حول تعظيم المُصحف الشَّريف – المدعو صابر حُسني

حول تعظيم المُصحف الشَّريف

1

الحمدلله وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله وبعدُ فإنَّ تعظيم المُصحف الشَّريف واجب وإنَّ مَن استخفَّ به كافر عند أهل العلم بإجماع كما نقل كثير مِن العُلماء منهُم القاضي عياض المالكيُّ في [الشِّفا بتعريف حُقوق المُصطفَى] والنَّوويُّ الشَّافعيُّ في [المجموع] وفي [شرح صحيح مُسلم] وابن فرحون المالكيُّ في [تبصرة الحُكَّام في أُصول الأقضية ومناهج الأحكام].

2

ويلتحق بذلك كُلُّ فعل يدُلُّ على الاستخفاف ولو أنكر الفاعل كونه مُستخِفًّا وذلك لأنَّ ظاهر حاله يُكذِّبُه في إنكاره فيُحكَم بكُفره ولو زعم أنَّه لم يقصد الإهانة وقد نصَّ على ذلك العُلماء كذلك منهُم ابن عابدين الحنفيُّ في [ردِّ المُحتار على الدُّرِّ المُختار] والإمام الماتُريديُّ في [تأويلات أهل السُّنَّة] وابن المُقرئ في [إخلاص النَّاوي في إرشاد الغاوي إلى مسالك الحاوي].

3

وقد علمتُم أنَّ تعظيم المُصحف الشَّريف وتقرير كُفر مَن استخفَّ به لا يحتاج إلى نقل واحد مِن عامَّة النَّاس؛ وإنَّما دليل الشَّرع: كتاب الله والحديث الصَّحيح الثَّابت وإجماع المُسلمين، وإنَّما ننقُل أقوال المُصنِّفين مِن باب الاستئناس في الدِّلالة على الخير؛ وأمَّا أُولئك المُتلقِّفون مِن الكُتُب كُلَّ صحيح وسقيم دون التَّلقِّي المُعتبر فمذمومون على أَلسِنَة العُلماء.

4

فلو وجدنا في كتاب ما يُخالف دليل الشَّرع في تعظيم المُصحف الشَّريف؛ بقينا مع تعظيم كتاب الله وضربنا بما خالفه عُرض الحائط ولم نُقدِّم على تعظيم القُرآن الكريم كلام أحد مِن عامَّة النَّاس فإنَّ ذلك أخذ بالهوَى -والهوَى يُعمي ويُصِمُّ- واعتداد بالوهم المُجرَّد عن دليل الشَّرع والعقل، ومَن ذهب إلى ذلك غرق في لُجج الباطل ومتاهات الضَّلال والعياذ بالله.

5

(وقد عَلِمَ الكُلُّ) كُفر مَن اختار مُعاملة المُصحف الشَّريف بفعل يدُلُّ على الاستخفاف دلالة صريحة، (إلَّا المدعو صابر حُسني) فإنَّ هذا المُتعالِم اشترط لتكفير الفاعل المُختار أن يقصد إهانة المُصحف ويُريد بذلك مثلًا أنَّ مَن اختار الدَّوس على المُصحف ثُمَّ زعم أنَّه فعل ذلك بقصد الاستراحة لا الإهانة فإنَّه لا يكون كافرًا عند “صابر حُسني” وهذا منه استدراك على الشَّرع وفتح أبواب الكُفر على مصارعها فلا حول ولا قُوَّة إلَّا بالله.

6

وقد وجد “صابر حُسني” أهلَ فتنةٍ يقبلون منه ضلاله ويُروِّجون له بدعته مُستنصرين بكلام لا يُدافع عنهُم يوم القيامة قدَّموه على تعظيم كتاب الله وجعلوا المُصحف الشَّريف وراء ظُهُورهم ولا يُبالون وأيقظوا بذلك فتنة عظيمة ولو أنَّهُم خافوا الآخرة لَمَا غفَلوا عن قوله تعالَى: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ. لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} صدق الله العظيم.

7

فالحذرَ الحذر يا أهلي وأحبابي مِن “صابر حُسني” ومَن وافقه في التَّوقُّف عن تكفير مَن حقَّر المُصحف الشَّريف فإنَّ ذلك مُناقض لتقوَى القُلوب وأنَّى لمُسلم في قلبه مثقال ذرَّة مِن إيمان أن يفعل هذه الفعلة الشَّنيعة؟ بل المُسلم يقوم بتعظيم المُصحف الشَّريف فإنَّ ذلك مِن وَجَل القُلوب مِن خشية الله تعالَى سلَّمنا الله وإيَّاكُم مِن الفتن وآخر المقال الحمدلله ربِّ العالمين.

نهاية المقال.

May be an image of ‎text that says '‎حول تعظیم المصحف الشَّريف‎'‎