لا يَسْتَبْطِئَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ رِزْقَهُ
اعلمْ أنَّ الرّزقَ مقسومٌ، فلماذا أنتَ مهمومٌ؟!
فما كُتِبَ لك فلَنْ ينالَهُ غيرُك
فما كُتِبَ للعبد مِنْ رِزقٍ وأجل لا بُدَّ أنْ يستكملَهُ قبلَ أنْ يموتَ
فقد أَخْرَجَ الْحَافِظُ الْبَيْهَقِيُّ (في كتابه القضاء والقدر) بَابُ ذِكْرِ الْبَيَانِ أَنَّ مَا كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ وَجَرَى بِهِ، قَالَ: رُوِّينَا مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، ورُوِّينَاهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “لا يَسْتَبْطِئَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ رِزْقَهُ فَإِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَلْقَى فِي رُوْعِي (قلبي) أَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ لَنْ يَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَكْمِلَ رِزْقَهُ، فَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا النَّاسُ، وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ”.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ (الحاكم وأخرجه في المستدرك) بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَذَكَرَهُ مَرْفُوعًا. وَزَادَ: “فَإِنِ اسْتَبْطَأَ أَحَدٌ مِنْكُمْ رزْقَهُ فَلا يَطْلُبْهُ بِمَعْصِيَةِ اللهِ، فَإِنَّ اللهَ لا يُنَالُ فَضْلُهُ بِمَعْصِيَةٍ”.
ورَوَى ابنُ ماجَهْ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللهَ، وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا، فَاتَّقُوا اللهَ، وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ خُذُوا مَا حَلَّ، وَدَعُوا مَا حَرُمَ”
“وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ” تَرفّقوا في السّعي في طلَبِ حظِّكُم مِنَ الرِّزقِ، أي اتأدوا واعتدلوا، ومنه قول الشّاعِرِ:
الرّزقُ مقسومٌ فأجمل في الطّلبِ
