المعجزة 1

المعجزة

المعجزة هِيَ أَمْرٌ خَارِقٌ لِلْعَادَةِ، يَأْتِي عَلَى وَفْقِ دَعْوَى مَنِ ادَّعَوِا النُّبُوَّةَ، سَالِمٌ مِنَ الْمُعَارَضَةِ بِالْمِثْلِ.

– قولنا: أَمْرٌ خَارِقٌ لِلْعَادَةِ: معناه أَمْرٌ مُخَالِفٌ وَمُنَاقِضٌ لِلْعَادَةِ.فَمَا كَانَ مِنَ الأُمُورِ عَجِيبًا وَلَمْ يَكُنْ خَارِقًا لِلْعَادَةِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزَةٍ.

قولنا: يَأْتِي عَلَى وَفْقِ دَعْوَى مَنِ ادَّعَوِا النُّبُوَّةَ: أَيْ هَذَا الأَمْرُ الْخَارِقُ يُوَافِقُ دَعْوَى ذَلِكَ النَّبِيِّ، فَمَا لَمْ يَكُنْ مُوَافِقًا لِلدَّعْوَى لا يُسَمَّى مُعْجِزَةً كَالَّذِي حَصَلَ لِمُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ الَّذِي ادَّعَى النُّبُوَّةَ مِنْ أَنَّهُ مَسَحَ عَلَى وَجْهِ رَجُلٍ أَعْوَرَ فَعَمِيَتِ الْعَيْنُ الأُخْرَى، فَإِنَّ هَذَا الَّذِي حَصَلَ مُنَاقِضٌ لِدَعْوَاهُ وَلَيْسَ مُوَافِقًا. وعليه فلا يقال معجزات الله أو معجزات الرب، كما يتلفظ بذلك النصارى وبعض العوام من المسلمين، لأن الله هو خالق المعجزات.

– قولنا: سَالِمٌ مِنَ الْمُعَارَضَةِ بِالْمِثْلِ: أَيْ لا يَسْتَطِيعُ الْمُكَذِّبُونَ أَنْ يَفْعَلُوا مِثْلَهُ، فَإِذَا ادَّعَى رَجُلٌ أَنَّهُ نَبِيٌّ وَقَارَنَ دَعْوَاهُ خَارِقٌ ثُمَّ ادَّعَى ءَاخَرُ أَنَّ الْمُدَّعِيَ لَيْسَ بِنَبِيٍّ وَأَظْهَرَ خَارِقًا مِثْلَهُ دَلَّ عَلَى أَنَّ الأَوَّلَ لَيْسَ بِنَبِيٍّ.

فلَيْسَ مِنَ الْمُعْجِزَةِ مَا يُسْتَطَاعُ مُعَارَضَتُهُ بِالْمِثْلِ كَالسِّحْرِ فَإِنَّهُ يُعَارَضُ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ، فالسِّحْرُ لا يُسَمَّى مُعْجِزَةً لِأَنَّ السِّحْرَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْمَلَ سَاحِرٌ ءَاخَرُ مِثْلَهُ، أَمَّا الْمُعْجِزَةُ لا يَسْتَطِيعُ الْمُعَارِضُونَ أَنْ يَفْعَلُوا مِثْلَهَا، أَمَّا غَيْرُ الْمُعَارِضِينَ مِنْ أَتْبَاعِ الأَنْبِيَاءِ كَالأَوْلِيَاءِ هَؤُلاءِ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُظْهِرُوا أَمْرًا يُشْبِهُ الْمُعْجِزَةَ، لِأَنَّ هَؤُلاءِ لا يُعَارِضُونَ النَّبِيَّ بَلْ يُصَدِّقُونَهُ وَيَتَّبِعُونَهُ.

وليعلم أنه مَا كَانَ خَارِقًا لَكِنَّهُ لَمْ يَقْتَرِنْ بِدَعْوَى النُّبُوَّةِ كَالْخَوَارِقِ الَّتِي تَظْهَرُ عَلَى أَيْدِي الأَوْلِيَاءِ أَتْبَاعِ الأَنْبِيَاءِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بِمُعْجِزَةٍ بَلْ يُسَمَّى كَرَامَةً. كمثل ما قام به ذلك الولي في زمن سليمان لما أتى بعرش بلقيس وغير ذلك.

فالْوَلِيَّ لا يَدَّعِي أَنَّهُ نَبِيٌّ وَإِلَّا لَمَا حَصَلَتْ لَهُ هَذِهِ الْخَوَارِقُ، وَكُلُّ كَرَامَةٍ تَحْصُلُ لِهَذَا الْوَلِيِّ فَهِيَ مُعْجِزَةٌ لِلنَّبِيِّ الَّذِي يَتَّبِعُهُ.

وَالْمُعْجِزَةُ قِسْمَانِ:

أ- قِسْمٌ يَقَعُ بَعْدَ اقْتِرَاحٍ مِنَ النَّاسِ عَلَى الَّذِي ادَّعَى النُّبُوَّةَ، نَحْوُ نَاقَةِ صَالِحٍ الَّتِي خَرَجَتْ مِنَ الصَّخْرَةِ، اقْتَرَحَ قَوْمُهُ عَلَيْهِ ذَلِكَ بِقَوْلِهِمْ إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا مَبْعُوثًا إِلَيْنَا لِنُؤْمِنَ بِكَ فَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ نَاقَةً وَفَصِيلَهَا فَأَخْرَجَ لَهُمْ نَاقَةً مَعَهَا فَصِيلُهَا (أَيْ وَلَدُهَا) فَانْدَهَشُوا فَآمَنُوا بِهِ، فإِنَّ مِمَّا جَاءَ فِي قِصَّةِ قَوْمِ صَالِحٍ أَنَّهُمْ طَلَبُوا مِنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَالِحٍ أَنْ يُظْهِرَ لَهُمْ مُعْجِزَةً وَهِيَ أَنْ يُخْرِجَ لَهُمْ نَاقَةً مَعَهَا وَلَدُهَا مِنَ الصَّخْرَةِ فَأَخْرَجَ لَهُمْ ثُمَّ حَذَّرَهُمْ أَنْ يَتَعَرَّضُوا لَهَا.

ب-قِسْمٌ يَقَعُ مِنْ غَيْرِ اقْتِرَاحٍ.

فبَعْضُ الأَنْبِيَاءِ مُعْجِزَاتُهُمْ تَظْهَرُ لَمَّا يَطْلُبُ مِنْهُمُ النَّاسُ الَّذِينَ أُرْسِلُوا إِلَيْهِمْ، وَبَعْضٌ مِنْ دُونِ اقْتِرَاحٍ يَظْهَرُ عَلَى أَيْدِيهِمْ مِنْ دُونِ أَنْ يَطْلُبَ مِنْهُمْ أَحَدٌ. فالْمُعْجِزَةُ لَيْسَ مِنْ شَرْطِهَا أَنْ تَكُونَ مَقْرُونَةً بِالتَّحَدِّي وَإِنَّمَا مِنْ شَرْطِهَا أَنْ تَكُونَ صَالِحَةً لِلتَّحَدِّي.

وأما النصارى، فلا قيمة للمعجزات في إثبات النبوة عندهم، لأن ما يسمى بالكتاب المقدس فيه أن أدعياء النبوة الكذبة قادرون أيضا على إتيان بالمعجزات، بل الشيطان نفسه قادر على إحداث المعجزات و تضليل الناس بها بزعمهم.

و على النقيض من هذا يزعمون أن بعض الأنبياء لم تكن لهم حتى معجزة واحدة.

روابط ذات علاقة:

بولس أحد أدعياء النبوة كذبا:

بولس أحد أدعياء النبوة كذبا:

فصاحة القرٱن

السموأل بن يحيى المغربي كان عالما بالتوراة والهندسة والرياضيات والفلك والطب والتاريخ، و كان والده حبرا يهوديا وشاعرًا كبيرًا عده يهوذا الحريزي أحد أكبر شعراء الأندلس.

وقد كتب السموأل عن سبب إسلامه في كتابه ” بذل المجهود في إفحام اليهود ” فقال: “فإني كنت لكثرة شغفي بأخبار الوزراء والكتاب قد اكتسبت بكثرة مطالعاتي لحكاياتهم وأخبارهم وكلامهم قوة في البلاغة، ومعرفة بالفصاحة، وكان لي في ذلك ما حمده الفصحاء، وتعجب به البلغاء، وقد يعلم ذلك مني من تأمل كلامي في بعض الكتب التي ألفتها في أحد الفنون العلمية. فشاهدت المعجزة التي لا تباريها الفصاحة الآدمية في القرآن، فعلمت صحة إعجازه”. انتهى

ثم يأتيك جاهل ليقول وجدت أخطاء لغوية في القرٱن، أو يقول لك ٱخر، فصاحة الكنزاربا تظاهي فصاحة القرٱن.

#منقول عن وسيم سينسي بتصرف

أمية النبي صلى الله عليه وسلم

بقلم الباحث أيمن حسن

قال جوت ديفنبورت John Davenport

في كتابه “دفاع واعتذار لمحمد صلى الله علیه وسلم والقرآن” صحيفة 56، ما نصه:”بالنسبة للتعليم المكتسب بالمعنى الشائع والمقبول للكلمة، من المسلم به أن محمدا لم يتلقى تعليما نظاميا على الإطلاق، ولم يحصل على تعليم معتاد في قبيلته التي كانت تهمل وربما تزدرى ما نطلق عليه الآداب كالمسرح والقصة ولا يقدرون أي لغة بالمقارنة بلغتهم ومهارتهم التي اكتسبوها بالممارسة أكثر من الكتب” . انتهى

وقال Roberto Tottoli

في كتاب The Qur’an: A Guidebook

صحيفة 22 ما نصه: “كان النبي مؤسس الإسلام حاملًا للقرآن الذي لا يمكن أن يخلقه بنفسه، لأنه كان أميًا وغير قادر على إنتاج نص من هذا النوع “. انتهى

وقال الباحث Muhittin Akgul

في كتابه The Qu’ran in 99 Questions

ما نصه: “واحتج المعترضون من أهل مكة بحجج من قبيل: “إن هذا الرجل لا يعرف القراءة ولا الكتابة، وبالتالي لا يمكن أن يحصل على أي علم من الكتب. وهو يعيش بيننا منذ أربعين سنة، لكننا لم نصل إليه قط” . انتهى

وقال John Murdoch

في كتابه

Selections From the Koran: With an Introduction, Copious Explanatory Notes, and a Review of the Whole

صحيفة 31 ما نصه: “محمداً كان لا يقرأ ولا يكتب. ومن ثم دعي النبي الأمي.” استخدم هذا كحجة أن القرآن جاء من عند الله “. انتهى

وقال Andrew Rippin

في كتابه The Islamic World.

صحيفة 270 ما نصه: “وعلى خلفية الرفض هذه، أصدر القرآن تحديًا لنقاده المكيين. لقد استندت إلى فرضية مفادها أن العرب القدماء كانوا يعتبرون أنفسهم نموذجًا للبلاغة اللغوية والبلاغة. وعليه، فإذا كان محتوى القرآن مجرد كلام بشر، لكان العرب قادرين على مجاراة روعة القرآن اللغوية والتفوق عليها. يذكر القرآن أن العرب لم يتمكنوا من الارتقاء إلى مستوى التحدي، مما يدل ليس فقط على جودة النص الفريدة كما تنعكس في تكوينه وأسلوبه، ولكن أيضًا مكانته الإلهية ككتاب وحي.

أدخلت الدراسات الكلاسيكية مسألة أمية النبي إلى معادلة إعجاز القرآن. وكانت المفارقة واضحة للغاية: كان العرب نموذجا للبلاغة اللغوية وادعوا أن القرآن هو مؤلف من تأليف”. شخص أمي ولكنهم لم يتمكنوا من مضاهاته.وهذا ما دفع علماء العصور الوسطى إلى القول بأن طبيعة القرآن المعجزة تكمن في تكوين النص (النظم)، وأن أسلوبه قد كسر القواعد السابقة”. انتهى

وجاء في حاشية الصحيفة

من كتاب

A Comprehensive Commentary on the Quran. Comprising Sale’s Translation and Preliminary Discourse: Volume II

للباحث E.M. Wherry

قوله:

Muhammad nowhere ventures to quote the Scripture foretelling his advent , except in chap . lxi . 6 , where he certainly shows himself to be illiterate in respect to the New Testament Scriptures .

والترجمة العربية هو قوله: “محمد لا يجرؤ على الاقتباس من الكتاب المقدس الذي يتنبأ بمجيئه , إلا في الفصل . lxi . 6 , حيث يظهر بالتأكيد أنه أمي فيما يتعلق بكتب العهد الجديد”. انتهى

وقال Jonathan E. Brockopp

في كتابه

The Cambridge Companion to Muhammad

صحيفة 33 ما نصه: “وكان أنقى أمّي العرب بالطبع محمد. ولأنه غير قادر على الكتابة، فلا يمكن أن يكون قد زوّر القرآن” . انتهى

و قال ادوارد جيبون في كتابه

The History Of The Decline And Fall Of The Roman Empire – Vol 5, P 109.

ما نصه: “لا محمد ولا أتباعه، كانوا على دراية كافية بالنقد واللغات” . انتهى

روابط ذات علاقة: