سؤال: ماهي علاقة الصوم بالتقوى المُشار إليها في قوله تعالى: كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون
الجواب : من حِكم الصيام الظاهرة المنصوصِ عليها في القرءان الكريم، رجاءُ بلوغ وإدراك مرتبة التقوى، التي أخبر عنها ربنا في قوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. فكيف تتحقق التقوى؟
يمتنع الصائم غالبا أثناء صومه عن شهوتي البطن والفرج وغيرهما من المعاصي التي يهونُ عليه فِعلها عادةً حال كونه مفطرا كالغيبة والنميمة والكذب والنظر للنساء بشهوة، فكلما دعته نفسه لذلك امتنع وتراجع وتذكر أنه صائم فلا يرضى أن يفسد صومه أو يُنقص من ثوابه، فيترتب على ذلك غضب الله عليه، وهذه هي المراقبة لله التي عدّها العلماء من الواجبات القلبية
-هذه المراقبة إذا ما تكررت من المرء أثناء الشهر كله وواظب عليها وقهر نفسه على تحمل مفارقة لذيذٍ أحبه أو مكروه يتحمله، يُرجى أن تصير هذه المراقبة مَلَكَةً تتمادى معه إلى ما بعد الصوم وتَتعدى شهر رمضان فيُمسي مراقبا لله في قاله ومقاله وجميع أحواله، فيكون الشهر الكريم بمثابة الدُّربة له على التقوى لبقية الأشهر ويتحقق فيه معنى قوله تعالى : لعلكم تتقون
سبحانك ربي ما أعظمك، سبحانك ربي ما أرحمك
