لله تعالى
تنبيه مهم
لو درس كثير ممن يشتغل اليوم باسم الدعوة والإرشاد حقيقة سيرة الصحابة لوجدوا أنهم كانوا يجتمعون على مذاكرة الفقه كما ذكر الإمام مالك في الموطإ والحاكم في المستدرك.
والصحابي الجليل ابو سعيد الخدري لما طرق الباب على عمر في الليل فقال عمر ماذا تريد في هذه الساعة فقال ابو سعيد :الفقهَ فأدخله عمر وتذاكرا إلى ما قبل الصبح بقليل، فقال ابو سعيد نصلي (أي من قيام الليل)قبل أن يدخل الصبح؟ فقال عمر انا الآن في صلاة أي في عبادة.
وهكذا كان الصحابة يفعلون في المسجد كما روى الحاكم. وأهمّ الفقه في هذا الزمان خصوصًا مع انتشار الفساد بشكل كبير هو الفقه الأكبر الذي هو علم التوحيد لأنه أصل الإسلام. فالعجب من الذين يعقدون المجالس في السيرة تاركين الأهم مع علمهم بالحال وحاجة الناس الماسة لعلم الدين لا سيما التوحيد فليْتهم جعلوها ضمن دروس الفقه. وشغلوا أنفسهم والناس بما هم أشد حاجة إليه من سواه وأهمّ الفقه في هذا الزمان خصوصًا مع انتشار الفساد بشكل كبير، هو الفقه الأكبر الذي هو علم التوحيد لأنه أصل الإسلام.
وقد قال شيخنا المحدث الفقيه عبد الله الهرري رحمه الله :شَغَلنا إصلاح عقائد الناس.
وسبحان الله العظيم وبحمده.
كان الامام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللهُ عنه سخيًّا كريمًا جوادًا، وروى ابنُ الجوزيِّ في «صفة الصفوة» عن مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاق قَالَ:
“كَانَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ المَدِيْنَةِ يَعِيْشُوْنَ لَا يَدْرُوْنَ مِنْ أَيْنَ كَانَ مَعَاشُهُم، فَلَمَّا مَاتَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ، فَقَدُوا ذَلِكَ الَّذِي كَانُوا يُؤْتَوْنَ بِاللَّيْلِ.”
وعَنْ عَمْرِو بنِ ثَابِتٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ، وَجَدُوا بِظَهْرِهِ أَثَرًا مِمَّا كَانَ يَنْقُلُ الجُرُبَ بِاللَّيْلِ إِلَى مَنَازِلِ الأَرَامِل.
