*عقيدة علماء بيروت*
– قال مفتي بيروت الشيخ مصطفى نجا -رحمه الله- في كتابه كشف الأسرار لتنوير الأفكار، ما نصه:” ومعنى العلي المتعالي في جلاله والمراد به علو القدر والمنزلة لا علو المكان لأنه تعالى منزه عن التحيز والجهة.”
– مفتي ولاية بيروت الشيخ عبد الباسط فاخوري قال في كتابه الكفاية لذوي العناية، ما نصه: ليس بجرم يأخذ قدرا من الفراغ، فلا مكان له، وليس بعرض يقوم بالجرم، وليس في جهة من الجهات ولا يوصف بالكبر ولا بالصغر، وكل ما قام ببالك فالله بخلاف ذلك.”
– العلّامة البيروتي الشيخ رجب بن محمد جمال الدين الشافعي (المتوفى سنة 1328هـ). لُقِّبَ بـ«شيخ بيروت» له العديد من المؤلفات منها كتاب (الأجوبة الجلية في العقائد الدينية). يقول فيه في بيان صفة المخالفة للحوادث لله تعالى ما نصه:” أنه تعالى ليس مماثلًا للحوادث”، ثم قال: “وليس بجرم يأخذ قدرًا من الفراغ فلا مكان له، وليس بعَرَض يقوم بالجرم فلا يوصف بالصورة ولا بالشكل ولا باللون”.
– الشيخ القاضي يوسف النبهاني البيروتي قال في كتابه رفع الاشتباه في استحالة الجهة على الله، ما نصه:” تنزه تعالى وتقدس عن أن تحصره جهة من جهاتنا الست فوقنا وتحتنا ويميننا وشمالنا وخلفنا وأمامنا. ولا فرق في ذلك بين العلويات والسفليات تعالى وتقدس عن جميع الأمكنة والأزمنة وعن جميع الجهات.”
Visit Us ;)
أوّلُ واجِبٍ على المُكلّف مَعرِفةُ الله، مَعرِفةً لا يُخالطها شكٌّ و لا رَيْب، لقوله تعالى (فَٱعْلَمْ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ). أي مَعرِفةُ ما يجبُ لله كالقدرة و العلم و ما يستحيلُ عليه كالجلوس والتحيُّزِ في مكان و ما يجوزُ في حقِّه كالإيجاد و التَّرْك.
و هذا ما عليه إمام أهل السُّنة و الجماعة أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه.
و قال بعضهم : أوّلُ واجِبٍ على المُكلّف النَّظَرُ أي الاسْتِدلالُ على وجود الخالق. أي ذاك الاستدلال الذي يُوصل لمعرفة الله.
قالوا لأن المَعرفةَ مُتَوَقِّفَة على النَّظَر، فلمَّا كان ذلك كذلك كان أوّل واجب النَّظَر لأنّه إذا ما تَحَقَّق تَحَقَّقت المعرفة.
و هذا القول مَرْوِيّ كذلك عن الإمام أبي الحسن الأشعري.
و قال بعضهم : أوّلُ واجِبٍ على المُكلّف القَصْدُ إلى النَّظَرِ أي تَوْجيهُ القلب إلى النَّظَر.
و هذه الأقوال لا تتصادمُ لأنّ المَعرِفةَ تَحصُلُ بالنَّظر و النَّظرَ يحصُلُ بالقَصد إليه.
