افتراءات وجهالات الدكتور الوهابي فركوس (1)

#افتراءات_وجهالات_الدكتور_الوهابي_فركوس (1)

لا يزال هذا المتهوك المهدار يبث جهالاته في كلماته الشهرية…وينشر غسيله المفضوح بين المفتونين ببهريج ترهاته…بل ولا يرعوي عن الافتراء جهارا نهارا على سادته الأشاعرة؟!…وسنبين للقارىء الباحث عن الحق عبر هذه السلسلة مدى مصداقية هذا المبتلى مع دعاويه العريضة بالتحلي بالنزاهة العلمية في كلماته وبحوثه…

قال الدكتور الوهابي فركوس في صدد الرد على منتقديه بعد الضجة الأخيرة (المفتعلة!) إثر كلمته الشهرية التي طعن فيها في عقيدة السواد الأعظم من أمة التوحيد المرحومة، ما نصه: ((وكذا غيرُه مِنْ فطاحلِ #علماء_الكلام، شَهِدوا على أَنفُسِهم #بالتِّيه_والحيرة_والشَّكِّ؛ حتَّى #رجع_أكثرُهم_إلى_مذهب_السَّلف: كالجُوَيْنيِّ والرازيِّ #والغزَّاليِّ، #وغيرهم_كثير. قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية كما في «مجموع الفتاوى» (٤/ ٧٣): «وهذا #أبو_حامدٍ_الغزَّاليُّ ـ مع فرط ذكائه وتألُّهِه، ومعرفتِه بالكلام والفلسفة، وسلوكِه طريقَ الزُّهد والرِّياضة والتَّصوُّف ـ ينتهي في هذه المسائلِ إلى الوقف والحيرة، ويُحيلُ ـ في آخِرِ أمره ـ على طريقة أهل الكشف، وإِنْ كان ـ بعد ذلك ـ #رجع إلى_طريقة_أهل_الحديث، #وصنَّف: «#إلجام_العوامِّ_عن_علم_الكلام»))(1)؟!…

وطبعا مقصود هذا الدكتور الوهابي برجوع الإمام حجة الإسلام الغزالي إلى عقيدة (السلف!) رجوعه رحمه الله تعالى من عقيدة السادة الأشاعرة في التنزيه إلى عقيدة سلف ابن تيمية والوهابية في (التشبيه!)؟!…فعقيدتهم أن: الاستواء في حقه تعالى هو: (الجلوس!) و(الاستقرار!) و(القعود!) على العرش؟!…والنزول: هو (الحركة!) و(النقلة!)؟!…واليد والساق والوجه…الخ : عبارة عن (أعضاء!) و(أدوات!) و(أركان!) و(جوارح!)؟!…وأن الله فوق العالم فوقية (مسافة!) و(مكان!) و(جهة!)؟!…وأنه تعالى (جسم!) له (حجم!) و(مساحة!) و(أبعاد!)…الخ عقائدهم (#الوثنية)؟!…

والآن تأمل يا عبد الله ماذا يقرر حجة الإسلام في آخر كتبه “إلجام العوام عن علم الكلام” والذي يدعي من خلاله هذا الدكتور الوهابي بأن الرجل أقلع عن عقيدة التنزيه ولحق بالعقيدة التيمية في (التجسيم!) و(التشبيه!)؟!…بل ويتبجح حضرة الدكتور في هذا الصدد بتعزيز كذبه المفضوح على حجة الإسلام الغزالي بنقل كلام المشيخ على الإسلام -زورا وبهتانا!- ابن تيمية الحراني في ثقة (عمياء!) مطبلا ومسلما؟!…عوض التأكد والتثبت والتحري بنفسه وفق ما تقتضيه المنهجية العلمية؟!…خاصة وأن كتاب “الإلجام” للإمام الغزالي مطبوع ومتوفر وفي متناول الأيدي؟!…وكأن كلام الحراني كالقرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟!…ولا أدري ما وجه هذا الخضوع المقيت لافتراءات خصوم السادة الأشاعرة عليهم من قبل دكتور يدعي البحث والتحري اللهم إلا ولوعه بالكذب على من بزوا سلفه (المجسمة!) بالحجة والبيان قبل السيف والسنان؟!…و”كيف تؤخذ حقيقة قوم من كتب خصومهم”؟! كما يقول الشيخ ابن باديس الذي يتمسح بمنهجه هذا الدكتور الوهابي؟!…

قال حجة الإسلام أبو حامد الغزالي الطوسي في مستهل آخر كتبه “الإلجام” مُوَضِّحًا الْحَدَّ الْتَّعْرِيفِي لِلْجِسْم: ((وَالْجِسْمُ: عِبَارَةٌ عَنْ مُقَدَّرٍ لَهُ طُوْلٌ وَعَرْضٌ وَعُمْقٌ، يَمْنَعُ غَيْرَهُ مِنْ أَنْ يُوْجَدَ بِحَيْثُ هُوَ إِلَّا أَنْ يَتَنَحَّى عَنْ ذَلِكَ الْـمَكَانِ))(2)…

وَقَالَ مُؤَكِّداً نَفْيَ الْجِسْمِيَّة عَنْ رَبِّهِ: ((أَمَّا الْتَّقْدِيسُ فَأَعْنِي بِهِ: #تَنْزِيْهَ_الْرَّبِّ_تَعَالَى_عَنِ_الْـجِسْمِيَّةِ_وَتَوَابِعِهَا))(3)…

وَقَالَ فِي نَفْيِ الْنُّقْلَة عَنْهُ جَلَّ وَعَزَّ: ((فَلْيَتَحَقَّقِ الْـمُؤْمِنُ: أَنَّ الْنُّزُولَ فِي حَقِّ اللهِ تَعَالَى لَيْسَ بِالْـمَعْنَى الْأَوَّلِ؛ وَهُوَ انْتِقَالُ شَخْصٍ وَجَسَدٍ #مِنْ_عُلُوٍّ_إِلَى_سُفْلٍ؛ فَإِنَّ الْشَّخْصَ وَالْجَسَدَ لِلْأَجْسَامِ، #وَالْرَّبُّ_تَعَالَى_لَيْسَ_بِجِسْمٍ))(4)…

وَقَالَ فِي مِسْأَلَةِ الفَوْقِيَّةِ: ((إِذَا سَمِعَ لَفْظَ “الْفَوْقِ” فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ}[الْأَنْعَام:18]، وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِم}[النَّخل:50]، فَلْيعْلَم أَنَّ “الْفَوْقَ” اسْمٌ مُشْتَرَكٌ يُطْلَقُ لِـمَعْنَيَيْنِ:

أَحَدُهُمَا: نِسْبَةُ جِسْمٍ إِلَى جِسْمٍ؛ بِأَنْ يَكُونَ أَحَدُهُمَا أَعْلَى وَالْآخَرُ أَسْفَلَ؛ يَعْنِي: أَنَّ الْأَعْلَى مِنْ جَانِبَ رَأْسِ الْأَسْفَلِ.

وَقَدْ يُطْلَقُ لَا لِهَذَا الْـمَعْنَى، فَيُقَالُ: الْخَلِيْفَةُ فَوْقَ الْسُّلْطَانِ، وَالْسُّلْطَانُ فَوْقَ الْوَزِيْرِ؛ كَمَا يُقَالُ: دَخَلَ فُلَانٌ عَلَى الْأَمِيْرِ، وَجَلَسَ فَوْقَ فُلَانٍ، وَكَمَا يُقَالُ: الْعِلْمُ فَوْقَ الْعَمَلِ، وَالْصِّيَاغَةُ فَوْقَ الْدّبَاغَةِ.

وَالْأَوَّلُ: #يَسْتَدْعِي_جِسْمًا_حَتَّى_يُنْسَبَ_إِلَى_جِسْمٍ، وَالْثَّانِي: لَا يَسْتَدْعِيْهِ.

فَلْيَعْتَقِدِ الْـمُؤْمِنُ قَطْعًا: أَنَّ #الْأَوَّلَ_غَيْرُ_مُرَادٍ، وَأَنَّهُ عَلَى اللهِ تَعَالَى مُحَالٌ؛ #فَإِنَّهُ_مِنْ_لَوَازِمِ_الْأَجْسَامِ، أَوْ #لَوَازِمِ_أَعْرَاضِ_الْأَجْسَامِ…))(5)…

وَقَالَ فِي “الاِسْتِوَاء”: ((وَقَدْ صَدَقَ [تَعَالَى] حَيْثُ قَالَ: {الرَّحْمَـٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ}[طه:5]، وَنَعْلَمُ قَطْعًا أَنَّهُ #مَا_أَرَادَ_الْـجُلُوسَ_وَالاِسْتِقْرَارَ الَّذِي هُوَ #صِفَةُ_الْأَجْسَامِ))(6)…

وَقَالَ: ((مَنْ عَبَدَ جِسْمًا فَقَدْ #عَبَدَ_صَنَمًا؛ سَوَاءٌ كَانَ الْجِسْمُ صَغِيْراً أَوْ كَبِيْراً، قَبِيْحًا أَوْ جَمِيْلًا، سَافِلًا أَوْ عَالِيًا، عَلَى الْأَرْضِ أَوْ #عَلَى_الْعَرْشِ))(7)…

وَقَالَ مُوَضِّحًا حُكْم مَنْ يَلْتَزِمُ بِلَوَازِمِ الْجِسْمِيَّةِ الْبَيِّنَة: ((فَإِنْ خَطَرَ بِبَالِهِ أَنَّ اللهَ تَعَالَى جِسْمٌ مُرَكَّبٌ مِنْ أَعْضَاءٍ فَهُوَ عَابِدُ صَنَمٍ؛ فَإِنَّ كُلَّ جِسْمٍ مَخْلُوقٌ، وَعِبَادَةُ الْـمَخْلُوقِ كُفْرٌ، وَعِبَادَةُ الْصَّنَمِ إِنَّمَا كَانَتْ كُفْراً لِأَنَّهُ مَخْلُوقٌ، وَإِنَّمَا كَانَ مَخْلُوقًا لِأَنَّهُ جِسْمٌ؛ #فَمَنْ_عَبَدَ_جِسْمًا_فَهُوَ_كَافِرٌ_بِإِجْمَاعِ_الْأُمَّةِ؛ الْسَّلَفِ مِنْهُم وَالْخَلَفِ.

سَوَاءٌ كَانَ ذَلِكَ الْجِسْمُ كَثِيْفًا كَالْجِبَالِ الْصُّمِّ الْصِّلَابِ، أَوْ لَطِيْفًا كَالْهَوَاءِ وَالْـمَاءِ، وَسَوَاءٌ كَانَ مُظْلِمًا كَالْأَرْضِ، أَوْ مُشْرِقًا كَالْشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالْكَوَاكِبِ، أَوْ مُشِفًّا لَا لَوْنَ لَهُ كَالْـهَوَاءَ، أَوْ عَظِيْمًا كَالْعَرْشِ وَالْكُرْسِيِّ، أَوْ صَغِيْراً كَالْذَّرَّةِ، أَوْ جَمَاداً كَالْحِجَارَةِ، أَوْ حَيَوَانًا كَالْإِنْسَانِ؛ #فَالْجِسْمُ_صَنَمٌ، وَبِأَنْ يُقَدَّرَ حُسْنُهُ وَجَمَالُهُ، أَوْ عِظَمُهُ أَوْ صَفَاؤُهُ، أَوْ صَلَابَتُهُ وَنَقَاؤُهُ لَا يَخْرُجُ عَنْ كَوْنِهِ جِسْمًا.

وَمَنْ نَفَى الْـجِسْمِيَّةَ عَنْهُ [تَعَالَى] وَعَنْ يَدِهِ وَإِصْبَعِهِ فَقَدْ نَفَى الْعُضْوِيَّةَ وَاللَّحْمَ وَالْعَصَبَ، وَقَدَّسَ الْرَّبَّ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُوجِبُ الْـحُدُوثَ))(😎

يتبع بإذن الله…

___________________

(1) هامش رقم: (36) كما تجده في رابط الكلمة الشهرية للدكتور الوهابي:

http://ferkous.com/home/?q=art-mois-126

(2) إِلْجَامُ الْعَوَامِ عَنْ عِلْمِ الْكَلَامِ (ص:51)، تَأْلِيف: حُجَّة الْإِسْلَام أَبِي حَامِد الْغَزَالِي الْطُّوسِي الْشَّافِعِي(450هـ-505هـ)، دَارُ الْـمِنْهَاجِ لِلْنَّشْرِ وَالْتَّوْزِيْعِ: لُبْنَان -بَيْرُوت وَالسُّعُودِيَّة – جَدَّة، الْطَّبْعَة الْأُوْلَى: 1439هـ-2017م

(3) الـمَصْدَر الْسَّابِق: (ص:49)

(4) الْسَّابِق: (ص:55)

(5) الْسَّابِق: (ص:56)

(6) الْسَّابِق: (ص:137-136)

(7) الْسَّابِق: (ص:128)

(😎 الْسَّابِق: (اص:52)