مَن القواعد المُقَّررة عند أهل السُّنَّة والجماعة أنَّ مِن الكُفر طلب الكُفر أو الرِّضَى به أو تقريرَه أو الأمرَ به

اعلم أنَّ مَن القواعد المُقَّررة عند أهل السُّنَّة والجماعة أنَّ مِن الكُفر طلب الكُفر أو الرِّضَى به أو تقريرَه أو الأمرَ به، ولهذا قالوا إنَّ الكافر إذا قال (أنا كافر) يزداد كُفرًا فوق كُفره، لأنَّ قولَه المذكور يشتمل على الرِّضَى بالكُفر وعلى تقريرِه عندَه وغير ذلك.

وكذلك مَن طلب مِن النَّاس أن يكفُروا أو أن يزدادوا كُفرًا، كفر هُو بمُجرَّد طلبه المذكور. فلو أنَّ شخصًا سأل كافرًا عن دينه وهُو يعلم أنَّ الكافر سيُجيب بالكُفر، كفر السَّائل، أما إذا كان السُّؤال للإنكار والتَّوبيخ فلا يكفُر لأنّ هذا لا يكون طلبًا للجواب.

وقد تجرَّأ بعض الجَهَلَة المُتنطِّعين على الفتوَى بخلاف ما قرَّره عُلماء أهل السُّنَّة والجماعة في هذه المسألة لأنَّه غفل أنَّ الرِّضَى بالكُفر كُفر وأنَّ قَبول الكُفر كُفر والعياذ بالله تعالَى فكان لا بُدَّ مِن الرَّدِّ على ما جاء به مِن تُرَّهات لم يُنزل الله بها مِن سُلطان.

مِن هنا قلتُ:

لا تفتح أبواب الكُفر

أَفتَى ذُو الفِتنَةِ بُهتَانَا ~ وَاللهِ وَأَفتَى خِذلَانَا

مَفتُونٌ مَن قَد صَدَّقَهُ ~ وَغَدًا سَيُلَاقِي خُسرَانَا

(مَا دِينُكَ) لَا تَسأَل عَبدًا ~ أَيقَنتَ سَيَكفُرُ إِيقَانًا

فَإِذَا مَا قَالَ (كَفَرتُ أَنَا) ~ يَزدَادُ الكَافِرُ كُفرَانَا

خَبَرٌ فِي كُفرٍ قَرَّرَهُ ~ وَلَهُ قَد أَذعَنَ إِذعَانَا

إذ كَانَ بِهِ فِي حَالِ رِضًى ~ بِالكُفرِ فَرَدَّ الإِيمَانَا

وَالسَّائِلُ يَكفُرُ إِذ يَرضَى ~ كُفرًا لَم يَرضَ القُرآنَا

أَمَّا تَقرِيعًا فَاسأَلهُ ~ وَاضرِب بِعَصَاكَ الشَّيطَانَا

وَاسأَل إِنكَارًا لَا تَطلُب ~ فِي الرَّدِّ بِكُفرٍ إِعلَانَا

وَاسأَل تَوبِيخًا تَبكِيتًا ~ بِالحُجَّةِ رُدَّ الطُّغيَانَا

بِالغَفلَةِ لَا تَقنَع أَبَدًا ~ إِن رُمتَ بِنَفسِكَ إِحسَانَا

كُن عَبدَاللهِ وَلَا تَفتَح ~ لِلكُفرِ بِجَهلِكَ بِيبَانَا

* عُمر الشَّادي

– اَللَّهمَّ اجعلها أبياتًا مقبولة عندك فإنِّي نظمتُها ونشرتها سائلًا رِضاك والجنَّة والفرجَ القريب؛ اَللَّهمَّ وأَنِر بها بصائر مَن نُحبُّ لَهَمُ الخير والهُدَى وصلِّ وسلِّم على الحبيب المُصطفَى. وآخِرُ دُعائي أنِ الحمدلله ربِّ العالَمِين.