كشف تدليس الوهابية في مقوله الإمام الشافعي أن الله تعالى على عرشه في سمائه

تقول الوهابية

قال الإمام الشافعي رحمه الله(204ه) (القول في السُّنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله , وأن محمداً رسول الله وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يَقرُب من خلقه كيف شاء وأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء».

نقول:-

لا يخفى على كل عاقل منصف مطلع على كتب المجسِّمة تجرؤهم في الكذب على الله ورسوله.

فالوهابية الحشوية يأخذون في العقيدة بأقوال الوضاعين والكذابين هذا غير الضعيف ونقول لهم فهل يؤخذ في العقيدة يا الوهابية بأقوال الوضاعين الكذابين وتنتقدون غيركم لأنه يأخذ بالضعيف المباح الأخذ به في فضائل الأعمال ؟؟

فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ولنرى هذا الآثر

نقول:- ما قاله الوهابية هو كذب محض وهو مدسوس على الإمام الشافعي رحمه الله تعالى لأنه من رواية وضّاع كذّاب

فهذا القول مذكور في ( مختصر العلو ) ص176

وكذلك عند ابن القيم في إجتماع الجيوش وجاء فيه

روى شيخ الإسلام أبو الحسن الهكاري ، والحافظ أبو محمد المقدسي بإسنادهم إلى أبي ثور وأبي شعيب كلاهما عن الإمام محمد بن إدريس الشافعي ناصر الحديث رحمه الله قال: القول في السنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما الاقرار بالشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء وأن الله ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء . . . وذكر سائر الاعتقاد ” اه‍ــ

فلنرى رجال هذا السند

أبي الحسن الهكاري : أحد الكذابين الوضاعين

قال عنه الحافظ الذهبي في ( ميزان الاعتدال ) ج3 ص112 في ترجمته :

قال أبو القاسم بن عساكر : لم يكن موثوقاً به ،

وقال ابن النجار : متهم بوضع الحديث وتركيب الأسانيد  اهـ

قال الحافظ ابن حجر في ترجمته في ( لسان الميزان ) 4/159 من الطبعة الهندية:

وكان الغالب على حديثه الغرائب والمنكرات ، وفي حديثه أشياء موضوعة ورأيت بخط بعض أصحاب الحديث أنه كان يضع الحديث بأصبهان

وقال ابراهيم بن محمد بن سبط ابن العجمي ابو الوفا الحلبي الطرابلسي في كتابه “الكشف الحثيث عمن رمى بوضع الحديث الجزء الاول صفحة 184

“علي بن أحمد شيخ الإسلام أبو الحسن الهكاري قال بن النجار متهم بوضع الحديث وتركيب الأسانيد قاله الذهبي في ترجمة عبد السلام بن محمد”

وهو كذاب وضاع كما ترى فهل يؤخذ بقوله؟ نترك الحكم لكل لبيب.

أبا شعيب : زعموا أنه روى تلك العقيدة عن الشافعي، فلنرى وسنجد أنه وُلِدَ بعد وفاة الشافعي بسنتين كما في تاريخ بغداد  9/436

أما جزء الاعتقاد المنسوب للشافعي – من رواية أبي طالب العُشاري –

والذي جاء في الطبقات لابن أبي يعلى ج1 ص283، اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص165

فهذا جزء لا يصح سنده إلى الإمام الشافعي ومن الناس الذين نشروا هذه العقيدة الباطلة وروجوا لها مع انها لا تصح نسبها للامام الشافعى رضى الله عنه عبد العزيز بن فيصل الراجحى والذى ذكرها فى كتاب بعنوان (هدى السارى ) الى اسانيد الشيخ اسماعيل الانصارى.

ولا نعلم أين عقول القوم بل في سندها ايضا ابو العز احمد بن عبيد الله ابن كادش وهو كذاب وضاع..

سند هذه العقيدة الباطلة

ابن كادش فهو أبو العز بن كادش أحمد بن عبيد الله المتوفى سنة 526هـ من أصحاب العشارى اعترف بالوضع

قال الذهبي في الميزان ج1/118

قال ابن النجار : كان ضعيفا في الرواية ، مخلطا كذابا ، لا يحتج به ، وللأئمة فيه مقال .

قال السمعاني : كان ابن ناصر يسيء القول فيه .

وقال عبد الوهاب الأنماطي : كان مخلطا .

ثم قال السمعاني : سمعت ابن ناصر يقول : سمعت إبراهيم بن سليمان يقول : سمعت أبا العز ابن كادش يقول : وضعت حديثا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقر عندي بذلك .

قال عمر بن علي القرشي : سمعت أبا القاسم علي بن الحسن الحافظ يقول : قال لي ابن كادش : وضع فلان حديثا في حق علي ، ووضعت أنا في حق أبي بكر حديثا ، بالله أليس فعلت جيدا ؟ قلت (اي الذهبي): هذا يدل على جهله ، يفتخر بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وكذلك قال الحافظ في لسان الميزان 1 ص 218.

أما العشارى فهو أبو طالب محمد بن علي العشارى المتوفى سنة 452 هـ قد راجت عليه العقيدة المنسوبة إلى الشافعي كذبا

بإعتراف الذهبي نفسه ونقله الحافظ ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان.

فقال الذهبي الميزان (ج3/656)

محمد بن علي بن الفتح أبو طالب العشاري شيخ صدوق معروف لكن ادخلوا عليه أشياء فحدث بها بسلامة باطن منها حديث موضوع في فضل ليلة عاشوراء ومنها عقيدة للشافعي…..

ثم قال الذهبى بعد ذلك العتب على محدثى بغداد كيف ترك العشارى يروى هذه الأباطيل وذلك بعد ما ذكر بعض روايته الباطلة

ونهى الترجمة بقوله

قلت( اي الذهبي) ليس بحجة.

وكذلك الحافظ في لسان الميزان 5/301 نقلاً عن الذهبي

فليحذر تمويهات المجسمة فإن هذا دأبهم ذكر ما يوافق هواهم وإن كان كذبا وباطلا وماذا بقي لهم يستدلون بأقوال كذابين ووضاعين وعقيدة مدسوسة على الإمام الشافعي فتنبه لهذا أخي فديدن القوم الكذب والتحريف…

فأنظر لهذا الإمام الذي افترى عليه الوهابية وأقواله في تنزيه الله

قال إمامنا الشافعي رضي الله عنه لما سئل عن الاستواء :

ءامنت بلا تشبيه وصدقت بلا تمثيل واتهمت نفسي في الإدراك وأمسكت عن الخوض فيه كل الإمساك اهـ

ذكره الإمام أحمد الرفاعي في (( البرهان المؤيد)) (ص 24) والإمام تقي الدين الحصني في ((دفع شبه من شبه وتمرد )) (ص 18) وغيرهما كثير

وقال أيضا :

ءامنت بما جاء عن الله على مراد الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله

الإمام الحصني في (( دفع شبه من شبه وتمرد)) ص 56

والشيخ سلامة العزامي وغيرهم ، ومعناه لا على ما قد تذهب إليه الأوهام والظنون من المعاني الحسية والجسمية التي لا تجوز في حق الله تعالى.

ولما سئل عن صفات الله تعالى قال :

حرام على العقول أن تمثل الله تعالى وعلى الأوهام أن تحد وعلى الظنون أن تقطع وعلى النفوس أن تفكر وعلى الضمائر أن تعمق وعلى الخواطر أن تحيط إلا ما وصف به نفسه – أي الله – على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم. اهـ

ذكره الشيخ ابن جهبل في رسالته (انظر طبقات الشافعية الكبرى ج 9/40 )

في نفي الجهة عن الله التي رد فيها على ابن تيمية.

وقال الإمام المجتهد محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه ما نصه:

“إنه تعالى كان ولا مكان فخلق المكان وهو على صفة الأزلية كما كان قبل خلقه المكانَ لا يجوز عليه التغييرُ في ذاته ولا التبديل في صفاته” اهـ

. كما نقله عنه الزبيدي فـي كتابه (إتحاف السادة المتقين ج 2/24)

وقال الشافعي رضي الله عنه أيضا جامعا جميع ما قيل في التوحيد :

(( من انتهض لمعرفة مدبره فانتهى إلى موجود ينتهي إليه فكره فهو مشبه وإن اطمأن إلى العدم الصرف فهو معطل وإن اطمأن لموجود واعترف بالعجز عن إدراكه فهو موحد))

(انظر شرح الفقه الأكبر ص 152 ).

قلنا : ما أدقها من عبارة وما أوسع معناها شفى فيها صدور قوم مؤمنين فرضي الله عنه وجزاه عنا وعن الإسلام خيرا وقد أخذها من قوله تعالى : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ } [سورة الشورى] ، ومن قوله عز وجل : { فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ } [سورة النحل] . ومن قوله تعالى :{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا } [سورة مريم] ،ومن قوله تعالى : {أَفِي اللّهِ شَكٌّ} [سورة إبراهيم] . وكل هذا يدل على أن الإمام الشافعي رضي الله عنه على تنـزيه الله عما يخطر في الأذهان من معاني الجسمية وصفاتها كالجلوس والتحيز في جهة وفي مكان والحركة والسكون ونحو ذلك

نترك الحكم لكل عاقل

رَدُّ قولِ الوهّابيّةِ [[إنّ الله يسكنُ السماءَ]] وقولِهم [[الكيفُ مجهول]]

ا[1]الجاريةُ السوداءُ التي قالت لرسول الله [[الله في السماء]]، على تقدير صِحَّةِ تلك الرواية، كانت تعني علوَّ القدر والمنزلةِ والمكانةِ ولم تكن تريد أن تنسُب إلى الله التحيُّز.. ولذلك لم يكفِّرها رسولُ الله.. وأمّا الوهّابيّة فإنّهم يردِّدون هذه العبارة [[الله في السماء]] على معنى إثباتِ التحيُّز لله، وهذا عينُ التجسيم، لأنّ الذي يَحُلُّ في المخلوق يجبُ في العقل أن يكونَ مخلوقًا.. فأين عقولُ هؤلاءِ الوهّابيّة؟؟!!! حقًّا ((فإنَّها لا تعمى الأبصارُ ولكن تعمى القلوبُ التي في الصدور))[الحجّ/46]..ا

لا بأس بقول [[الله في السماء]] إذا كان على معنى علوِّ القدر والمنزلةِ والمكانة.. وهذا مراد من استعمل من علماء أهل السُّنَّةِ هذه العبارة.. وأمّا الوهّابيّة الذين يزعُمون أنّهم سلفيّة فيقولون [[الله في السماء]] على معنى إثباتِ المكان والتحيُّز.. وهذا عينُ التجسيم..ا

وأمّا الذي يقول :[[إنّ الله يسكن السماء]] فهو كافر بلا تفصيل، لأنَّ كلمة [[يسكن السماء]] تعني أنَّ الله مخلوقٌ لتحيُّزه في المخلوق، وادِّعاءُ أنّ الله مخلوقٌ عينُ الكفرِ..ا

وعلى مقتضى كلامِ الوهّابيّةِ أدعياءِ السلفيّةِ كان الله قبل أن يخلقَ السماءَ خارجَ السماء، ثمّ لمّا خلقَ السماءَ انتقل إليها، ثمّ يومَ القيامةِ بعد أن تُطْوَى السماءُ كطَيِّ السِّجِلِّ للكتبِ يخرجُ منها..ا

نعوذ بالله من مسخِ القلوب..ا

يقول الله تعالى في سورة الأنبياء ((يومَ نَطْوِي السماءَ كطَيِّ السِّجِلِّ للكُتُبِ، كما بدأنا أوَّلَ خَلْقٍ نعيدُه، وعدًا علينا، إنّا كنَّا فاعلينَ))[الأنبياء/104]..ا

ونقل الحافظُ مرتضى الزَّبيدِيُّ في كتابه (إتحافُ السادةِ المتَّقين) عن ابنِ القُشَيْرِيِّ أنّه قال :[[فالرَّبُّ إذًا موصوفٌ بالعلوِّ وفوقيّةِ الرتبةِ والعظَمةِ منزَّه عن الكونِ في المكان]]ا

هذا ما نقلَه الإمامُ مرتضى الزَّبيدِيُّ عن ابنِ القُشَيْرِيِّ وأقرَّه عليه..ا

أنظر كتابَه[(إتحافُ السادةِ المتَّقين بشرحِ إحياءِ علومِ الدين)/المجلَّد الثاني/ص108]//طبع دار الفكر//لبنان//ا

ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

ا[2]الإمامُ مالكٌ أوَّل قولَ الله تعالى ((الرحمنُ على العرشِ استوى)).. الإمامُ مالكٌ أوَّل هذه الآيةَ تأويلًا إجماليًّا وليس تأويلًا تفصيليًّا.. الإمامُ مالكٌ لمّا قال :[[الاستواءُ غيرُ مجهول، والكيفُ عن اللهِ مرفوع غيرُ معقول]] أوَّلَ قولَ الله تعالى ((الرحمنُ على العرشِ استوى)).. هذا تأويلٌ من الإمامِ مالكٍ للآية.. هذا يقالُ له تأويلٌ إجماليٌّ غيرُ تفصيليٍّ..ا

قولُه :[[الاستواءُ غيرُ مجهول]] معناه معلومٌ ورودُه في القرءانِ أي بأنّه مستوٍ على عرشهِ استواءً يليقُ به لا بمعنى التحيُّز والاستقرار..ا

وأمّا قولُه :[[والكيفُ عن اللهِ مرفوع غيرُ معقول]] ففيه نفيٌ للصورةِ والهيئةِ عن الله.. وهذا يقالُ له تأويلٌ إجماليٌّ حيث إنّه لم يعطِ للاستواءِ معنًى خاصًّا مُعَيَّنًا وإنّما اكتفى بنفي الصورةِ والهيئةِ عن الله مَعَ إثباتِ استواءِ الله على عرشه استواءً يليقُ به ليس جلوسًا ولا تَحَيُّزًا ولا استقرارًا..ا

وأمّا التأويلُ التفصيليُّ فلم يثبت عنه أنّه أوَّل ءايةَ الاستواءِ تأويلًا تفصيليًّا..ا

روى هذا الأثرَ عنه الحافظُ البيهقيُّ في كتابه[(الأسماءُ والصفات)/ص408]..ا

هذه العبارة [[الكيفُ مجهول]] من كلام الوهّابيّةِ المجسِّمةِ المشبِّهةِ وليس من كلامِ الإمامِ مالك.. وإنّما الحقُّ أن يقال :[[إنَّ الاستواءَ غيرُ مجهول، وإنَّ الكيفَ مرفوع غيرُ معقول]].. هكذا قال أهلُ الحقِّ.. ونحن مَعَ أهلِ الحقِّ ولسنا مَعَ الوهّابيّة..ا

قولُنا :[[الاستواءُ غيرُ مجهول]] معناه معلومٌ ورودُه في القرءانِ أي بأنّه مستوٍ على عرشهِ استواءً يليقُ به ليس جلوسًا ولا تَحَيُّزًا ولا استقرارًا..ا

قولُ بعضِ الناس :[[الكيف مجهول]] فيه إثباتُ الكيفِ لله ونفيُ العِلم به، وهذا باطل، بل الكيفُ مستحيلٌ على الله أصلًا،، وهذا معنى قولِ أهلِ الحقِّ :[[إنّ الكيفَ مرفوع غيرُ معقول]].. بل إنّ الذي ينسُب الكيفَ إلى الله يكفُر ولا ينفعُه قولُه [[هي كيفيّة مجهولة]]، لأنّ الكيفيّة هي الهيئة التي يكون عليها الشيء، وهذا مستحيل في حقِّ الله تعالى.. الهيئة من الصفاتِ الخاصّةِ بالأجسام..ا

قال الإمامُ أبو سليمانَ الخَطَّابِيُّ شيخُ البيهقيِّ :[[إنَّ الذي يجب علينا وعلى كلِّ مسلمٍ أنْ يعلَمه أنّ ربَّنا ليس بذي صورةٍ ولا هيئة، فإنَّ الصورةَ تقتضي الكيفيّةَ وهي عن الله وعن صفاتهِ منفيَّة]]ا

رواه عنه البيهقيُّ في كتابه (الأسماء والصفات)..ا

والحمد للهِ رَبِّ العالَمين..ا