قال العلامة السيد محمود أفندي الحمزاوي مفتي الشام في رسالة (العقيدة الإسلامية) في بيان الصفات الواجبة لله تبارك وتعالى ما نصه: “يجب له تعالى الوجود والقدم والبقاء ومخالفة الحوادث والقيام بنفسه أي لا يحتاج إلى مكان والوحدانية والحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام “.

سلسلة أنوار الشام (4)
الإمام تاج الدين السبكي (المتوفى سنة 771ھ) في كتابه (طبقات الشافعية الكبرى) ذكر أن من يتولى مشيخة دَار الحَدِيث الأشرفية في دمشق شَرطُه “أن يشهد على نفسه بأنه أشعري” (ج10 ص 200).
لأن واقفها شَرط “أن شيخها لا بد وأن يكون أشعري العقيدة” (ج10 ص398).
هنا أملى ابنُ الصلاحِ مقدِّمتَه في علوم الحديث، وهنا درَّس أبو شامةَ والنوويُّ والمزي والسبكي والبلقيني وغيرُهم كثير …
هذه دارُ الحديثِ الأشرفيةُ بدمشق !
ليعلم الغافلون أن أهل الحديث هم الأشاعرة قديمًا وحديثًا.

سلسلة أنوار الشام (3)
مفتي سوريا الأسبق الشيخ الطبيب محمد أبو اليسر عابدين ( المتوفى سنة 1401 ھ).
– هو محمّد أبو اليسر بن محمّد أبي الخير بن أحمد بن عبد الغني عابدين (أخو محمّد أمين عابدين صاحب الحاشية).
– ولد سنة 1307ھ (في السنة التي توفي فيها الشيخ محمد علاء الدين عابدين ابن عم جده).
– في كتابه (الأوراد الدائمة مع الصلوات القائمة) قال ما نصه : “أنزل الله : {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} بلا جهة وتحيز ،إن قيل ما معنى رفع الأيدي إلى السماء عند الدعاء مع أنه تعالى منزه عن الجهة والمكان؟ قلنا : إن الأنبياء والأولياء قاطبة فعلوا كذلك لا بمعنى أن الله في مكان بل بمعنى أن خزائنه تعالى في السماء “.
– في كتاب (الإيجاز في ءايات الإعجاز) قال مانصه :
“اعلم أنهُ تقرر في دين الإسلام أن الله تعالى لا مكان له ولا زمان وهو رب الزمان والمكان. وإنما الأمكنة التي تضاف إليه تعالى إنما تضاف للتشريف لأنه شرّفها فيقال بيت الله ” .
– وعندما أحيل للتقاعد، لزم الخطابة والتدريس في جامع برسباي المعروف بجامع الورد (في سوق ساروجا في دمشق)، فقد كان إمامه بعد وفاة والده، وبقي كذلك إلى حين وفاته رحمه الله تعالى.
قال المحدث الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله تعالى في كتابه (التعاون على النهي عن المنكر) ما نصه: “وقد قصدت مرة الشيخ أبا اليسر عابدين مفتي الشام رحمه الله تعالى للاستعانة به في قمع الحركة الوهابية فقال: شيوخ البلد لا يساعدونني، لي وقفة معهم يوم القيامة”.

سلسلة أنوار الشام (2)
قبل أكثر من 100 سنة..
الشيخ عبد القادر بن محمد سليم الكيلاني الإسكندراني (المتوفى سنة 1362هـ)، ولد بالإسكندرية، ونشأ في دمشق، ودرّس في المسجد الأموي. من أساتذته المفتي الشيخ محمد عطاء الله الكسم. نشر في الجزء الرابع من (مجلة الحقائق) الدمشقية مقالًا بعنوان : “الدين الاسلامي والتوحيد” جاء فيه في تنزيه الله تعالى ما نصه :
“* فلا يماثله سبحانه شيء من الممكنات مطلقاً لا في الذات ولا في الصفات ولا في الأفعال.
* فليس سبحانه وتعالى جسماً، لأن الجسم مركب ومتحيز وهو إمارة الحدوث .
* ولا جوهراً، لأنه عندنا اسم للجزء الذي لا يتجزأ وهو متحيز أيضاً.
* ولا عرضاً، لأنه لا يقوم لذاته بل يفتقر إلى محل يقوَّمه فيكون ممكناً.
* ولا محصوراً، لأن التصوير من خواص الأجسام يحصل لها بواسطة الكميات والكيفيات وإحاطة الحدود والنهائيات لها.
* ولا محدوداً ولا معدودًا ولا متبعضاً ولا متركباً ولا متناهياً لما في ذلك كله من الاحتياج.
* ولا متحيزاً سبحانه بمكان، إذ المكان ما استقر عليه الجسم. والحيز هو ما ملأه الجسم. فالمكان والحيز من لواحق الأجسام والحق تعالى يستحيل عليه ذلك.
* وأما الاستواء في قوله تعالى {الرحمن على العرش استوى} فليس معناه أنه استواء كاستواء الأجسام، بل أستواء يليق به مع كمال تنزيهه سبحانه عن مشابهة كل شيء. أو يؤول الاستواء بالاستيلاء”.
فائدة : مجلة الحقائق الدمشقية أصدرها الشيخ عبد القادر الإسكندراني في سنة 1328 ھ/ 1910 ر.
صدرت في 7/8/1910 – 26 رجب 1328 هـ
العدد الاخير رقم 34 صدر في 1/11/1913 – 3 ذي الحجة 1331 ھـ .
*وفي كتاب الشيخ عبد القادر الإسكندراني (النفحة الزكية في الرد على شبه الوهابية) يذكر أنه اجتمع بكثير من مشايخ الوهابية فوجدهم من الجهل بمكان وعن العلم بمعزل. ويقول في وصفهم ما نصه : “قد ساد عليهم الجهل وغلب عليهم الجفا وخشونة الطبع، لا يعرفون شيئًا من العلوم العقلية، ولا خاضوا في غمار الفنون العربية، ولم يميزوا بين المنطوق والمفهوم. بل ترى علماءهم الذين يزعمون أنهم على شيئ ليس لهم وقوف على علوم العربية “. ويحكي الشيخ الإسكندراني في كتابه أن أحد المفتين الوهابيين ويدعى عبد الله بن خلف طلب أن يقرأ عليه في علم النحو وفن الصرف فلما اختبره انكشف له جهله، فقال معلقا على ذلك : “فإذا كان هذا مبلغ علم قاضيهم ومفتيهم فما بالك في بقية علمائهم” .

سلسلة أنوار الشام (1)
مفتي الشام الشيخ محمد عطاء الله الكسم، بقي في منصب الإفتاء إحدى وعشرين سنة (إلى وفاته رحمه الله تعالى سنة 1357هـ) ألف في الرد على الفرقة الوهابية كتابا أسماه (الأقوال المرضية في الرد على الوهابية). يقول في مقدمة كتابه : “أخبرني بعض الإخوان أنه قد إجتمع برجل من الوهابية يوسوس لأهل السنة بتحريم التوسل بخير البرية عليه من الله أفضل الصلاة وأتم التسليم وطلب أن أجمع له من كلام رب العالمين وأحاديث سيد المرسلين وأقوال العلماء العاملين الذين هم أئمة الدين ما يدل على ما ذهب إليه إجماع المسلمين…”. وفي معرض سرده لأدلة جواز التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم نقل عن الإمام السبكي قوله : “يحسُن التوسل والأستغاثة والتشفع بالنبي إلى ربه ولم يُنكر ذلك أحد من السلف والخلف حتى جاء ابن تيمية فأنكر ذلك وعدل عن الصراط المستقيم وإبتدع ما لم يقله عالم قبله وصار بين أهل الإسلام مثلة”. وختم كتابه رحمه الله قائلا: “فتحصَّل من هذا جميعه أنه يجوز التوسل بالنبي ﷺ قبل وجوده وفي حياته وبعد انتقاله. وأنه يصح التوسل بغيره أيضا من الأخيار. وقد أجمع من يُعتد بإجماعه من المسلمين على ذلك، وهو مذهب الأئمة الأربعة وسندُهم الكتاب والسنة لما قدمناه، والإجماع حجة قاطعة”.

