ذكر روايات الحد المنسوبة لعبد الله ابن المبارك

ذكر روايات الحد المنسوبة لعبد الله ابن المبارك

1- ذكر الروايات التي وردت عن ابن المبارك بدون ذكر لفظ الحد

أ- قال ابن قدامة في إثبات صفة العلو : “قال ابو بكر الأثرم: وحدثني محمد بن ابراهيم القيسي قال: قلت لأحمد ابن حنبل يحكى عن ابن المبارك انه قيل له كيف نعرف ربنا، قال في السماء السابعة على عرشه، قال احمد: هكذا هو عندنا”. انتهى

ب-قال الذهبي في العلو للعلي الغفار: “صح عن علي بن الحسن بن شقيق قال: قلت لعبد الله بن المبارك كيف نعرف ربنا عزوجل، قال: في السماء السابعة على عرشه ولا نقول كما تقول الجهمية: أنه هاهنا في الأرض. فقيل هذا لأحمد بن حنبل فقال: هكذا هو عندنا”. انتهى

ج – قال البيهقي في الأسماء والصفات:” أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو بكر محمد بن داود الزاهد، حدثنا محمد بن عبد الرحمن السامي ، حدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي ، قال : سمعت علي بن الحسن بن شقيق ، يقول : سمعت عبد الله بن المبارك ، يقول : نعرف ربنا فوق سبع سماوات ، على العرش استوى ، بائن من خلقه ، ولا نقول كما قالت الجهمية بأنه ههنا . وأشار إلى الأرض”. انتهى

قال الحاشدي محقق الأسماء والصفات : إسناده صحيح.

د- الدارمي في الرد على الجهمية، قال: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: قِيلَ لَهُ: كَيْفَ نَعْرِفُ رَبَّنَا؟ قَالَ: «بِأَنَّهُ فَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ عَلَى الْعَرْشِ، بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ». انتهى

هـ-ابن بطة في الإبانة الكبرى: ” حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الْقَافْلَائِي، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ كَيْفَ نَعْرِفُ رَبَّنَا؟ قَالَ: عَلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ عَلَى عَرْشِهِ، لَا نَقُولُ كَمَا تَقُولُ الْجَهْمِيَّةُ: إِنَّ إِلَهَنَا فِي الْأَرْضِ” .انتهى

و- عبد الله بن أحمد في السنة، قال: حدثني أحمد بن ابراهيم الدورقي، ثنا علي بن الحسن بن شقيق قال: سألت عبدالله بن المبارك، كيف ينبغي لنا أن نعرف ربنا عز و جل، قال: على السماء السابعة على عرشه ولا نقول كما تقول الجهمية أنه ها هنا في الأرض”. انتهى

قال محقق كتاب السنة: إسناده صحيح.

وقال: ” حدثني أحمد بن إبراهيم نا علي بن الحسن، قال: سألت عبدالله بن المبارك: كيف ينبغي لنا أن نعرف ربنا عز و جل، قال: على السماء السابعة على عرشه ولا نقول كما تقول الجهمية أنه ها هنا في الأرض”. انتهى

قال المحقق: إسناده صحيح.

ز-الذهبي في العلو للعلي الغفار، قال: “وأخبرنا يحيى بن الصيرفي الفقيه كتابة أنبأنا عبد القادر الحافظ أنبأنا محمد بن أبي نصير بأصبهان أخبرنا الحسين بن عبد الملك أنبأنا عبد الله بن شبيب أنبأنا أبو عمرو السلمي أنبأنا أبو الحسن اللبناني حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد الحافظ حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا علي بن الحسن، سألت ابن المبارك: كيف ينبغي لنا أن نعرف ربنا عزوجل، قال على السماء السابعة على عرشه ولا نقول كما تقول الجهمية أنه هاهنا في الأرض”.انتهـى

ح- ابن قدامة في إثبات صفة العلو، قال: اخبرنا الإمام ابو الحسن علي بن عساكر بن المرحب البطائحي المقرئ قال أنبأنا الأمين ابو طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر اليوسفي قال أنبأنا ابو اسحاق ابراهيم بن عمر البرمكي أنبأ ابو بكر محمد بن عبد الله بن بخيت قال أنبأ ابو حفص عمر بن محمد بن عيسى الجوهري قال ثنا ابو بكر احمد بن محمد بن هانئ الطائي الأثرم قال حدثني علي بن الحسن بن شقيق، قال: قلت لابن المبارك، كيف نعرف ربنا قال في السماء السابعة على عرشه ولا نقول كما تقول الجهمية انه ههنا وههنا” .انتهى

وقال: “قال ابو بكر الأثرم، وحدثني محمد بن ابراهيم القيسي، قال: قلت لأحمد ابن حنبل يحكى عن ابن المبارك انه قيل له كيف نعرف ربنا قال في السماء السابعة على عرشه قال احمد: هكذا هو عندنا”. انتهى

– ابن المقرئ في معجمه، قال: ” حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ الْمُبَارَكِ: كَيْفَ نَعْرِفُ رَبَّنَا؟ قَالَ: ” فَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، عَلَى عَرْشِهِ، وَلَا نَقُولُ: هَاهُنَا، كَمَا تَقُولُ الْجَهْمِيَّةُ “، وَأَوْمَأَ عَبْدُ اللَّهِ بِيَدِهِ لَا تَقُلْ: هَاهُنَا “.انتهـى

2- ذكر الروايات التي وردت عن ابن المبارك بذكر لفظ الحد

روى الأثرَ بزيادة لفظ الحد عن ابن المبارك :

أ- عثمانُ الدارمي في الرد على الجهمية فقال: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، أَنَّهُ سُئِلَ: بِمَ نَعْرِفُ رَبَّنَا؟ قَالَ: «بِأَنَّهُ فَوْقَ الْعَرْشِ، فَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ عَلَى الْعَرْشِ، بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ» قَالَ: قُلْتُ: بِحَدٍّ؟ قَالَ: «فَبِأَيِّ شَيْءٍ؟».

ب- البيهقي في الأسماء والصفات، باب قول الله عز وجل لعيسى عليه السلام : إني متوفيك، قال : “فأخبرنا بها أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد البخاري بنيسابور ، ثنا عبد العزيز بن حاتم ، ثنا علي بن الحسن بن شقيق ، ح . وأخبرنا أبو عبد الله ، قال : سمعت أبا جعفر محمد بن صالح بن هانئ ، يقول : سمعت محمد بن نعيم ، يقول : سمعت الحسن بن الصباح البزاز ، يقول : سمعت علي بن الحسن ، يقول : سألت عبد الله بن المبارك قلت : كيف نعرف ربنا ؟ قال : في السماء السابعة على عرشه . قلت : فإن الجهمية تقول : هو هذا . قال : إنا لا نقول كما قالت الجهمية ، نقول : هو هو . قلت : بحد ؟ قال : إي والله بحد . لفظ حديث محمد بن صالح” . انتهى

و محمد بن نعيم هو إما الجرمي أو البخاري، وكلاهما ذُكرا دون جرح أو تعديل كما ذكر ذلك الحاشدي في حاشيته على الأسماء والصفات.

ج – عبد الله بن أحمد في السنة، فقال حدثني عبدالله بن أحمد بن شبويه، أبو عبد الرحمن قال سمعت علي بن الحسن يعني ابن شقيق يقول سمعت عبدالله يقول الايمان قول وعمل يزيد وينقص…قال: وسمعت عبدالله يقول نعرف ربنا عز و جل فوق سبع سموات على العرش بائن من خلقه بحد ولا نقول كما قالت الجهمية ها هنا وأشار بيده إلى الأرض”.انتهـى

وقد علّق محقق كتاب السنة د.القحطاني على عبارة “خلقه بحد” فذكر أن هذه العبارة لم يجدها في الكتب إلا عند الدارمي في الرد على الجهمية.

وفضلا عن ذلك فإن البيهقي رواه في الأسماء والصفات، من طريق ابن شبويه دون لفظ الحد.

د- ابن بطة في الإبانة الكبرى، قال: “حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: ثنا أَبِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَانِئٍ الْأَثْرَمُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَيْسِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: يُحْكَى عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، قِيلَ لَهُ: كَيْفَ نَعْرِفُ رَبَّنَا تَعَالَى؟، قَالَ: فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ عَلَى عَرْشِهِ بِحَدٍّ، قَالَ أَحْمَدُ: هَكَذَا هُوَ عِنْدَنَا”.انتهـى

هـ- الذهبي في العرش، حيث قال: “ومن الآثار الواردة في ذلك ما رواه الخلال بسنده عن محمد بن إبراهيم القيسي، قال: “قلت لأحمد بن حنبل: يحكى عن ابن المبارك -وقيل له: كيف نعرف ربنا؟ – قال: في السماء السابعة على عرشه بحد. فقال أحمد: هكذا هو عندنا”.

هنا بصيغة التمريض “ويُحكى”، والإمام أحمد لم يسمع من ابن المبارك وإنما يروى عنه في المسند بواسطة عبد الرحمن بن المهدي والقطان وعارم وغيرهم.

3- الخلاصة

يتلخص مما تقدم أن أثر عبد الله بن المبارك الذي سئل فيه “كَيْفَ نَعْرِفُ رَبَّنَا”، رواه عنه علي بن الحسن بن شقيق.

قال الحافظ المزي في تهذيب الكمال: “قال أبو داود: سمعت أحمد، وقيل له: علي بن الحسن بن شقيق؟ قال: لم يكن به بأس إلا أنهم تكلموا فيه في الإرجاء، وقد رجع عنه”. انتهـى

وقد اختُلف عليه فرواه الأكثرون من دون ذكر الحد، وهم :

أ – أحمد بن خليل عند ابن المقرئ في معجمه

ب – الأثرم عند ابن قدامة في إثبات صفة العلو

ج – أحمد بن إبراهيم الدورقي عند عبد الله في السنة والذهبي في العلو .

د – محمد بن إسحاق عند ابن بطة في الإبانة

هـ – عبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي عند البيهقي في الأسماء والصفات.

و – الحسن بن الصباح البزار عند الدارمي في الرد على الجهمية.

ورواه عن ابن شقيق بزيادة الحد كل من :

أ- الحسن بن الصباح البزار ، وقد رواه عنه مباشرة عثمان الدارمي، ولكن رواه الدارمي في موضع آخر عن البزار هذا دون ذكر الحد، ورواه البيهقي من طريق محمد بن نعيم عن الحسن بن الصباح ، ومحمد بن نعيم ليس فيه جرح ولا تعديل.

ب – ابن شبويه عند عبد الله في السنة، ولكن رواه البيهقي عن ابن شبويه أيضا دون ذكر الحد.

ج – الإمام أحمد بن حنبل تعليقا بصيغة التمريض “يُحكى” عند ابن بطة والذهبي، ولكن رواه أيضا ابن قدامة والذهبي عن الإمام أحمد بصيغة التمريض ولكن دون زيادة لفظ الحد أيضا .

د- البيهقي في الأسماء والصفات من طريق عبد العزيز بن حاتم عن ابن شقيق، ولكن عبد العزيز بن حاتم ليس له ترجمة أصلا.

فتحصل أن من روى الزيادة هم الحسن بن الصباح وابن شبويه، وعبد العزيز بن حاتم ، والإمام أحمد تعليقا بصيغة التمريض. وهؤلاء الثلاثة كلهم رووا الأثر بالزيادة ورووه أيضا بدونها سوى عبد العزيز بن حاتم وهو مجهول .

يبقى أن من روى الأثر بدون الزيادة دون خلاف أو تردد هم أربعة:

أ – أحمد بن خليل عند ابن المقرئ في معجمه

ب – الأثرم عند ابن قدامة في إثبات صفة العلو

ج – أحمد بن إبراهيم الدورقي عند عبد الله في السنة والذهبي في العلو .

د- محمد بن إسحاق عند ابن بطة في الإبانة.

فهؤلاء الأربعة رووا ـ دون تردد أو خلاف ـ عن ابن شقيق عن ابن المبارك الأثر دون زيادة الحد، في مقابل عبد العزيز بن حاتم الذي روى الأثر ـ دون تردد أو خلاف ـ عن ابن المبارك بزيادة الحد .

وأما من سوى ذلك ممن روى الأثرَ بزيادة الحد وهم: الحسن البزار، والإمام أحمد تعليقا، وابن شبويه، فقد رووه مرة بالزيادة ومرة بعدمها، فإذا أسقطنا رواية هؤلاء الثلاثة وذلك لأنهم هم أنفسهم رووا الأثر من غير زيادة لفظ الحد…. فيبقى لدينا أربعة رووها بدون الزيادة جزما ، وواحد رواها بالزيادة جزما … ولا شك أن رواية الأربعة مقدمة على رواية الواحد ولاسيما أن هذا الواحد وهو عبد العزيز بن حاتم مجهول، وبالتالي فإن أثر ابن المبارك دون زيادة الحد هي الراجحة، وهي الموافقة لما كان عليه السلف فقد أسند البيهقي في “الأسماء والصفات” إلى أبي داود قوله: “كان سفيان الثوري وشعبة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وشريك وأبو عوانة لا يحدون ولا يشبهون ولا يمثلون، يروون الحديث لا يقولون كيف، وإذا سئلوا أجابوا بالأثر، قال أبو داود: وهو قولنا. قلت: وعلى هذا مضى أكابرنا” انتهـى

العجيب أيضا أن ابن تيمية نقل عن الإمام أحمد في مجموع الفتاوى أن صفات الله غير محدودة ولا معلومة، حيث قال: “يقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ما نصه: “لم يزل الله عالماً متكلماً، يعبد الله بصفاته غير محدودة ولا معلومة إلا بما وصف به نفسه”. انتهى

4- الكلام عن زيادة الحسن بن الصباح البزار

لو قيل أن زيادة الثقة مقبولة، والحسن بن الصباح البزار ثقة، فتكون زيادته مقبولة، فجواب ذلك أن يقال أن زيادة الثقة تعتبر ضعيفة ولا تقبل الا بشروط كما في الرابط التالي:

و الحسن بن الصباح البزار، مع وثاقته فهو متكلَّمٌ فيه فلا يقبل تفرده بزيادة لم يزدها رواة الأثر وهم الأكثر وعددهم أربعة، وبيان ذلك أن الحسن بن الصباح البزار هذا وإن وثقه الإمام أحمد، وقال أبو حاتم: صدوق، وأثنوا عليه، وأخرج له البخاري في صحيحه إلا أنه لم يكثر عنه كما قال الحافظ في هدي الساري مقدمة فتح الباري، ونص عبارته: “الْحسن بن الصَّباح الْبَزَّار أَبُو عَليّ الوَاسِطِيّ وَثَّقَهُ أَحْمد وَأَبُو حَاتِم وَقَالَ النَّسَائِيّ صَالح وَقَالَ فِي الكنى لَيْسَ بِالْقَوِيّ، قلت هَذَا تليين هَين وَقد روى عَنهُ البُخَارِيّ وَأَصْحَاب السّنَن إِلَّا بن ماجة وَلم يكثر عَنهُ البُخَارِيّ”. انتهـى

وجاء في تقريب التهذيب لابن حجر ، ما نصه: ” الحسن بن الصباح البزار آخره راء أبو علي الواسطي نزيل بغداد صدوق يهم “.انتهـى

وجاء في تهذيب الكمال في ترجمة البزار: “وقال أبو حاتم صدوق وكانت له جلالة عجيبة ببغداد كان أحمد بن حنبل يرفع من قدره ويجله وقال أبو قريش محمد بن جمعة الحافظ حدثنا الحسن بن الصباح وكان أحد الصالحين وذكره النسائي في كتاب الكنى وقال ليس بالقوي وذكره في أسماء شيوخه وقال بغدادي صالح وذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات” .انتهـى

فالظاهر أن زيادة الحد من أوهام البزار، ومما يؤكد ذلك أن عثمان الدارمي روى أثرَ ابن المبارك من طريقه في موضعين من كتابه الرد على الجهمية، أحدهما بزيادة لفظ الحد، والثاني دون زيادة لفظ الحد، وكلاهما عن الحسن بن الصباح عن ابن شقيق عن ابن المبارك…. وهذا يؤكد أن الحسن بن الصباح كان مرة يُحدِّث بأثر ابنِ المبارك على الجادة دون زيادة الحد كما رواه الأكثرون ، وأحيانا يُحدِّث به فَيَهِم ويذكر زيادة الحد.

فإن قيل: قد تابع الحسنَ البزارَ على الزيادة عبدُ العزيز بن حاتم عند البيهقي، وابن شبويه عند عبد الله بن أحمد في السنة…قلنا: عبد العزيز مجهول كما سبق بيانه، وأما متابعة ابن شبويه فقد روى البيهقي الأثر من طريق ابن شبويه من غير الزيادة، فضلا عن أن محقق كتاب السنة علّق بأن لفظ الحد الذي وقع في كتاب السنة لم يجده إلا في كتاب الرد على الجهمية للدارمي.

فإن قيل أيضا: أن الدارمي لم يذكر زيادةَ الحد من طريق البزار في أحد الموضعين، اختصارا.

فجوابه أن يقال: أن الدارمي سمعه من البزار مرة بزيادة لفظ الحد، ومرة بدون زيادة الحد، ويؤكد هذا أن الدارمي رواه في الموضعين بلفظين مغايريين، فلفظ الزيادة يبدأ بقوله: ” عن ابن المبارك ، أنه سئل : بم نعرف ربنا ؟ “، واللفظ الوارد بدون الزيادة يبدأ بقوله ” عن ابن المبارك ، قال : قيل له : كيف نعرف ربنا ؟ “، فهذان اللفظان وإن كانا بنفس المعنى، إلا أن ذلك يعتبر قرينة على أن الدارمي سمعه مرتين من البزار، مرة بزيادة الحد ومرة سمعها منه من غير زيادة الحد.

ويؤكد هذا أن البيهقي روى لفظ الزيادة من طريق محمد بن نعيم عن الحسن بن الصباح البزاز عن ابن شقيق بلفظ “سألتُ عبد الله بن المبارك قلت : كيف نعرف ربنا…”.

فما وقع من البزار هو من قبيل الوهم لا من قبيل الاختصار ونحوه.

5- تأويل روايات ذكر الحد

قال الشيخ أحمد بن الحسين البيهقي في الأسماء والصفات: إنما أراد عبد الله بالحد حد السمع ، وهو أن خبر الصادق ورد بأنه على العرش استوى ، فهو على عرشه كما أخبر ، وقصد بذلك تكذيب الجهمية فيما زعموا أنه بكل مكان ، وحكايته الأخرى تدل على مراده والله أعلم”. انتهى

فقوله “حدَّ السمع” أي نصوص الكتاب والسنة في هذه المسألة، حيث رأى ابن المبارك أن ظاهر نصوص الكتاب والسنة دالّة على أن الله على عرشه، فهذه ما قصده بالحد هنا أي أنه قال بأنه الله على عرشه بحد أي بنص، لأن نصوص الشارع هي بمثابة حدود أي يمنع من تجاوزها كما سبق.

وقد تعقب الكوثري كلام البيهقي في الاسماء والصفات، فقال: “وقد اختلفت الروايات عن ابن المبارك كما ترى. ولفظ “في السماء السابعة” لم يرد في الكتاب ولا في السنة، فيُجل مقداره أن ينطق بما لم يرد ولو مؤولاً، وكذا لفظ ” على العرش” بدون استوى” ولعل بعض الرواة غير وبدَّل رواية بالمعنى، وكثيرًا ما لا تدل صحة السند على صحة المتن، ولا شك أن هذا المتن منكر، وقد تكلف المصنف تأويله من غير حاجة، إذ لا حجة في غير كلام المعصوم”. انتهى

روابط ذات علاقة:

بيان عدم صحة الروايات المنسوبة لابن المبارك في اثبات الحد التي رواها الدشتي

https://m.facebook.com/…/a.3806839…/1379167848828624/…

بيان عدم صحة الرواية المنسوبة لابن المبارك في اثبات الحد لله التي رواها أبو داود

ذكر مقالات الإمام أحمد في نفي الحد عن الله

https://m.facebook.com/Early.History.Islam/photos/a.380683982010354/1155691014509643/?type=3&mibextid=Nif5oz&__cft__[0]=AZVstuQk_WFHowWruThBd5-wWEnkVZ80e1PsuGrq8Ljhm_cwXmUPBHyZk__8KNU7uDripdMR18Ts85wM_7RjpnFyeQn5DWLq8k3EmXUUmRMFpxz5ni7IcRfKwyLqcanwSXsCg6gsfvU4KyV2bUx8pkYomg2uLv2zBIfJ_06vtQBW8agwq-CZalqLSukhnb4yN7o&__tn__=-UK-R

اختلاف الحنابلة حول الروايات المنسوبة للإمام أحمد حول مسألة اثبات الحد

تفنيد استحسان روايات استحسان الامام أحمد لما ينسب لابن المبارك من اثبات الحد والتي نقلها الخلال وابن بطة