لم تثبت رواية الكيف مجهول
الإمام مالك ينفي الكيف عن الله، لا يوجد رواية صحيحة مسندة عن الإمام مالك فيها لفظ (والكيف مجهول) في تفسير آية الاستواء، الثابت عن إمام الأئمة مالك رضي الله عنه ثلاث عبارات، واحدة رواها الترمذي (بلا كيف) والأخريان رواهما البيهقي وذكرهما ابن حجر في شرح البخاري إحداهما (وكيف عنه مرفوع) والأخرى (والكيف غير معقول) وكل هذه الروايات الصحيحة الثابتة تنفي عن الله الكيفية.
وفي شرح زروق على متن الرسالة لابن أبي زيد القيرواني لشهاب الدين أبي العباس أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي الفاسي المعروف بـزروق الفقيه (باب ما تنطق به الألسنة وتعتقده الأفئدة من واجب أمور الديانات) وقع ذكر الاستواء على العرش في ستة مواضع من كتاب الله تعالى فقيل إن في ذلك من المتشابه الذي ينزه عن المحال ولا يتعرض لمعناه وهو مذهب السلف وجماعة من الأئمة وحمل عليه مذهب مالك إذ سئل عن قوله (الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى) (طه 5) فقال الاستواء معلوم والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، فقوله معلوم يعني في كلام العرب له مصارف، وقوله والكيف غير معقول نفي لما يتوهم فيه من محتملاته الحسية إذ لا تعقل في حقه تعالى وقوله والإيمان به واجب لأنه ورد نصاً في القرآن وقوله والسؤال عنه بدعة أنه من تتبع المشكل الذي وقع النهي عنه.
قال الإمام ابن جماعة في كتابه “تذكرة السامع والمتكلم” :
“الخامس في آداب المتعلم في نفسه:
أن يُقَسِّمَ أوقات ليله ونهاره ، ويغتنم ما بقي من عمره، فإن بقية العمر لا قيمة له (أي لا يُقوَّمُ بشيء لنفاسَتِه وعزته)، وأجود الأوقات للحفظ الأسحار، وللبحث الأبكار (جمع الجمع لبكرة وهي أول النهار)، وللكتابة وسط النهار، وللمطالعة والمذاكرة: الليل”. انتهى. Souhnoun.com
