التّحذيرُ مِن تَحريفِ صِيغةِ الصّلاةِ على رسولِ الله ﷺ

التّحذيرُ مِن تَحريفِ صِيغةِ الصّلاةِ على رسولِ الله ﷺ

الحمد لله رب العالمين وصلَّى الله وسلَّم على سيّدنا محمّد وعلى ءاله وصحبه الطيّبين الطاهرين

اعلَم رحمك اللهُ أنّه لا يجوزُ إشباع اللّامِ بصوتِ الياء أي مدُّها بها في «صَلِّ» مِن قول: «اللَّهُمَّ صَلِّ على محمّدٍ» بأنْ يَقُولَ: «اللَّهُمَّ صلِّي»، فإنّ مَدَّ اللّام في مثل هذا تحريفٌ للمعنَى مُصيِّرٌ الخطابَ للهِ عزّ وجلّ خِطابًا لِأُنثَى، والعياذُ بالله تعالى، بل مَن فهِمَ معنى ذلكَ ومَدَّها عامِدًا مُنْتبِهًا لمعنَى يقولُ فإنّه يكفُر.

وقد نصَّ على ذلك عددٌ مِن الفقهاء

قال الإمام القاضي السيّد طه بنُ عمرَ بنِ طه الصّافِي السَّقّافُ الحضرميّ (ت 1063هـ) في كتابه «المجموع لِمُهِمّات المسائِل مِن الفُروع»: وقال عبد الله بن عمر الحضرميّ “مَن قال في تشهُّدِه: «اللَّهُمَّ صَلِّي» بالياء لَم يُجْزِه ولو جاهلًا أو ناسيًا، *بل العامدُ بالعربيّة يكفُر به لأنّه خطابُ مؤنَّثٍ*” اهـ

وقال العلّامة الفقيه عبدُ الرحمن بن محمد بنِ حسين المشهور (ت 1320هـ) في كتابه «بُغية المسترشِدين في تلخيص فَتاوَى بعضِ الأئمّة من المتأخّرِين»: “أو [قال] اللَّهُمَّ صلِّي بالياء وقصَد به خطاب مؤنَّثٍ، فإنّها تبطُل صلاتُه، قاله عبد الله بَلحاج، وأبو مَخرَمة قال: *بل العارفُ بالعربيّة العامِدُ يَكفُر*، أمّا الناسي والجاهل فتَبطُل قراءَتُهما” اهـ

فانظُر رَحِمَك اللهُ في أمرِ دِينِك، قال الإمامُ محمّد بنُ سيرين رحمه الله: «إنّ هذا العِلمَ دِينٌ فانظُرُوا عمّنْ تأخُذونَ دِينَكُم»، وجاءَ عن عِمران بنِ حُصَينٍ رضي الله عنه أنّ سيّدَنا رسولَ الله ﷺ قال: *«إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَانِ»*، وقال أيضًا: *«إِنَّ اللهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا»*