا من باب المقابلة فلا يجوز أن نسمي الله بالماكر.قال ابن الجوزي: «قوله تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ} ، قال الزجاج: المكر من الخلق: خبث وخداع، ومن الله عز وجل: المجازاة، فسُمِّيَ باسم ذلك، لأنه مجازاة عليه.
قال الله تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} [سورة النساء]
هذه الآية معناها أنه كَمُلَ مُعظَم الدين، كما ذكر ذلك البغوي، والخازن، وابن حجر العسقلاني وغيرهم، وليس معناها أنه لا يجوز للمجتهدين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن يُحدِثوا ما يوافق الشرع كعمل المولد النبوي الشريف.
قال القرطبي: «وقال الجمهور: المراد معظم الفرائض والتحليل والتحريم، قالوا: وقد نزل بعد ذلك قرءان كثير، ونزلت آية الربا، ونزلت آية الكلالة إلى غير ذلك، وإنما كمل معظم الدين وأمر الحج اهـ.
قال تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}
فالباقيات الصالحاتُ هي الأعمالُ الصالحة التي يقومُ بها العبدُ طاعةً لربِّه سبحانه وتعالى فيَجِدُ أثرَهَا يومَ القيامة من الثوابِ الجزيلِ الباقِي
وقد جاء كذلك في الحديث الشريف عن أبي هريرة قال: قال رَسولُ الله ﷺ: “خُذُوا جُنَّتَكُم” قالوا: يا رَسولَ الله، أَمِن عَدُوٍّ قد حَضَر؟ قال: “لا، ولكن جُنَّتُكم مِن النارِ قَولُ: سُبحان الله، والحمدُ لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فإنهُنَّ يأتِينَ يومَ القيامة مُجَنِّبَاتٍ وَمُعَقِّبَاتٍ، وهُنَّ الباقِياتُ الصَّالِحات”. رواه النسائي في السنن الكبرى.
قوله تعالى: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [سورة الكهف] فهو تهديد وليس إذنًا للناس في حرية الكفر بدليل ءاخر الآية وهو {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} [سورة الكهف] ، والمعنى من ءامن فقد أحسن ومن كفر فهو مستحق للعذاب المقيم في النار، يُفهم ذلك من قوله تعالى في الآية {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} [سورة الكهف] ومعناه من كفر يقيم في جهنم في العذاب المستمر، وإن أهل النار محفوفون بالنار من كل الجوانب
قال الله تعالى: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [سورة آل عمران] .
قال الفخر الرازي: «قوله تعالى:{إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} أي متمم عمرك فحينئذ أتوفاك فلا أتركهم حتى يقتلوك بل أنا رافعك إلى سمائي، ومقربك بملائكتي، وأصونك عن أن يتمكنوا من قتلك وهذا تأويل حسن».
والمراد بقوله تعالى: {وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} أي إلى محل كرامتي وجعل ذلك رفعًا إليه للتفخيم والتعظيم ولا يجوز أن نفسر إِلَيَّ في الآية بأن الله ساكن السماء فهو خالقها ولا يحتاج إليها سبحانه وتعالى.
