وبَشِّرِ الصَّابرين “155” الذين إذآ أصابَتْهُم مُصيبَةٌ قالوآ إنّا لله وإنّآ إليه راجعون”156 أولئك عليْهِمْ صَلَواتٌ مِن رَبِّهم ورحمة وأُولئك هُمُ المهتدون

التّقوى سلاحك الأقوى

قال الله تعالى: (وبَشِّرِ الصَّابرين “155” الذين إذآ أصابَتْهُم مُصيبَةٌ قالوآ إنّا لله وإنّآ إليه راجعون”156 أولئك عليْهِمْ صَلَواتٌ مِن رَبِّهم ورحمة وأُولئك هُمُ المهتدون)
سورة البقرة [155-157]

في هذه الآيات تبشير المؤمنين الذين يتصِّفون بهذه الصّفة التي ذكرها الله تَعالى، وهي أنّهم راضون عن الله تعالى أي لا يتسخطون عليه ولا يتضجرون من قضائه وإن كانت المصائب تُقلِقُهم وتَحزُنُهم وتُؤذيهم في أجسادهم، لكن قلوبهم راضية عن الله تبارك وتعالى (لا يعترضون على الله إن مات لهم ولد أو عزيز لسان حالهم لله ما أعطى ولله ما أخذ ويؤمنون أنَّ كُلَّ شىء يحصلُ بمشيئة الله وقُدرته مثلا إذا إنسان رمى نفسه من مكان عالٍ أو صدمته سيارة كل هذا بقضاء الله وقدره لكن الله ﻻ يرضى عن كل معصية)

هؤلاء بشّرهم الله تعالى بأنّهم تنالهم صلوات من الله أي رحمات مقرونة بالتعظيم ليس المراد مجرد الرحمة لأن مجرد الرحمة في الدُّنيا تشمل المؤمن والكافر، إنّما الصّلوات هنا معناه الرحمات المقرونات بالتعظيم أي الرحمات الخاصّة، لأنَّ الرّحماتِ خاصة وعامة.

الرّحماتُ العامة في الدُّنيا يشترك فيها المؤمن وغير المؤمن والبَرّ والفاجر. من الرحمات الانتفاع بالهواء العليل والصحة والمال الوافر وغير ذلك من أنواع النِّعَم الدّنيوية، أما الرّحمات الخاصة فلا ينالها إلا المؤمنون الصابرون المسلّمون لله تسليمًا.
https://t.me/getinfo

قال شيخنا الإمام الشيخ عبدالله الهرري رضي الله عنه ونفعنا به :

روَى الحاكِمُ أنّ رسولَ الله ﷺ قال: «لَا يَزْدَادُ الْأَمْرُ إِلَّا شِدَّةً» .

الشِّدّة هي المَصائِبُ الّتي تَكُون في الدِّين والّتي تَكُون في الدُّنيا. بعدَ وَفاةِ رَسولِ الله ﷺ ارتَدَّتْ بعضُ قَبائِل العرَب. قال ﷺ: *«ما مِنْ يَوْمٍ إِلَّا وَالَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوا رَبَّكُم»* أي حتَّى تَمُوتوا، تكونُ فِتنةٌ بَعدَ فِتنةٍ، ثُمّ اللهُ يُهلِكُ مَن يَشاءُ ويُنجِي مَن يَشاءُ.