عَوِّدُوْا أَنْفُسَكُمْ لَا أَدْرِي
ينبغي لطالبِ العلمِ أنْ يُعوّدَ نفسَهُ “لَا أَدرِي” وإلا أهلَكَ نفسَهُ وغيرَهُ، وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: “لَا أَدرِي نِصْفُ العِلْمِ”
مَنْ أَرَادَ السَّلَامَةَ فَلْيَقُلْ عَمَّا لَا يَعْلَمُ لَا أعلَمُ وَليْس ذَلِكَ عَيْبًا وَلَا نَقْصًا حَتَّى فِي حَقِّ العَالِمِ فَقَدْ رُوِيَ عَنْ سَيِّدِنَا عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّهُ سُئِلَ عَنْ شَىءٍ فَقَالَ: “وَابردَهَا عَلَى الكَبِدِ إِذَا سُئِلْتُ عَمَّا لَا أَعلَمُ أَنْ أَقُولَ اللهُ أَعْلَمُ” رَوَاهُ ابنُ عَسَاكِرَ فِي تاريخِ دِمَشْقَ.
فإذا كانَ هذا حَالُ أعلَمِ الصّحابةِ عليٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الذي قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لابنته حين زوّجَها إيّاه: “زَوّجتُكِ بأَعْلَمِ أُمَّتي بِسُنَّتي” أي بشريعتي، وليس في القضاء فقط. وقال سيّدُنا عمرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فيه: “نَعُوذُ باللهِ مِن مُعضِلَةٍ لَيسَ لها أبو الحسَن” فكيفَ حالُ مَن سِواه.
وقَالَ عبدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما: “اَلْعِلْمُ ثَلاَثَةٌ: كِتَابٌ نَاطِقٌ وَسُنَّةٌ مَاضِيَةٌ وَلا أَدْرِي”
ورَوَى أَحْمَدُ عَنِ الشَّافِعِيِّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلاَنَ أَنَّهُ قَالَ: “إِذَا أَغْفَلَ الْعَالِمُ لَا أَدْرِي فَقَدْ أُصِيْبَتْ مَقَاتِلُهُ”، أَيْ هَلَكَ.
لذلك إن سئلت عن مسئلة ما ثبت لك فيها نقل، ما سمعت بها قل: لا أدري. وتذكّر قول الله تعالى: ﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾.
اللَّهُمَّ أَغْنِنا بِالعِلْمِ، وَزَيِّنا بِالحِلْمِ، وَأَكْرِمْنِا بِالتَّقْوَى، وَجَمِّلْنا بِالعَافِيَةِ، اللَّهُمَّ عَلِّمْنَا ما يَنْفَعُنا وٱنْفَعْنا بِما عَلَّمْتَنا وزِدْنا عِلْمًا، وتَوَفَّنا وأَنْتَ راضٍ عَنّا.
https://t.me/getinfo
