مسالةٌ مهمةٌ جدًّا وينبغي أن تُكتب وتُعلَّمَ وتُنشَرُ بين الناس، لأنَّ الذي يُنشَرُ في الإذاعات في التلفزيونات وفي المدارس والجامعات في هذه الأيام خلافُ ما جاءَ بهِ الدّين، يقررون خلاف ما جاءَ به الإسلام، لذلك يجبُ إبطالُ هذا الذي يُنْشَرُ منَ الفسادِ ويجبُ نشر الحقِّ حتى يعرِفَ الناس الحق. إنْ لمْ يُنْشَرْ كيفَ يعرِفونَهُ؟ أليسَ أناسٌ في بلادِنا نشأوا على العقيدةِ الفاسدة؟ فإذا حُدِّثوا بالعقيدةِ الصحيحةِ يَسْتَغرِبونَها.
الوهابيةُ يقولون الله فوقَ العرشِ لأنّ فوقَ العرشِ على زعمِهِم لا يوجد مكان، انتهى العالم يقولون.
الإنسان الذي يتعلّم يعرِفُ الرّد، الذي لمْ يتعلّم لا يعرِفُ الرّد يَحتار فقدْ يمشي معهم.
الجواب أنْ يُقالَ فوقَ العرشِ مكان لأنَّ الرسولَ عليه الصلاةُ والسلامُ قال إنّهُ يوجَدُ كتابٌ فوقَ العرش مكتوبٌ فيه “إنَّ رحْمتي سبقَتْ غضَبي”.
الكتاب حجمٌ جسمٌ. الحجمُ يأخذُ (يشغلُ) حيِّزًا منَ الفراغِ، الحيِّزُ منَ الفراغِ يُقالُ لهُ مكان. فإذًا فوق العرش مكان، حتى لا يُمَوِّهوا على الناس، وبعضُهُمْ يقولُ المكان فوق العرش، ماذا يُقالُ لهُ هذا؟ يُقالُ لهُ اللهُ لا يتغيّر، الأشياء والأجسام والأماكن والجهاتِ بالنسبةِ إلى ذاتِهِ على حدٍّ سواء، (فوق تحت يمين وشمال وأمام وخلف)، لأنَّ اللهَ ليسَ حجمًا، لأنَّ اللهَ لا يوجَدُ مُناسبة بينَهُ وبينَ شىءٍ منَ الخلق، إنّما المُناسبةُ تكونُ بينَ المخلوقاتِ. فاللهُ كانَ قبلَ كلِّ ذلك موجودًا بِلا جهةٍ ولا مكان، ما كان يوجَد جهة فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا قُدّام ولا خلف، ولا كانَ يوجَد جهات يمين العرش وفوق العرشِ وتحتَ العرشِ وشمال العرش، لأنّه ما كانَ يوجد عرش، ثمّ اللهُ لا يتغيّر فما زال كما كان.
لماذا تعمَلون مناسبة بين اللهِ وبين العرشِ حتى تقولوا تنتهي الجهاتُ فوق انتهاء واللهُ موجودٌ فوق العرشَ حيثُ لا مكان، مِنْ أينَ جئْتُمْ بهذا اللفظ؟ ما جاءتْ به الشريعة. أنتم – أي الوهابية – تزعُمون أنّكم مُتَمَسِّكونَ بالنصوصِ، الذي جاء في القرآنِ الكريم {الرّحمنُ على العرشِ اسْتوى} ما جاءَ في القرآنِ الكريم اللهُ موجودٌ فوقَ العرشِ بذاتِهِ في جهةِ فوق حيثُ ينتهي العالَم. فهمْ يُمَوِّهونَ على الناسِ الذينَ لمْ يتَعَلَّموا.
أنتمْ تمَسَّكوا بهذه القواعد: اللهُ لا يتغيّر، أقوى علامات الحدوث التّغيُّر، اللهُ كانَ موجودًا قبلَ كلِّ شىء كما كانَ في الأزلِ لمْ يزَلْ لا يتغيّر ولا مُناسبةَ بينَهُ وبينَ العرشِ ولا بينَهُ وبينَ الجنةِ ولا بينَهُ وبينَ الجهات، كما كانَ في الأزلِ لمْ يزَلْ.
هم الوهابية يتصَوَّرونَ شيئًا ويَقيسوا ربَّ العالمين على هذا، يتصوّرونَ الإنسان هنا الملائكة في السموات الجنّ في الأرض وفي الفضاءِ يقولون أين ربّ العالمين؟ اللهُ لا يُقالُ عنهُ أينَ هو لإثْباتِ مكانٍ لهُ لأنهُ خالقُ الأماكِنِ وخالِقُ الجهات.
فلا يَهولَنَّكمْ إذا واحد استعملَ هذه التعابير. أحيانًا الوهابي ماذا يقولُ للسّني؟ الوهابي يقول للسني أنت ماذا تقول عن الله؟؟ الشىء يكونُ داخل العالم أو خارجه ماذا تقول عنِ اللهِ في داخلِ العالم أو خارج العالَم؟
نحن أهل السنة والجماعة نرجِعُ للقواعد: اللهُ لا يتغيّر، اللهُ كانَ موجودًا قبلَ وجودِ العالَم ولا يُقال داخل العالم ولا خارِج العالم، اللهُ خلقَ العالم ولمْ يزَلْ كما كان، لا يُقال داخلَ العالم ولا خارجَ العالم، لأنَّ الذي داخلَ العالمِ مخلوقٌ والذي خارج العالم يوجَد مناسَبة بينَهُ وبينَ العالَم وفي جهةٍ منَ العالم يكونُ مخلوقًا. اللهُ ليسَ شيئًا مُتَصَوَّرًا ليسَ جسمًا.
إذا واحد قال اللهُ ليس كمثلِهِ شىء وشرَحَها، معناها اللهُ لا يُشبِهُ شيئًا فهو ليسَ إنسانًا وليسَ جسمًا وليسَ روحًا وليس ريحًا وليس كشىءٍ منَ الخلقِ، يكونُ شرحَ الآيةَ ومَنْ شرَحَ الآيةَ شرحًا صحيحًا كلامُهُ صحيحٌ لا يُنْتَقَدُ. ينْتَقِدونَ – أي بعضُ مشايخِ الفتنة – الذي يتكلّم الصواب ويترُكونَ الذي يُشَبِّهُ اللهَ تعالى بخَلْقِهِ ويقولُ بالفسادِ وهم أي هؤلاءِ المشايخ على فساد، لكنْ ينْتَقِدونَ الذي يتكلّم بالحقِّ.
فمطلوب أنْ يكونَ الإنسان المسلم مُتَعَلِّمًا حتى يَرُدَّ على هؤلاء حتى لا يُمَوِّهَ عليه واحد منهم بهذه العبارات، يقولُ (الوهابي) له اللهُ داخل العالم أو خارج العالم، تعلَّموا الجواب، لا تقولوا داخلَ العالم ولا تقولوا خارج العالم تقولون اللهُ كانَ موجودًا قبلَ خلقِ العالم لا يُقال داخل العالم ولا خارجَ العالم، اللهُ لا يتغيّر خلقَ العالمَ لمْ يزَلْ كما كانَ في الأزلِ، لا يقال داخل العالم ولا خارج العالم.
إذا قالَ لكمْ اللهُ موجودٌ في مكانٍ فوق العرشِ لأنَّ المكانَ بعدها ينتهي!!!
فقولوا لهُ لا مُناسبةَ بينَ اللهِ وبينَ شىءٍ منْ خلقِهِ كانَ اللهُ قبلَ العرشِ وقبلَ الجنةِ والنارِ وسائرِ المخلوقاتِ موجودًا بِلا جهةٍ ولا مكانٍ ولمْ يزَلْ كما كان، لماذا يا وهابي تقولُ حيثُ لا مكان فوق العرشِ لماذا تُخصّصُ هذا؟
الجهة السفلى بالنسبةِ إلى ذاتِ اللهِ كالجهةِ الفوْقانية كجهةِ يمين وشمال وأمام وخلف. هذه الجهات أمام وخلف بالنسبةِ للمخلوق أمّا بالنسبةِ إلى ذاتِ اللهِ كلّ هذه الجهاتِ على حدٍّ سَواء لأنَّ اللهَ ذاتُهُ ليس كالذّواتِ، ذاتُهُ ليسَ حجمًا ليس شكلًا ليس صورةً سبحانَهُ وتعالى.
