تلقت الأمة المذهب المالكي بالقبول فهو ثاني المذاهب الفقهية المعتمدة تاريخيا

تلقت الأمة المذهب المالكي بالقبول فهو ثاني المذاهب الفقهية المعتمدة تاريخيا.

ولقد حاز على خدمة متميزة من أصحاب وتلاميذ الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه، إمام دار الهجرة، وعالم المدينة.

ويُقبل كثير من طلبة العلم على دراسة

المذهب المالكي لعدة أسباب منها:

أن المذهب المالكي اختص بخصائص عظيمة وجليلة، مثل التوسع في مصادر التشريع لتشمل العرف والاستصلاح وشرع من قبلنا وغيرها، والمرونة الناتجة عن اعتماد هذه المصادر فزاد من صلاحية المذهب للحكم والتقنين.

غير ما سخَّره الله للمذهب من العلماء الأفذاذ الذين عُنوا بالمذهب، وتركوا الأثر العلمي البالغ في المكتبة الإسلامية عامةً، وفي أبواب الفقه والأصول والقواعد والمقاصد خاصة.

وقد أثنى النبي صلى الله عليه و سلم على القرون الأولى، فكما في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم خير أمتي القرن الذين يلونني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.

والإمام مالك رضي الله عنه كان أقوم الناس بمذهب أهل المدينة رواية ورأيا فإنه لم يكن في عصره ولا بعده أقوم بذلك منه كان له من المكانة عند أهل الإسلام الخاص منهم والعام ما لا يخفى على من له بالعلم أدنى إلمام.

ولأن المذهب الملكي هو الأقرب لعمل أهل المدينة وهو أصح مذاهب أهل المدائن الإسلامية شرقا وغربا في الأصول والفروع.

كما أن موطأ الإمام مشحون إما بحديث أهل المدينة وإما بما اجتمع عليه أهل المدينة إما قديما وإما حديثا وإما مسألة تنازع فيها أهل المدينة وغيرهم فيختار فيها قولا ويقول هذا أحسن ما سمعت.

بالإضافة إلى ذلك، فهناك تفرُّدات الإمام مالك في أبواب الفقه، والتي أسهمت في تعدد المسائل الفقهية داخل المذهب، والعناية بما يحفظ على المسلمين مقاصد الشريعة.

كما حظي مذهب الإمام مالك بتنوع بالغ الثراء، وذلك لانتشاره الواسع في الأقطار الإسلامية، حتى إن هناك للمذهب نحو خمس مدارس وهي المدرسة المدنية، والمدرسة العراقية، والمدرسة المصرية، والمدرسة المغربية، والمدرسة الأندلسية.

وهذه الكثرة في مصادر المذهب المالكي ومشاربه ومدارسه جعلته يعايش العديد من أحوال الخلق، وينزل النصوص على ما يعيشه الناس، فيجعل المتمذهب به في يسر في العديد من المسائل.