لا يجوز استفتاء غير الثِّقة-دار الإفتاء اللِّيبيَّة

إنَّ هذا العلم دِين فانظُروا عمَّن تأخُذون دينكم

الحمدلله وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله

مقالنا اليوم عن هيئة يستفتيها رأس الفتنة وينشر فتاويها الباطلة ليطعن بفتاوى شيخنا الهرري رحمه الله ورضي عنه، علمًا أنَّ هذه الهيئة يُشرف عليها أُناس يعتقدون الجهة والحيِّز في حقِّ الله والعياذ بالله تعالى، وممَّن يُحرِّمون الاحتفال بمولد النَّبيِّ الأعظم صلَّى الله عليه وسلَّم

اعلموا رحمكم الله أنَّه لا يجوز استفتاء أهل الأهواء مِن المُجسِّمة وغيرهم مِن الضالِّين في أُمور الدِّين، فالواجب على المُسلم أنْ يحتاط في أمر دينه فلا يسأل مَن هُو ليس بعارف ثقة، فكيف إذَا سأل مُبتدعًا جهويًّا!؟ فالواجب عدم استفتاء أمثال هُؤلاء ممَّن هُم دُعاة على أبواب جهنَّم!

فقد قرأتُ في فتوى صادرة عن ما يُسمَّى دار الإفتاء اللِّيبيَّة تحت رقم 2617 يقولون فيها: <إنَّ الله تعالى في السَّماء على العرش مِن فوق سبع سماوات> -والعياذ بالله تعالى مِن كلامهم البعيد عن جادَّة الحقِّ والصَّواب- وقرنوا كلامهم بالمُتشابه كحديث الجارية وحديث النُّزول لا بالمُحكم

ثُمَّ إذا تجوَّلت قليلًا في فتاويهم ستجد الصِّبغة الوهَّابيَّة في أجوبتهم مِن إطلاق الكيفيَّة على الله -والعياذ بالله تعالى- إلى تحريم الاحتفال بالمولد النَّبويِّ الشَّريف وغيرها مِن مفاسد الوهَّابيَّة. فهل يُريد أهل الفتنة مِن التَّرويج لهذه الهيئة أنَّ يستفتيهُمُ العوامُّ في أُمور دينهم فيُلقوهم في التَّهلُكة!؟

فرأس الفتنة لا يرجع إلى العُلماء الثِّقات في فتاويه الفاسدة الَّتي يقتحمها بغير عِلم ولا هُدًى ولا سلطان، وهذا مِصداق قول نبيِّنا الكريم: <حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا> مُتَّفق عليه، ثُمَّ يُقدِّمهُم للنَّاس على أنَّهُم جُمهور أهل السُّنَّة!

وإلَّا فلماذَا يعتمد رأس الفتنة يوسف ميناوي على مَن ينسب لله المكان ويُطلق الكيفيَّة على الله ويُحرِّم الاحتفال بالمولد النَّبويِّ لولا أنَّه نذر نفسه للفتنة نعوذ بالله منها! قال النَّوويُّ: <لا يجوز استفتاء غير الثِّقة> انتهى. وقال ربيعة: <بعض مَن يُفتي أحقُّ بالسِّجن مِن السَّراق> انتهى

نسأل الله السَّلامة.