العَجبُ العجيب من ضلالات محمد رجب ديب

المقالة الأولى : محمد رجب ديب يزعم أنَّ من نادى زوجته باسمها يكفر !!!

استمع إليه يقول باللغة العامية في شريطه المسمى النظام في الإسلام عند كلامه عن الزوج والزوجة : الآن يقول لها وينك يا أسما وينك يا أسما هي تقول له أهلاً خليل ، يُضْرَب هو ويَّاها ، لا هاد مسلم ولا هي مسلمة . لا يجوز للرجل أن ينادي زوجته باسمها ولا الزوجة تنادي زوجها باسمه يناديها بلقبها وهي تناديه بلقبه ، أهلا بالحاج أهلاً بأبو عمر أهلاً بأبو خالد وهو يقول لها مرحباً بأم عمر يا مرحباً بأم خالد . هاد نظام دين يا ابني اهـ .

قلت : بل هذا كفر وضلال لا دين ونظام كما يدَّعي فإنه يُكفِّر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بأمر ليس فيه أدنى مخالفة للشرع بل وليس فيه أي ّقلة أدب إذ أنه لا هَدْيَ أفضل من هَدْيِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أدبَ أعلى من أدبه وهو عليه الصلاة والسلام كان ينادي زوجاته بأسمائهن فقد ثبت في البخاري أنه قال { يا خديجة إن الله يبشركِ ببيت في الجنة } اهـ وفيه أيضاً أنه قال { يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام } اه وفيه كذلك أنه عليه السلام قال { يا عائشة أما الله فقد برَأك } اهـ فثبت أنه ناداها يا عائش بحذف التاء ويا عائشة بإثباتها ، وفي البخاري أيضاً (( يا عائشة هذا جبريل يقرؤك السلام )) قالت عائشة فقلت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ، تَرى ما لا أرىَ )) . هذا مع أنه عليه الصلاة والسلام بعد أن وُلِدَ عبد الله بن الزبير سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعبد الله وكنَّى خالته عائشة بأم عبد الله ومع هذا أي مع أن لها كنية معروفة مشهورة ناداها رسول الله بقوله يا عائشة أكثر من مرة . وجواز مثل هذا الأمر لا يخفى على عاميّ من المسلمين فضلاً عن عالم .

فكلام محمد رجب ديب لا ينعطف فقط إلى تكفير كل المتزوجين من المسلمين إذ لا يخلو واحد منهم من أن ينادي زوجه باسمها أو تنادي الزوجة رجلها باسمه بل ينعطف إلى تكفير رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً والعياذ بالله . ومن كفّر كل المسلمين هو الأولى بالتكفير ومن ضَلَّل رسول الله فهو الضال بلا شك .

وهذه المسألة وحدها كافية في إظهار حال هذا الحكواتي الذي يدعي الإرشاد وهي وحدها كافية لبيان جهله وتسرُّعه وفساد قلبه وجرأته على الضلال وتكذيبه لنصوص الشريعة وخروجه عن الإسلام والمسلمين . ولكننا مع ذلك سنتبعها بمسائل أُخَر حتى لا يبقى مجال لشخص يتبعه من غير بصيرة أو دجالٍ يُشْبِهُهُ ليقول إنّ هذه كانت فلتة واحدة أو زلة منفردة وحتى لا يبقى مجال لضعيف فهم ليحاول تأويل كلامه الصريح أو التماس عذر فاسد له . وبالله التوفيق .

المقالة الثانية : يزعم أن الجنة صحراء !!!

يذكر ذلك رجب ديب في شريط له بتاريخ 5 / 03 / 1982 ويقول فيه بالنص (( الجنة أرض صحراوية )) اهـ .

قلت : الله تعالى يقول { مَثَلُ الجَنَّةِ التيِ وُعِدَ المُتَّقوُنَ فيها أنْهَرٌ من ماءٍ غير ءاسِنٍ وأنْهَرٌ من لبن لم يتغير طعمه وأنهرٌ من خمر لذة للشربين وانهر من عسلٍ مُصَفَّى } سورة محمد آية 15 . ويقول الله تعالى { إن للمتقين مفازا ، حدائق وأعنابا } سورة النبأ آية 31 و 32 . ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم غيما رواه ابن حبان وغيره (( هل من مشمر للجنة فإن الجنة لا خطر لها _ أي لا مثل لها _ هي ورب الكعبة نور يتلألأ وريحانة تهتز وقصر مشيد ونهر مطرد وفاكهة كثيرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة وحُلَلٌ كثيرة في مقام أبديّ في حُبرة ونَضرة )) اهـ .

فالجنة الآن مخلوقة وفيها الآن ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من النعيم للأتقياء كما ثبت في حديث البخاريّ وغيره .

أما رجب ديب فيقول الجنة أرض صحراوية فهو يكذب هذه النصوص وغيرها وينكر أمرً معلوماً من الدين بالضرورة لا يخفى على أدنى مميز من أطفال المسلمين ، بل كلامه الذي يعد في حكم الشرع كفراً لم يسبقه إليه لا اليهود ولا المجوس ولا البوذيون ولا الفلاسفة ولا البراهمة ولا غيرهم ولا حتى إبليس نفسه فهو فيه منفرد عن العالمين جميعاً ، فسبحان مقسّم العقول .

تنبيه : ما جاء في بعض الأحاديث من أن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر هي غراس الجنة ليس معناه أن الجنة ليس فيها شجر الآن إنما ينبت فيها شجر بقدر ما يذكر الشخص إنما المراد أن الشخص بقدر ما يكثر ذكره مع إخلاص النية تزداد الحصة التي ينالها من أشجار الجنة . فكيف تكون الجنة الآن صحراء وقد وصفها الله تعالى بقوله { ذَوَاتَآ أَفْنَانٍ } سورة الرحمن آية 48 . وقال الله تعالى { مُدْهَآمَّّتانِ } سورة الرحمن آية 64 . وقال الله تعالى { فِيهمَا فَاكهة ٌ ونَخْلٌ ورُمان } سورة الرحمن آية 68 . وقال الرسول عليه السلام في وصْفها (( ما في الجنة شجرة إلا وساقُها من ذهب )) رواه ابن حبان . فما كان كذلك لا يكون صحراء من غير شك ولا ريب .

المقالة الثالثة : محمد رجب ديب يقول الزنى يمحو الخطايا !!!

فعلى زعمه كان رجل يراود امرأة عن نفسها أي يكلمها ليزني بها فتأبى فقال لها يوما بحق الرسول مكّنيني من نفسك فلما سمعت كلامه هذا سمحت له أن يزني بها لشدة محبتها للنبي قال فغفر الله لهما اهـ يزعم بذلك أن هذا دليل شدة المحبة لرسول الله . قلت : بل دليل كمال المحبة وصدقها هو اتباع شرع رسول الله عليه السلام والالتزام بأوامره ونواهيه كما قال ربنا تبارك وتعالى { وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون } آية 132 سورة آل عمران ويقول ربنا عز وجل { إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم } آية 31 سورة النساء وان محمد رجب ديب فكأنه يقول ازنوا ليغفر الله لكم ، ويقول ربنا{ إن الحسنات يذهبنا السيئات } سورة هود وأما محمد رجب فكأنه يقول إن الفواحش يذهبن السيئات !!! ( وكلامه هذا مسجّل على شريط التسجيل ، وقد حكاه لنا شيخ مشهور سمعه من شيخ ءاخر مشهور رواه عن محمد رجب ديب ) اهـ ومن يدري لعله يقول يوماً إن من يسرق ليعطي الشيخ مالاً من شدة محبته لشيخه يغفر الله له ذنبه !!! بل لك أن تتساءل هل قال محمد رجب ديب يوماً لإحداهن عبارة كالتي ينقلها في القصة المذكورة ءانفاً يغريها بغفران ذنبها على زعمه !!!

والعجب كل العجب من هؤلاء الذين يحضرون دروسه ويستمعون إلى كفره وضلاله وهم كالخشب المسندة هل يرسلون نسائهم وبناتهم إلى دروسه أم لا ؟ وإن فعلوا فما رأيهم فيما يسمعن ويتعلمن ؟!!!

المقالة الرابعة : ادعاؤه أن الأجنة في بطون أمهاتهم مجانين !!!

محمد رجب ديب بنظر أتباعه علامة العصر وإمام الزمان ، علومُ الدين كلها نصب عينيه فهو يختار منها ما يشاء ، لا يُسأل عن دليل ولا يُطالب ببيّنة ، فلذلك هو يستغفل أتباعه ويأتيهم بالأقوال الغرائب ولا يبالي ، فاستمع إليه يقول في شريط بتاريخ 28 / 12 / 1980 يتكلم عن قوله تعالى { وإذ أنتم أجِنَّةٌ في بطون أمهتكم } سورة النجم آية 32 . فيقول إن الأطفال وهم في بطون أمهاتهم كانوا مجانين !!!

قلت : بل المجنون أو شبهه هو الذي يقعد في درسه ويصدّق قوله !! وقد قصده يوماً أربعة أشخاص ما زالوا أحياء يشهدون طلبوا منه الرجوع عن بعض مقالاته الكفرية في بيته بحضور جمع من أتباعه فقال لما لم يجد جوابا : الدليل على أنني على صواب كثرة أتباعي ، فقال له أحدهم : بابا روما أكثر أتباعاً منك اهـ . فلم يُحِرْ جواباً فأَبْئِسْ بمثل هذا الرجل شيخاً وأبِئس بمثل مريديه أتباعا .

وقال : إن الله يأمرك أيها المسلم وأنت في الصلاة أن تذكر المال فلما ذكر له الإعتراض على قوله هذا قال : الله قال وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم قال المسلم يفكر في معنى الآية فيذكر المال فقالوا له : إذن على زعمك الله يأمرنا أن نذكر الخنـزير ونحن في الصلاة وأن نذكر الحمار ونحن في الصلاة لأن الله يقول إن أنكر الأصوات لصوت الحمير فاصفر ولم يجب ، والتفت إلى شخص كان معه وجاء لمراجعته في بعض المسائل وقال له محمد رجب ديب : ابني ما كنت ولي لما كنت عندي ؟ فقال له : ما كنت أعرف الاستنجاء لما كنت عندك . فصار يرتجف وقال : أنا أشرح البخاري على المذاهب الأربعة فقالوا له : عندنا في بيروت يقولون الماء يكذب الغطاسين كيف تدعي أنك تشرح البخاري على المذاهب الأربعة وفي البخاري : باب فضل الفقر وأنت تقول الفقير مرتد كافر فلم يرد .

ونحن نقول له من أين أتيت بهذا التفسير وهذه الكلمة أي الأجنة لا يفسرها عالم ولا عامي بالمجانين إنما هذا شيء من الجهل لم يسبقه إليه أحد .

وهو الذي يوهم الناس أنه أعلم الناس بكل العلوم حتى إنه قال ذات يوم في بعض مجالسه إن الذبابة فيها اثنا عشر ألف جرثومة فقال الله تعالى دبانة خانم فقالت نعم ربِّ قال فجّري قنبلتك في بطن ابن ءادم اهـ . وهذا الكذب أراد به أن يوهم الناس أنه أحاط بكل العلوم حتى علم الطب .

وشهد رجل من آل الملا من أهل البسطة التحتا أنه سمعه يقول أنا أعرف كم نجمة في السماء وهذه المقالة لم يسبقه إليها أحد من الخلق .

المقالة الخامسة : عند محمد رجب ديب الفقر كفر … والفقير مرتد !!

وسبب قوله هذا أن الفقير لا يستطيع أن يأتي إلى محمد رجب ديب لا بالهدايا الغالية ولا بالمال الوفير ، فهو أولا يحث أتباعه على العمل لأجل جمع المال فيقول في شريط له بتاريخ 25 / 3 / 1978 الفقير (( تنبلة )) وكسلاً هدم ركنين من أركان الإسلام الزكاة والحج فهو مرتد على طوقين اهـ .

قلت : لكن الزكاة لا تجب على الفقير أصلاً والحج لا يجب على غير المستطيع فكيف يكون الفقير هادماً لهما ؟!

وهل سمع محمد رجب ديب أحداً قبله كفّر مسلماً بسبب فقره واعتبره مرتداً ؟! بل نحن نتحداه أن يذكر ولو عالماً واحداً أو عامياً غير عالم قال بمثل هذا قبله .

ثم هو يضرب على نفس الوتر ثانياً فيقول في شريط له مسجل بتاريخ 1 / 11 / 1981 إن الهجرة تعتبر في الإسلام ركنا من أركانه اهـ .

قلت : لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا هجرة بعد الفتح )) اهـ رواه البخاري .

ثم يفسر رجب ديب الهجرة فيقول : تهاجر من الفقر الذي جعله الإسلام أخاً للكفر فقال كاد الفقر أن يكون كفراً ووصف المؤمنين بالذين هم للزكاة فاعلون باذلون لا ءاخذون ، وصف المؤمنين بالأغنياء لأن الذي يؤدي الزكاة في الإسلام لا يسمى فقيراً ولا مسكيناً إنما اسمه غنيّ ، وجعل الغِنى الذي هو الزكاة ركناً من أركان الإسلام !!! اهـ .

قلت : هنا أسفر رجب ديب عن عقيدته من غير مواربة فهو يذم الفقر ذمَّا شديداً صريحاً ويعتبره كفراً ويزعم أن الفقراء اللذين يأخذون الزكاة غير مؤمنين لأن الغنى عنده ركن الإسلام وأساسه !! بل هو يقول صراحة في عبارة أخرى له : محبة الله لا تكون من دون مال اهـ .

المقالة السادسة : عند محمد رجب ديب أغلب أولاد المسلمين هم أولاد حرام !!

في شريط بتاريخ 12/ 12 / 1996 يقول محمد رجب ديب : إذا كان الإبن قليل الحياء لا يطيع أباه ولا يطيع أمه ولا يخجل فهذا معناه إن الشيطان شريكك فيه !!! كيف يكون ابن حرام ؟ !

لما نمتَ مع امرأتك ما سميتَ الله وإذا لم تسمِّ يشاركك إبليس فيجيء الولد نصفه إنسان ونصفه شيطان فلذلك لا بد أن يسمي الله .

قلت : فمحمد رجب ديب ينسب أغلب أولاد المسلمين إلى الزنى حيث إنه سماهم أولاد حرام لمجرد أن الأب لم يسمِّ الله عند مجامعة زوجته !! ومعلوم أن أكثر العوام لا يعرفون أكثر السنن الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يسمون الله عند الجماع بل إن كثيراً من الذين يعرفون لا يذكرون التسمية تلك الساعة . وغاية ما رُوي في ذلك ما رواه البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال بسم الله اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتني فإن كان بينهما ولد لم يضره الشيطان ولم يسلّط عليه )) اهـ .

فهذا غاية ما ورد في المسئلة وفيه إرشاد إلى ذكرٍ معيّن حتى لا يضر الشيطان الولد ولم يذكر رسول الله أن الزوج إذا ترك هذا الذِّكر يكون الولد ولد حرام ولا قال إنه يكون سيء الأخلاق ولا شدَّد على الأمة في هذا الأمر ولا أوجبه عليهم بل قال فيه (( لو أنَّ أحدكم )) الحديث ، وهي قرينة ظاهرة على أن هذا الأمر سنة لا واجب . فكيف يجرؤ رجب ديب بعد هذا على نسبة أغلب أولاد المسلمين إلى الزنى لترك ءابائهم التسمية عند الجماع ؟ ! ليس هذا فقط بل زاد في الطنبور نغمة وقال إن الشيطان يشارك الأب فيكون الولد نصفه إنسانا ونصفه شيطانا وهذا مما لم يسمع بمثله من قبل !!

فانتبهوا أيها المسلمون إذ أغلبكم عند محمد رجب ديب أنصاف شياطين ! !

والله أعلم ماذا يقول هذا المُدْبِر في سيدنا إبراهيم وقد اشتهر بين المسلمين كما ذُكِرَ في القرءان أن أباه (( ءازر )) كان مشركا لا يعرف الله ولا يعبده ؟ ! أيزعم أيضا أنه كان سيء الخلق نصف شيطان لأن والده لم يقل بسم الله عند جماع والدته ؟ !

فالله المستعان على أمثاله وإليه المشتكى .

المقالة السابعة على زعم رجب الله له رأس (( مدندل )) !!!

ففي أحد دروسه المشحونة بالعجائب قال محمد رجب ديب على ملأ من الناس في جامع من جوامع بيروت يسمى جامع البسطة التحتا : إن الله (( يدندل )) رأسه يوم الجمعة من السماء ويقول يا عبادي (( روحوا على الجامع )) .. ( قالها هكذا بالعامية ومعناها اذهبوا إلى المسجد ) .

قلت : لم يصرح بمثل هذا التشبيه لله أحد قبل هذا الإنسان فهو مشبه لله تعالى يعتقد أن الله يشبه البشر وأن له رأسا وأعضاء وأجزاءً تماماً كما يعتقد اليهود وغيرهم في الله تعالى . وهذا دليل على أنه جاهل بخالقه وقد بيَّن ربنا تبارك وتعالى في القرآن أنه لا يشبه المخلوقات بأي وجه من الوجوه فقد قال سبحانه وتعالى { ليس كمثله شيء } سورة الشورى ( 11 ) وفهم ذلك الصحابة رضوان الله عليهم من كتاب الله ومن سنة نبيه عليه الصلاة والسلام وفهمه مثلهم التابعون وأتباع التابعين ثم من تبعهم بإحسان إلى أيامنا هذه ولذلك فقد التزموا بقاعدتين مهمتين لم يشذوا عنهما ، الأولى : أن لا يصفوا الله إلا بما وصف به نفسه في القرآن أو كما جاء على لسان رسول الله في الحديث الثابت كما قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه : (( ولا نصِفُه إلا بما وصف به نفسه )) . والقاعدة الثانية : أن لا يشبهوا الله بمخلوقاته بأي وجه كما قال أبو حنيفة رضي الله عنه أيضاً : (( أنّى يشبه الخالق مخلوقه )) اه. أي لا يشبه الخالق مخلوقه ، فلا يكون الله حجماً صغيراً ولا حجماً كبيراً ولا متحيزاً في جهة ومكان . فلا يقال إنه في مكان واحد كالعرش ولا يقال إنه في جميع الأمكنة بل يقال كما قال سيدنا علي : (( كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان )) . وهذا الرجل جعل الله حجما ، والحجم لا بد له من مكان والله ليس حجماً إنما هو موجود لا كسائر الموجودات . فعلى هذا لا يجوز تفسير ما ورد في القرءان من نسبة الوجه والعين واليد إلى الله على المعنى الظاهر من إثبات الأعضاء بل لهذه الكلمات معانٍ هي غير الظواهر كما بين علماء أهل السنة في كتب التوحيد . ولذلك صرَّحوا بأن الصفات التي وصف الله بها نفسه في القرءان هي ليست كصفات المخلوقين فالوجه إذا نسب إلى الله ليس معناه هذا العضو المعروف وكذلك العين وكذلك اليد فإنها إذا نسبت إلى الله ليس معناها هذه الجارحة المعروفة التي تكون للإنسان ، ولغة العرب واسعة فللوجه فيها معانٍ متعددةٌ وللعين كذلك ولليد كذلك فيفسر الوجه والعين واليد على حسب المعاني التي توافق اللغة والشرع معاً فلا يكون فيها تشبيه لله بالمخلوقات ، ولهذا قال الإمام أبو حنيفة : (( وجهه ليس كوجوهنا ليس بجارحة ويده ليست كأيدينا ليست بجارحة وهو خالق كل الأيدي )) . وقال أيضاً : (( ويتكلم لا ككلامنا نحن نتكلم بالآلات من المخارج والحروف وهو متكلم بلا ءالة ولا حرف )) . وقال علي رضي الله عنه : (( من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود )) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء ،إلى غير ذلك من نصوص الصحابة والتابعين وأتباع التابعين ومن جاء بعدهم من أحبار هذه الأمة وكلها تنـزه الله عن أية مشابهة للمخلوقين ، وقد جمع ذلك كله الإمام أبو جعفر الطحاويّ في عقيدته المشهورة التي يعرفها صغار الطلبة فضلاً عن العلماء فقال : (( ومن وصف الله بمعنًى من معاني البشر فقد كفر )) اهـ .

فلم يكتف محمد رجب ديب بنسبة صفة واحدة من صفات البشر لله تعالى بل نسب إليه أنه جسم وأنه يتحرك وأنه يتدلّى ونسب إليه فوق ذلك رأسًا (( يدندله )) فهذا كفرٌ لا شك فيه ولا مرية . ولو جازت الألوهية للجسم الذي له رأس لجازت للأصنام التي يعملها عبَّاد الأصنام فتعالى الله عن ذلك .

وقد كان في درس رجب ديب هذا عدد من أهل الفضل سمعوه يقول ما قال فأنكروا وخرجوا من المجلس وقلوبهم مملوءة سخطًا عليه لأنه يتصدر للتدريس ثم يشبّه الله بالمخلوقين . وهم مستعدون ليشهدوا على ذلك متى ما طُلبوا لذلك .

والله يجازي هذا المفتري بما يستحق .

المقالة الثامنة محمد رجب ديب يدَّعي النبوة !!

محمد رجب ديب ملحدٌ لا يقيم للإسلام وزنًا ولا للشريعة اعتبارًا لكنه يتستّر باتباع الطريقة النقشبندية ليخدع الأغرار ، والطريقة منه بريئة وأئمة الطريقة منه بريئون تشهد سيرتهم على ذلك وتشهد أقوالهم . هذا وقد نصّ رئيس الطريقة النقشبندية محمد بهاء الدين نقشبند وعدد من سائر أقطابها على أنَّ من ادعى النبوة بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر سواء ادعى النبوة الظلية أو ادعاها استقلالا ، ولذلك لم يتوقفوا في تكفير غلام احمد القادياني وأتباعه من القاديانية حيث ثبت ادعاء غلام أحمد للنبوة التي ينسبها إليه أتباعه تارة بقولهم نبوة ظلية أو تجديدية وتارة بقولهم نبوة مستقلة ، وهذا لأن مدعي النبوة قد كذب الآية الصريحة في القرآن وهي قوله تعالى

{ وخاتَمَ النبيين } سورة الأحزاب ( 40 ) وكذب الحديث الصريح الذي رواه مسلم وغيره

(( وخُتم بي النَّبييون )) ، والحديث الآخر الذي رواه البخاري وهو (( لا نبي بعدي )) وكذب غيرَ ذلك من النصوص التي تشهد على أن سيدنا محمداً هو ءاخر الأنبياء . وهذا أمر يعرفه العالِم والجاهل من المسلمين ، لكن محمد رجب ديب بسبب حبِّهِ للإدعاء ومع ولعه بالإغراب على مستمعيه أي بأن يأتيهم بما لم يعتادوا سماعه ويَعُدّونه غريباً ليظنوا فيه أنه عالم بما لم يعلمه غيره عارف بما لم يحط به سواه تراه يقول بصراحة ووضوح : نحن أنبياء مصغرون . !!! ويقول وهو يشير بيده إلى قلبه : خذوا علم النبيّ من قلب النبيّ . !!!

ولذلك وصل أتباعه إلى حد لم يتحاشوا إطلاق لفظ النبوة عليه كما حصل مع واحد منهم من ءال صيداني وءاخر من ءال عيتاني أنهما قالا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رجب ديب رسول الله ، فقال محمد الزبداني لواحد منهما : كيف تقول هذا ؟! فقال : أليس الرسول قال : (( العلماء ورثة الأنبياء )) اهـ !!!

فهذا الجاهل سمع حديث شيخه يقول ما قال فأعاده ثم أراد أن يؤيده فذكر هذا الحديث وهو لا يعلم أن رسول الله عليه السلام فسَّره صراحة في تتمة الحديث فقال : (( إن الأنبياء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا إنما ورثوا العلم )) رواه أبو داود ، فهذا هو معنى قول الرسول : (( العلماءُ ورثة الأنبياء )) ليس ما أوهمهم محمد رجب ديب حتى يصفوه بالنبوة والرسالة حاشا وكلا .

وعندنا دفتر أعطانا إياه أحد تلاميذ محمد رجب ديب مكتوب فيه بخطه _ أي بخط التلميذ _ : محمد رجب نبيّ صغير وسيصير نبيَّا كبيرًا مثل محمد اه !!!

فتعسًا لمن يُعَلِّمُ مثل هذا وتعسًا لمن يَتْبَعُهُ .

وأما قول محمد رجب ديب وبعض غيره من أدعياء التصوف إن رسول الله قال علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل فهو مكذوب على رسول الله لا أساس له عند علماء الحديث والشيخ محيي الدين بن عربي كان من علماء الحديث لكن دس عليه في كتابه هذا الكلام فهو ليس من كلامه كما دس عليه أشياء أخرى من الضلالات . ومن جملة تمويهات محمد رجب ديب قوله إنه في الطريقة النقشبندية له سند متصل بإجازة من الشيخ في الطريقة وفي الفقه ولقد كُلِّم هذا الشيخ في ذلك بعد أن ذُكِرَ له أقاويله الشاذة فقال : من يكون هذا حالُه فهو مقطوع لا سنَد له ولا اتصال له بالقوم .

المقالة التاسعة قول محمد رجب ديب الله له شريك !!!

أقول : لا يخفى على أيّ مسلم أن الله تعالى لا شريك له ولا إله غيره ، ولو سئل أي مسلم هل يوجد إله غير الله لقال لا ، ولو سئل أي مسلم عن قوله لا إله إلا الله لقال هو صواب ، وهذا مما لا يشك فيه أحد من المؤمنين وهو أساس العقيدة التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن محمد رجب ديب على مسمع من الشهود وسُجِّلَ كلامُهُ في الشرط في المدينة المنورة في موسم الحج سنة ( 1979 ر ) . قال : كم إله في بالكون يا مسلمين ؟ فأجابه شخص بقوله : واحد . فقال محمد رجب ديب : كم إله في بالكون ؟ واحد . أخطأتم ، إلهين في ، إلهين ، يا أنا بطلع عالصواب يا انتو عالصواب ، إلهين ، وقد ذكر القرءان إلها ، الإله المعبود الواحد هو الله ، والإله الذي يشارك ، قال الله تعالى { أرءيت من اتخذ إلهة هواه } سورة الفرقان ( آية 43 ) في إله ، انو إله ثاني ؟ ثم قال الهوى .

والمجلس الذي قال فيه هذا القول كان فيه جماعته وغير جماعته في مسجد المدينة المنورة . ثم لما أنكر عليه قوله هذا زاد بعض جماعته تعصُّبًا له فقال : يوجد ستّون ألف إله ، وءاخر من ءال البدوي قال : بل مليونين إله . وقد قال زياد الصاحب مدافعًا عن كفر شيخه لما ذكرت له هذه الكفرية في مسجد البسطة التحتا : القرءان أثبت عدّة ءالهة فقيل له : القرءان يخبرنا أن الكفار قالوا بوجود عدة ءالهة والآية { واتخذوا من دون الله ءالهة }

( سورة يس آية 74 } فسكت .

قلت : كان يكفي رادعًا لرجب ديب عن مقالته هذه قول الله تعالى { وما من إله إلا إله واحد } سورة المائدة آية 73 وقوله تعالى { الله لا إله إلا هو } سورة البقرة آية 255 ، بل كان يكفيه الكلمة التي يعرفها المسلمون جميعًا صغارًا أو كبارًا وهي الشهادة الأولى

(( لا إله إلا الله )) ، لكن ما العمل ورجب ديب يعتقد ان كلمة الشهادة الأولى خطأ ويقول بكل صفاقة للناس ذكروها له (( أخطأتم )) !!! ولا شك أن من يدعي وجود إله غير الله فهو كافر ومن يدعي أن شهادة لا إله إلا الله خطأ فهو كافر لا يختلف في ذلك مسلمان . بل استمع رعاك الله إلى رجب ديب وفي نفس الشريط يحاور شخصًا فيقول لو سألنا واحدا منكم ما معنى لا إله إلا الله فيجيبه أحد الحضور معناه أنه لا يوجد إله غير الله فيقول محمد رجب ديب وبالفم الملئان أليس عندكم غير هذا ؟ هذا ليس معنى لا إله إلا الله اهـ.

أقول : استمع إلى قوله هذا وقل لي ألا تشتعل غضبا لله تعالى من استهزاء هذا الرجل بالدين واستخفافه حتى بكلمة التوحيد ؟!

ثم إن الإله معناه المعبود بحق وهو الله ثم استعاره المشركون فأطلقوه ظلمًا على ما يعبدونه من دون الله ( كما ذكر الفيومي في المصباح المنير وهو قاموس قديم مشهور مطبوع ) فضارعهم محمد رجب ديب وتبع الكفار لا المسلمين وأطلق لفظ الإله على غير الله فالله حسيبه . ولفظ الإله خاصٌ بالله تعالى وقد عَدَّه الإمام الأصولي الكبير عبد القاهر التميمي من أسماء الله الحسنى وذلك في كتابه

(( الأسماء والصفات )) فلا يجوز أن يطلق هذا اللفظ على ما يتعلق به قلب الإنسان من سيارة أو بيت أو امرأة أو نحو ذلك كما فعل محمد رجب ديب ، وأما قول الله تعالى

{ أرءيت من اتخذ إلههُ هواه } سورة الفرقان آية 43 فقد فسره تَرجمان القرءان عبد الله بن عباس بأن الرجل من المشركين كان يعبد حجرًا ثم يَلْقَى حجرًا أحسن منه فيُلقيه ويأخذ هذا فيعبده فأنزل الله هذه الآية { أرءيت من اتخذ إلهه هواه } سورة الفرقان الآية نزلت في هؤلاء أي اعجب يا محمد من هؤلاء المشركين الذين من سخافة عقولهم يعبدون حجرًا يستحلونه ثم يجدون غيره يستحلونه فيتركون هذا ويعبدون الجديد فالله سفههم وأخبر نبيه عليه السلام في هذه الآية بأن هؤلاء سفهاء . هذا معنى الآية وليس معناها أن كل ما يحبه الإنسان أو يتعلق به فهو إله ، ولعنة الله على من يحرف هذه الآية أو غيرها من ءايات كتاب الله . ولو كان كل ما يتعلق به قلب الإنسان إلهًا لما صحت كلمة لا إله إلا الله . ولذلك لما خاطب موسى عليه السلام موسى السامريّ الذي صنع العجل مهددًا له ومهينًا قال فيما أخبر به ربنا تعالى في القرءان { وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكِفا } سورة طه ( آية 97 ) فأضاف كلمة إله إلى كاف الخطاب وقال (( إلهك )) أي الذي ادعيت أنت أنه إله ولم يقل له

(( وانظر إلى الإله )) لأنه لا يجوز إطلاق لفظ إله من غير تقييد بالإضافة على غير الله

عزَّ وجلَّ .

المقالة العاشرة عند محمد رجب ديب لندن وباريس مثلُ مكة والمدينة !!

قلت : ميزان رجب ديب معكوس . وقد قدمتُ أنه لا يبالي بالدين والشريعة لذلك تراه يقول : إذا كان المكان منتجاً فالهجرة حرام. الأرض كلها مثل بعضها لا يوجد أرض أقدس من أرض اهـ . قاله في شريط بتاريخ 12 /11/1981 .قلت: فعنده مكة المكرمة مثل لندن أو حتى دمشق أو القاهرة والمدينة المنورة هي مثل باريس أو حتى بيروت أو تونس !! أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد صرّح فيما رواه البخاريّ (( بأن مكة هى أحب البلاد إلى الله )) ، وأجمع المسلمون على أن مكة والمدينة هما خير البلاد ، وأجمعوا أيضاً على أن موضع قبر نبيّ الله عليه السلام أفضل حتى من العرش ، بل قد ثبت في صحيح مسلم وصحيح ابن حبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن خير البقاع وعن شر البقاع فقال: (( خيرُ البقاع المساجد وشر البقاع الأسواق )) اهـ . فبعد هذا لا يقام لكلام محمد رجب ديب وزنٌ بل يُرمى به في كل سهل وحَزَن وهو أي كلامه أظهر في البطلان من أن يُحتاج إلى الشرح رده .

ثم انظر إلى قوله : إذا كان المكان منتجاً فالهجرة حرام اهـ . وقل لي رعاك الله هل سمعت بأحد سبقه إلى مثل هذه الكلمة؟! يحرّم على المسلم الهجرة من أرض إلى أخرى إن كانت الأرض الأولى منتجة!! فمْن أين جاء بهذا؟ ومَنْ من العلماء سبقه إليه؟ إن كان له جواب فليظهره ولن يستطيع.

وقال مقالة من أشنع المقالات يشهد بها عليه رجل من ءال عثمان من أهل العلم ثقة معروف بذلك وهي أنه قال: إذا الأمريكان يُسلمون يكونوا حمير لأن الأمريكان أغنياء عندهم طائرات وصواريخ وأموال والمسلمين فقراء فإذا أسلم الأمريكان يكونوا حمير.

قلت : وهذا من أشنع وأبشع الكفر، فالإسلام هو الدين الذي رضيه الله لعباده ولم يأمرهم بدين سواه ومن أسلم فقد حاز أعظم نعم الله وعلى سبب دخول الجنة والخلود فيها فمن وصف من أسلم بالحمارية فيا ويله من الله ، إلى أين يظن أنه ذاهب . ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد .والإسلام هو دين جميع الأنبياء من ءادم إلى محمد وكذلك كل الذين اتبعوهم بإحسان .

المقالة الحادية عشرة. عند محمد رجب ديب أبو بكر وعمر وعلي جهال!!! والنبيّ لم يعلّمه أحد!!

أقول : حتى يعظّم محمد رجب ديب نفسه وحتى يبرر لجماعته أن يبقوا على الجهل وليبعدهم عن تلقي العلم تراه يطعن في أكابر الصحابة بما لم يُسبق إليه فيقول:(1 في شريط بتاريخ 14/1/78 وءاخر بتاريخ 26/3/78 ): سيدنا أبو بكر إذا سألناه أن يعرب أكل موسى كوسى لا يعرف وعمر لو سألناه ما هي أركان الوضوء لا يعرف وعليّ لو سألناه عن أركان التيمم لا يعرف اهـ .

قلت: إن كان هذا حال كبار الصحابة وعلمائهم فما هو حال باقيهم بزعمه؟! وإن كان هؤلاء لا يعرفون أمور الدين فمن الذي يعرف؟ وكيف وصلت إلينا إذن أمور الشريعة وعن طريق من؟ أوَ ليس الله تعالى حثّ في القرءان على اتباع السابقين الأولين من الصحابة؟ أَوَ ليس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((عليكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )) اهـ رواه الترمذي؟ هذا وأبو بكر أفضل الصحابة وعمر رأس الكشف وعليّ أعلم صحابة النبيّ عليه السلام فإذا كانت حالهم كما قال محمد رجب ديب فعلى أي شيء أمرنا الله باتباعهم وحثنا الرسول على الاقتداء بهم ومن هم أهل العلم والمعرفة إذن بزعمه؟

وإنما مراد قائل هذا الكلام هدم الشريعة وتشكيك الناس بأمور الدين وزعزعة ثقتهم في انتقال أحكامه إليهم .

وزيادةً في تحقير الصحابة- وهم حملة العلم ونقلة الشريعة- يقول رجب ديب في شريط بتاريخ 25/3/1978: الصحابة يا ابني لما جالسوا النبيّ كانوا فقراء شحاذين… كانوا يخلطون الصوف مع الدم ويأكلونه في أيام الجوع… كانوا يأكلون خنافس كانوا يأكلون الحشرات من جوعهم( 1) وقد كرر هذا المعنى في أكثر من شريط . اهـ .

قلت : لو قال أحدٌ مثل هذا عن والد رجب ديب أو ولده أو عنه نفسه لكان ثار غضباً ولربما كفّره تحت دعوى أن تحقيره للشيخ يؤدي إلى تحقير الشرع وأما أن يقول هو هذا عن الصحابة فلا يرى به بأساً إذ يزداد أتباعه بذلك تعلقاً بشخصه وتعظيماً له دون صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام حتى يعتبروه أفضل المسلمين الصحابة ومن بعدَهم . وعلى كل حال فالافتراء على صحابة نبينا عليه السلام لا يرجع إلا بالوبال على صاحبه.

ثم يتعدى رجب ديب في تزيين الجهل إلى حد أنه يقول سيدنا رسول الله ما كان له معلم اهـ .

قلت: لعله يريد بهذا أن يقول (( كما أن الرسول كان يتكلم في الدين من غير معلم كذلك أنا أفعل اقتداء به)) فتأمل !! وفي هذا حثّ لأتباعه أن لا يلتفتوا لتلقي العلم لأحد غيره بل يتوجّهون إليه بكليتهم .كما يدل على ذلك أيضاً قوله لهم المريد بين شيخين كالمرأة بين رجلين وقوله إذا قال لك الشيخ عن اللبن أسود فقل أسود. لكن ماذا يفعل بقول الله تعالى{عَلَّمَهُ شَدِيدُ القُوىَ} (5)

] سورة النجم [ وشديد القُوى هو جِبريل عليه السلام معلم الرسول كما هو معلوم؟ وماذا يفعل بالأحاديث الصريحة التي يسأل فيها النبيّ عليه السلام جبريل عن أمور ثم يرجع إليه جبريل فيها بالوحي؟ أليس الجاهل والعالم يعرف أن جبريل عليه السلام كان ينزل بالوحي على رسول الله فيعلّمه ما أمره الله بتعليمه ومبلغه ما أمره بتبليغه؟! أليس كلام رجب ديب ردّاً لهذه النصوص وتكذيباً لها؟ بلى وردُّ النصوص كفرٌ كما لا يخفى .

المقالة الثانية عشرة. يقول رجب إذا لم تطع أوامر شيخك أو من يوكله شيخك فأنت كافر!!!

أقول : من المعلوم أن المسلم قد لا يطيع ربّه في أمر من الأمور فيفطر يوماً في رمضان بغير عذر أو يكذب أو يغتاب أو يسرق أو يغش فيكون بذلك عاصياً لكن لا يصير كافراً بمجرد ذلك . وقد يعصي الشخص أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم كما فعل أغلب الرماة في معركة أحد فيستحق اللوم لكنه لا يصير كافراً بذلك . وأما رجب ديب فيقول في شريط بتاريخ 14/1/78: إن الذي لا يطيع أوامر الشيخ ولو واحداً في المائة منها هذا لا صلة له بالشرع ولا بالإسلام اهـ .

قلت : يجعله بهذا كافراً زنديقاً فهو- أي رجب ديب – زاد شرطاً في أركان الإسلام الخمسة التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : (( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً )) اهـ. وزاد على أركان الإيمان الستة التي قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره )) اهـ. فها هو محمد رجب ديب قد زاد ركناً في الدين وكأنه يقول الرسول نَقَصَهُ شئ وها أنا أذكره ومن زعم ذلك فهو كافر بلا شك .

زد على ذلك أن الشيخ ولو كان وليّاً من الأولياء ليس هو معصوماً من الزلل والخطأ فقد يأمر مريده بشئ ويكون الصواب بخلافه ، لذلك قال سيد الأولياء في زمانه سيدنا أحمد الرفاعيّ رضي الله عنه : (( سَلم للقوم أحوالهم ما لم يخالفوا الشريعة فإذا خالفوا الشريعة فكن مع الشرع )) اهـ. وقال السيد الإمام الهُمام عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه :

(( إذا علِمت من الشيخ خطأ فنَبهه فإن تركه فذاك الأمر وإلا فاتركه واتبع الشرع )) اهـ. ذكره في كتابه أدب المريد . بل قد نصَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على عكس قول رجب ديب وتوجيهه فإنه عليه الصلاة السلام

قال : (( ما منكم من أحد إلا يؤخذ من قوله ويترك غيرَ رسول الله )) اهـ. رواه الطبرانيّ في الأوسط وحسّنه الحافظ العراقيّ .

فكيف بعد هذا يجرؤ محمد رجب ديب على اتهام من يخالف قول شيخه ولو أدنى مخالفة بالكفر وبانقطاع صلته بالشرع وبالإسلام؟! كيف وقد خالفت امرأةٌ سيدَنا عمرَ فيما أمر به يوماً وهو رأس أولياء هذه الأمة في الكشف وكان وقتها أمير المؤمنين فأمر بعدم الزيادة في المهور على حدّ معين فقالت له ليس لك ذلك يا أمير المؤمنين ثم بيّنت دليلها في مخالفتها له فلم ينتفض عمر لما سمع ذلك ولم يتهمها بكفر ولا مروق ولا فسق ولا قلة أدب وإنما صعد المنبر فقال (( أخطأ عمر وأصابت امرأة )) اهـ. رواه سعيد بن منصور في سننه . أم يعتبر محمد رجب ديب نفسه أعلى مقاماً من سيدنا عمر ؟ والواقع كذلك إذ قال نحن أنبياء مصغرون . واستمع إليه يؤكد هذا المعنى لتلاميذه فيقول: إذا جَعَلْتُ أميراً عليكم في موضوع من المواضيع فهذا يطاع كما يطاع الشيخ اهـ. ثم قال : إذا أمر الشيخ فلم يُطع ونبّه فلم يَنْتَبه الإنسان فهذا لا صلة ولا رباط له بالمعلم حتى ولا بالشرع ولا بالدين اهـ.

قلت : معلوم أن القاعدة التي اتفق عليها أهل السنة أهل الحق أن المؤمن لا يكفّر بذنب ما لم يستحله وكلام هذا الرجل مخالف لذلك إذ هو يكفره من غير ذنب حتى!! وكفاه هذا تحريفاً للدين. فمحمد رجب ديب جعل الميزان طاعته فمن أطاعه فهو مسلم ومن خالفه فهو غير مسلم . وكذلك من خالف أميره الذي يؤمره على جماعته فهو غير مسلم ومعنى هذا الكلام أن من أطاعه فهو المسلم ومن لم يطعه فهو كافر وهذا في معنى دعوى النبوة. فهو من حيث المعنى صريح لكن أتى هو بعبارة لا يراها بعض الناس صريحة في هذا المعنى . وهذا في معنى دعوى النبوة كما لا يخفى، لكن إنما يريد رجب ديب أتباعاً عبيداً يطيعونه طاعة عمياء!!! أليس هو القائل : إذا قال لك الشيخ عن اللبن أسود فقل أسود. اهـ ، فهل بعد هذا من بيان؟!!

المقالة الثالثة عشرة. زعم رجب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هوطالب انتحار!!

فهو يقول في شريط له : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا فارقه جبريل يشعر بفراغ كبير . بعض الأوقات كان يصعد إلى الجبل يريد أن يلقي بنفسه من الجبل ، يعني انتحار ، لما يرى من شدة الشوق إلى روحانية الملك اهـ. ( في شريط له بتاريخ 26/3/1996 يتضمن تفسير بعض سورة المائدة على زعمه .

قلت: فضّ الله فم من يقول ذلك ، وينسب إرادة الانتحار وقتل نفسه للنبيّ عليه الصلاة والسلام . فهو إن كان يعني أن النبيّ كان يعتقد جواز الانتحار ومع ذلك أراد فعل ذلك فقد نسب إليه تحليل معصية هي أكبر المعاصي بعد الكفر . إن كان يعني بكلامه هذا أن الرسول أراد الانتحار ونوى من غير استحلال فقد جعل نفسه مصمماً أن يقتل نفسه وهذا أكبر الكبائر بعد الكفر . والرسول بريء من الأمرين إنما كان قصده أن يطلع على ذُرى الجبل ليلقي نفسه تخفيفاً لأثر الشوق للوحي الذي فترَ عنه لأنه يعلم أن إلقاء نفسه من ذُرَى الجبال لا يؤد به إلى أذى . فمن فسّر هذا الحديث على أحد الوجهين المذكورين فقد كفر إذ نسب خير خلق الله وأتقى خلق الله إلى الكفر في حال وإلى قَصْد أكبر معصية بعد الكفر في الحال الآخر فتبين بهذا أن محمد رجب ديب متلاعب بدين الله . أقواله وأفعاله يريد بها إظهار نفسه ليُعظّم ويعتقد ويَتفانى الناس بمحبته ولا يلتفتوا إلى غيره وفي طيّ كلام له تفضيل نفسه على نبي الله الخضر عليه السلام وهذا الكلام قاله في بعض مجالسه يشهد به عليه شهود حيث قال المريد إذا رأى الخضر فلا يلتفت إليه بل يبقى مع شيخه يعني نفسَه ، وخضر نبي من أنبياء الله بدليل أن الله أمر موسى الذي هو أفضل الرسل بعد محمد وإبراهيم أن يتعلم منه ما خَفِيَ عليه. وقد أجمع أهل الحق على أن الأنبياء معصومون من الكفر والكبائر كما قال القاضي عياض وغيره ، لكنْ رجب ديب جاهل بأصول العقيدة وجاهل بعلم الحديث وغيره ولو كان عنده أدنى اطلاع في ذلك لعلم أنّ الحديث الذي يستند إليه في نسبة ذلك للنبي عليه الصلاة والسلام ليس حديثاً ثابتاً وإنما هو من بلاغات الزهريّ كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح فيكون الحديث غير موصول فلا تقوم به حجة . ثم نص الحديث ليس فيه ذكر الانتحار إنما فيه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما فتر عنه الوحي صار يفكر أن يصعد إلى أعلى الجبل فيرمي نفسه اهـ. فكما ترى لا ذكر للانتحار فيه ، قال العلماء على تقدير صحة الحديث فإنه أراد رمي نفسه لتخفيف الشوق إلى الوحي مع علمه بأنه لا ينضر من ذلك كما فعل سيدنا يونس عندما قال له أهل السفينة أنت نبيّ الله لا نرميك في الماء فرمى هو نفسه لعلمه أنه لا ينضر ، هذا على تقدير صحة الحديث وهو غير موصول كما تقدم . فشُدّ يديك على هذا البيان وإياك أن تصغي لترهات رجب ديب وأمثاله ممن لم يتذوقوا العلم بل ولا شموه إنما سمعوا باسمه سماعاً ، وإن كان لك غَيرةٌ على الدين وعلى أنبياء الله فَحَذّرْ من هذا الرجل طاعةً لله تعالى وشفقةً على إخوانك المسلمين.

ومحمد رجب ديب قليل الأدب مع الملائكة

فهو يزعم في شريط له بتاريخ 25/1/1998 وتحت عنوان : (( السخاء)) أن بعض الملائكة قال لله تعالى يا ربّي إبراهيم لا يعبدك لحبه لك وإنما يعبدك لأنك أغنيته اهـ .

قلت انظر كيف يتكلم عن ملائكة الله تعالى وكأنهم سوقةٌ من الناس أو رعاعٌ!!! وهل يجوز شرعاً أن يتكلم ملك بالذم في حق نبّي من الأنبياء فكيف في حق أحد أولي العزم من النبيين بل أفضلهم بعد سيدنا محمد عليه السلام؟ بل هذا بهتان عظيم!!!

8- وفي شريط له تحت عنوان (( النظام في الإسلام )) يدّعي رجب ديب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( اطووا ثيابكم تعود إليها أرواحها )) اهـ ( وهل للثياب ارواح )؟!!فهذا افتراء وقح من جملة وقاحاته على رسول الله.

9- في نفس الشريط زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من أكل وذو عينين ينظر إليه ابتلاه الله بداء لا شفاء له ) اهـ .

قلت : فماذا يفعل أهل الأسواق الذين يأكلون من المطاعم؟! وهل سمعت أحداً حَرَّمَ عليهم ذلك؟! ويزيد الأمر حرجاً ( ودينُ الله يسرٌ ) بقوله : لا يجوز لك أن تُدْخِلَ إلى بيتك الفواكه وأولاد الجيران يرونك لاحتمال أن والدهم لا يستطيع أن يشتري لهم مثل ذلك اهـ .

قلت : فَلِمَ يتجولُ هو في الطرقات بسيارته الفخمة التي لا يستطيع الفقراء شراء سيارة بربع قيمتها؟ ! بل هذا الرجل مفترٍ على الشريعة لا يتحاشى الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أبداً .

10- ومن هذا الافتراء ادعاؤه أيضاً في شريطه الذي سماه النظام في الإسلام أن في الحديث القدسيّ عبدي حرّك يديك أنزل عليك الرزق اهـ .

قلت : إن كان صادقاً فليظهر من روى هذا الحديث ولن يستطيع .

11- ومن افتراءاته زعمه بأن القلم الأعلى قال ومن هو محمد يا رب حتى تقرن اسمك مع اسمه فقال الله تأدب يا قلم اهـ.

قلت : وهذا الكلام أيضاً من مفتريات محمد رجب ديب ومِنْ صُنْعِهِ وإلا فليبرز من رواه !!!

فرجب ديب بعيد عن الحديث بعد السماء عن الأرض وقد كان طالبان يحضران دروسه في بيروت ثم يأتيان إلى بعض أهل الحديث فيسألانه فيقول لهما هذا العالم هذا لا أصل له وهذا باطل فلما تكرر هذا منه قال هذا المحّدث للطالبَيْنِ إذا روى الحديث اسألاه من رواه فلما فعلا قال يكفي أني أنا رويته !!!

فما لك يا رجب ديب وللحديث فإنه لم ينقل عن أحد من علماء الإسلام أنه سئل عن حديث فقال يكفي أنني أنا رويته إنما أردت أن تخفي جهلك بهذه الكلمة وفي الحقيقة كنت تفضح نفسك عند من يفهم.

وإذا أردتَ أن تضحك فاستمع إلى رجب ديب في شريط له يفسر فيه على زعمه قول الله تعالى من سورة ق{ ونزلنا من السماء ماء مُّباركاً فأنبتنا بهِ جناتٍ وحب الحَصِدِ } آية 9 فيقول أنا لا أنام إلا ثلاث ساعات فإن نمت ثلاث ساعات ونصف يصيبني وجع الرأس. لماذا؟ لأنني عودت نفسي على ذلك عند الدراسة. لما كان عمري ست عشرة سنة كنت أحفظ ستة عشر ألف حديث!!! اهـ.

قلت: هذا قوله وما تقدم ذكره من أحاديث لا أصل لها يفضحه ويبين كذبه . بل نحن نتحداك يا رجب ديب أن تسرد أحاديث باب واحد أو بابين من أي كتاب من الكتب الستة تختار فإن كنت صادقاً فَاْبرُزْ للتحدي. وقديماً قيل عند الامتحان يكرم المرء أو يُهان.

12- ثم ألست أنت القائل في شريط لك يسمى النظام في الإسلام إذا دفعت الزكاة للفقير لا يجوز لك أن تقول له هذه زكاة مالي لا يجوز اهـ .

قلت: هذا تحريم لما اتفق علماء الإسلام على جوازه فهو ردّة . وكيف تجعل ما هو احتياط في أمر الدين من الأمور المحرمة وذلك أنه إذا قال له هذه زكاة مالي وكان هذا الشخص من غير أهل الزكاة لكونه من أهل البيت مثلاً أو لكونه مكتفياً ليس فقيراً ولا مسكيناً فلا يأخذها حتى لا يضيع على الشخص زكاته في غير محلّها بخلاف ما لو لم يبين له فأنه قد يأكلها عندئذ وهو لا يستحقها. كذلك تأتي بدين جديد ولا تبالي.

13- ألست أنت القائل عن بعض الناس : يوم القيمة ما في حساب لأنه على أيش يحاسبك (( خدْمتكي بلُقْمتكي )) على أيش يحاسبك لا يوجد شيء مخبّأ ليحاسبك عليه أما المخبأ عليه حساب اهـ .

قلت : كيف تجرأ على مثل هذا الكلام وقد قال ربنا تبارك وتعالى { وإن تُبدُوا ما في أنفُسِكُمْ أو تُخفُوهُ يُحاسِبكُم بهِ الله }آية 284 سورة البقرة ولا يتفوه بما قلتَ طفلٌ صغيرٌ من المسلمين ولكنك جريء على الافتراء جريء على الكذب فالله حسيبك .

14- ألست أنت الذي تقول ـ لتشجيع جماعتك على دفع المال لك ـ ولجاهلٌ سخيٌّ أحب إلى الله من عابد بخيل اهـ . ولا تكتفي بهذا افتراءّ بل تجعل هذا الكلام حديثاً نبوياًّ وذلك في شريط لك بعنوان السخاء تاريخه 25/1/1988.

17 – وزيادةً في التضييق يقول رجب ديب إذا كنت تسب وتشتم وتلعن فهذا لسانك لسانٌ نجسٌ وإذا كان نجساً فلا يصح أن تذكر الله بلسان نجس : قاله في شريط له بتاريخ الخميس 12/12/1996 وهو يفسر بزعمه ءايات في سورة الحج. اهـ .

قلت : إبليس نفسه لم يقل مثل هذه المقالة ولا أتى بمثل هذه الحيلة لمنع الناس من ذكر الله عز وجل وإبعادهم عن الخير فإن أيّاً من المسلمين لا يجهل أن الحسنة تمحو السيئة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إذا عمل أحدكم سيئة فليتبعها بحسنة ))، قيل يا رسول الله أمن الحسنات لا إله إلا الله قال (( هي أحسنُ الحسنات )) رواه البيهقيّ وحسنه الحافظ ابن حجر.

وقال عليه الصلاة والسلام : (( واتبع السيئةَ الحسنة تَمْحُُها )) وقال تعالى { إنَّ الحَسَنَتِ يُذهِبنَ السَّيِئَاتِ} آية 114 سورة هود).

فما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقض تماماً ما قاله رجب ديب ويبطله والله المستعان.

18- وزيادة في التضييق أيضاً يقول رجب ديب : التقليد في الشرع الإسلامي هو قبول عمل من غير دليل وإذا قبلت عمل شخص من غير دليل معناه أنك عملت خطيئة كبيرة وهي أنك اعتمدت على غيرك من غير عقل منك اهـ .

قلت : العجب منك يا رجب تًُلْقِي ما تريد إلى طلابك وتمنعهم من سؤالك عن الدليل وتزعم أن هذا خلاف الأدب فتريدهم معك أن يكونوا أغناماً لا عقول لها تقودها للذبح زرافات ووحداناً فيفعلون ما تقول من غير تفكير ثم تمنعهم من تقليد الأئمة واتباع المذهب المعتبرة إلا بطريق الاستدلال وأنت تعرف عجزهم بل عجز أكثر العلماء حتى عن استنباط الأحكام بالدليل من الكتاب والسنة لأن القادر على ذلك هم المجتهدون كالشافعي وأبي حنيفة ومالك وأحمد وعمر بن عبد العزيز وجعفر الصادق وسائر أئمة أهل البيت وأما من سواهم ممن لم يبلغ هذه الدرجة فوظيفتهم تقليد هؤلاء المجتهدين لا أمثالك من المحرفين . قل لي ألستَ بقولك هذا تحكم على جمهور الأمة المحمدية بالضلال والفسق بمن فيهم مئات الآلاف من العلماء الذين كانوا شافعية أو حنفية أو مالكية أو حنابلة أو من مقلدي بعض المذاهب الأخرى المعتبرة وكانوا يعلمون الناس ويفتونهم من غير ذكر الدليل ولا التعرض له في غالب الأحوال؟ وإذا كان هؤلاء الذين قلدوا الأئمة الأربعة وغيرهم من أئمة الهدى من غير معرفة أدلتهم في كثير من المسائل ضُلالاً فأين المهتدون بزعمك؟ !

ألم تسمع ما قاله العلماء كالقاضي عياض المالكيّ وابن حجر الهيتميّ الشافعي وملا علي القاري الحنفي وغيرهم كثير (( إن من قال قولا يُتَوصَّل به إلى تضليل الأمة أو تكفير الصحابة فهو كافر )) اهـ . وأنت بكلامك تضلل الأمة جميعاً فينطبق عليك الحكم الذي ذكروه فاعرف نفسك أين أنت وليعرف ذلك من يلحقك ويتبعك . وقد انطبق عليك القواعد التي هي موازين يُعرف بها الكفر من غيره انطبقت عليك هذه القواد كقاعدة من أنكر أمراً معلوماً من الدين بالضرورة كافر وأنت أوجبت ما هو معلوم من الدين ضرورة أنه ليس واجباً وحرّمت ما هو معلوم من الدين ضرورة أنه ليس حراماً .وشرعت ما هو معلوم من الدين بالضرورة أنه ليس مشروعاً ، فاعرف نفسك أنك كافرٌ ، ثم تطلب المخلص فتتعلم العقيدة الصحيحة حتى تعرف الله وتقرّ بكل ما أقره الشرع وتنفي كل ما نفاه الشرع ثم تتشهد بنية الدخول في الإسلام . ومن أول ما ترجع عنه جعلك لله تعالى جسماً له أعضاء تنفي هذا الاعتقاد وتعتقد أن الله موجود ليس كشىء من الأشياء ليس جسماً كثيفاً ولا جسماً لطيفاً ولا هو روح ولا هو حجم صغير ولا هو حجم كبير ولا هو حجم بين الصغير والكبير كما جاء في القرءان ليس كمثله شىء فعندئذ تكون عرفت الله مع اعتقاد أنه لا يتصف بشىء من صفات الجسم الحركة والسكون والتحيز في مكان وجهة والتطور والانفعال وغير ذلك من كل ما هو من صفات المخلوقين فبعد أن تعرف هذا وتعتقد وتتشهد الشهادتين تكون دخلت في دين الإسلام . فإن عملت بهذه النصيحة أحسنت لنفسك وإلا فقد اخترت البقاء في الضلال .

ألم تسمع بحديث البخاريّ وغيره عن الرجل الذي زنى ولدُهُ فسأل أولا بعض الجهلة ماذا عليه فأفتوه بالباطل ثم سأل أهل العلم فأفتوه بما على ولده من الحد فأخبرَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فوافق على ما قاله أهلُ العلم ولم يعنّفْ هذا الرجل ولا قال له لَمَّا سألتَ أهل العلم كيف لم تسألهم عن الدليل ؟ ولمَ قلدتهم من غير تفكير واستدلال من قبلك؟ إنما أقره على ما فعل . أفتريدنا أن نترك هَدْيَ محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لنتبع شاذاً لا يعرف ماذا يأتي وماذا يَذَرُ.

ملاحظة : قل لي يا رجب ديب هل يعرف مريدوك الأدلة على ما تُلْقِي إليهم؟ وهل تعلمهم طرق الاستدلال وتحثهم على استنباط الأحكام بأدلتها من غير اعتماد على قولك؟ فإن كان منهجك غير ذلك فيحكم عليك وعلى أتباعك بمقتضى كلامك . وأنا أعجب من ذمك للتقليد ومنعك العاميّ من تقليد المذاهب .

15- وفي شريطه المسمى النظام في الإسلام يقول رجب ديب بأنه يجب على المسلم تقبيل يد أبيه وأمه والقيام كلما دخل أحدهما الغرفة التي هو فيها اهـ .

قلت : بر الوالدين مطلوب وعقوقهما من الكبائر ومعنى العقوق أن يؤذي الولد الوالدين أو أحدهما أذى غيرَ هين. أما إذا لم يقف كلما دخلا فلا يكون هذا عقوقاً ولا معصية . وهل سُمِعَ عن واحد من المسلمين كان يفعل ذلك مع والديه أم على زعمه كل المسلمين عاقون لوالِدِيهم ؟! بل هل سُمِعَ أن الصحابة كانوا يقومون للرسول كلما دخل عليهم؟! إنما الذي ورد أن أنساً رضي الله عنه قال : كنا لا نقوم له إذا دخل لما نعلم من كراهيته لذلك )) ، وهو حديث صحيح رواه الإمام أحمد . ومعناه أنه عليه الصلاة والسلام كان يرى ترك القيام له من غير أن يحرّم القيام له ، فأين محمد رجب ديب حيث قال عبارته تلك من هذا الحديث؟! بل إن قوله تشريع جديد في دين الله تعالى .وهل يزعم ان الصحابة كانوا قليلي الادب جاهلين بحق رسول الله صلى اله عليه وسلم؟! وهل نُقل ما زعمه عن أولاد أبي بكر أو عمر أو عثمان أو عليّ أو غيرهم من أكابر الصحابة أو أكابر التابعين ، أم جهل كلُّ هؤلاء كيفية بر الوالدين وجهل ءاباؤهم كيفية تربيتهم وعرف ذلك رجب ديب كيّاس الحمام؟! فإنا لله وإنا إليه راجعون .

الذي انتقل من تكييس الناس في الحمام إلى دعوى العلم والولاية ثم أين دعواك هذه من برّ الوالدين وأنت الذي قلت : شيخك إذا أمرَك بقطع رأس والديك فلا تقصّر وتحضرهما إليه لأن شيخك يأمرك بالطاعة لا يأمرك بالمعصية.

16 – ويزيد رجب ديب ضلالا وشذوذاً فيقول في الشريط المسمى النظام في الإسلام : إن الذي يصلي الصلاة في ءاخر وقتها هو مجرم ارتكب خطيئة كبيرة ويحتاج إلى عفو الله اهـ .

قلت : لكنْ جبريلُ في الحديث المشهور الذي رواه أبو داود وغيره (( نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غد ليلة المعراج فصلى به الظهر إماماً عند الكعبة في أول الوقت ثم نزل في اليوم التالي فصلى به الظهر إماماً عند الكعبة في ءاخر الوقت بحيث إن العصر دخل بعد تسليمهما)) اهـ . فقل لي يا رجب ديب أنأخذ بكلامك ونعتبر رسول الله عليه الصلاة والسلام وجبريل الأمين عاصيين من أهل الكبائر أم نضرب بكلامك عُرض الحائط ونرمي به خلف ظهورنا كما يستحق أن يُفْعَلَ بكلام المتجرّئ على حدود الله ونحذّر أيضاً منك كما يُسْتَحَقُّ ان يُفْعَلَ مع كل محرّف لشرع الله؟ !!

هذا ولم تكتف يا رجب بما قلت بل زعمتَ وفي نفس الشريط أن الذي يصلي صلاةً في وسط الوقت مذنب عاص يحتاج إلى رحمة الله اهـ .قلت : فكل المصلين عندك عصاة إلا القليل النادر الذين يصلون دائما في أول الوقت!! يا أيها الرجل قد حجّرتَ واسعاً وجعلت هذه الشريعة ضيقةً فيها حرجٌ والله قد جعلها سهلةً وجعلها يُسْراً ففي حديث أبي داود المذكور ءانفاً إن جبريل صلى برسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح في أول وقته في غد ليلة المعراج ثم صلى به الصبح عند الإسفار في اليوم التالي أفتقول إن رسول الله وجبريل كانا عاصيين لأنهما صليا في وسط الوقت لا في أوله؟! حاشا وكلا وإنما بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته يُسْرَ الشريعة وأنت تريد تضييقها والله متم نوره ولو كره الكافرون .

 وزيادةً بعد زيادة في التضييق يقول محمد رجب ديب إن الرسول عليه السلام رأى رجلا مشعث الشعر في المسجد فأمر بإخراجه عن مسجده إلى الجبانة في البقيع لمدة ربع ساعة لأنه وسخ وقال عليه الصلاة والسلام أما وجد هذا ما يسكّن به شعره . انتهى .

قلت : الحديث : (( أما وجد هذا ما يسكّن به شعره )) معروف رواه السيوطيّ وغيره فليرجع إليه كل من شاء ولينظر هل فيه أن النبي أخرجه من المسجد ومنعه من دخوله لمدة ربع ساعة وليسأل هل رأى ذلك في المنام أم وجده مكتوبًا في جريدة لأن هذا شيء لا يَلتفت إليه من له إلمامٌ بالحديث ثم ليحكم بعد ذلك على محمد رجب ديب بما يستحق . نعم أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأفضل من كون الثوب نظيفًا والريح طيبًا عند دخول المساجد ولكن لم يقل قط إنّ من كان شعره مشعثًا يُمْنَعُ عليه دخول المسجد ويُطْرَدُ منه ولم يقل ذلك عالم قط . كيف وكثير من أهل الصنائع يتشعث شعرهم عند العمل ثم يأتون المساجد للصلاة وهم على ذلك فلا يمنعهم أحد من ذلك ولا يغلق باب المسجد في وجوههم لكن محمد رجب ديب له هوى في التضييق على الناس ليدعي أنه عالم يحيط بما لم يعرفه غيره ويحوي ما لم يحوه سواه من قبله ومن في عصره ، وقد ثبت في الصحيح أن الرسول شم رائحة شعر الغنم من بعض الصحابة في المسجد فلم يزجرهم ، وكان ذلك من شدة البؤس حيث انهم كانوا لا يتمكنون من تنظيف أجسادهم وثيابهم . فالمعروف في الدين الترغيب في النظافة أما تحريم شعث الرأس ووساخة الثياب ورثاثتها فلم يرد ، ومن ادعى ذلك فليأت ببرهان إن كان من الصادقين ، بل مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمنين الشَّعِثَة رؤوسهم الدَّنِسَةِ ثيابهم من شدة البؤس لصبرهم على ذلك ، وهل يتيسر لكل إنسان تنظيف ثيابه في كل أرض .

توجد بلاد ليس لهم ماء إلا ما يجمعونه في أيام الشتاء من المطر يحبسونه في بقعة من الأرض يشربون منه ويسقون منه دوابَّهم من العام إلى العام . إنما يُلام من تعمد وساخة الجسم والثياب مع تيسّر النظافة له وليس كل الناس على حالٍ سواء .

إنما الذي صح في الحديث المنع من دخول المسجد لمن أكل الثؤم وظهرت رائحته منه ما لم تذهب رائحته وهذا محمول على ما إذا لم يكن معذورًا كأن يكون استعمل الثؤم للعلاج من مرض فقد صح عن المغيرة ابن شعبة أنه صلى مع النبي فشم الرسول عليه السلام رائحة الثؤم منه فقال ذلك الصحابي : (( يا رسول الله إن لي عذرًا فأقره الرسول ولم يُعنّفْهُ )) انتهى .

هذا ما جاء في السنة وثبت في الشريعة لكن الإفتراء على الشريعة والاستدراك على رسول الله عليه السلام صار لمحمد رجب ديب عادة وإن لم يكن هذا هو الشذوذ فما هو الشذوذ إذن ؟ !!!

ومن عجائب رجب ديب قوله إن الأنوار الإلهية تنزل على المشركين !!! فاستمع إليه في شريط له يفسر فيه قول الله تعالى { إذ قال لأبيه وقومه } الآية ( سورة الأنبياء 52 ) يقول الإعتكاف تفرغ القلب لله ، فهؤلاء كانوا يعتكفون مع أصنامهم مع أنهم على ضلال مع أن الأصنام لا تضر ولا تنفع ، لكن الإعتكاف يصفي القلب يطهر النفس ويجعل النفس فيها صفاء فتقبل عليها الأنوار الإلهية . انتهى .

قلت : بل الذي يقبل على المشرِك الكافر عابدِ الصنم هو الأضواء الشيطانية ، وقد وصلت يا محمد رجب ديب في بغضك للعلم وتنفير أتباعك منه وتوجيه همتهم إلى حلقة الذكر فقط ليقعدوا في المساجد ويتصوروك إلى حد أن زعمت بأن الأنوار الإلهية تنزل على عبدة الأصنام إذا اعتكفوا ، فكأنك تقول لهم فكيف إذا اعتكفتم أنتم وقعدتم تتصورونني ؟ فتعسًا لك لا تتوانى عن الكذب على الله والكذب على الرسول والكذب على دين الله لتُمَشّي كفرك وضلالك ، ولذلك تبعد أتباعك عن العلم وتنفرهم منه حتى تُلْقِي عليهم ما تريد من غير سؤال ولا اعتراض وتَبْقَى بينهم كالمَلِكِ تأمرهم فيطيعون وتأكل أموالهم فيُسَرُّن لأنك توهمهم أنك تتحمل عنهم يوم القيامة وتشفع لهم فلا يكون عليهم عذاب ولا عقاب ولقد قال شاب من أهل دمشق يسمى عليًا قال كنت مع محمد رجب ديب وكنت أدفع له كل شهر خمسين ليرة وقال لنا مرة : إذا جاءكم منكر ونكير في القبر تقولون نحن من جماعة الشيخ محمد رجب ديب ، فبؤسًا لمن اتبعك يعيش جاهلاً ويموت ضالا ويحشر _ إن لم يتب _ في الآخرة مع الكافرين ، فأفِقْ يا رجل وتُبْ إلى الله تعالى وتدارك نفسك قبل الموت قبل أن يفوت وقت التوبة .

وقد ذكر لنا حاج من ءال الكبي أن محمد رجب ديب قال له : ابني الذي يُحضر لي فرّوج أريه النبي حقيقة . قال فأحضرت له فلم أرَ شيئًا .

وقال محمد رجب ديب لتلاميذه لازموني أربعين يومًا أريكم رسول الله يقظةً فلازموه سنين فلم يروا شيئًا بل جنّن العديد منهم .

وكان أحيانًا يحمل السُّبحة وهو جالس ثم فجأة يقول وعليكم السلام فيسألونه ما الأمر يا شيخ رجب فيقول الآن مرَّ رسول الله من هنا فسَلَّم عليَّ .

فانظروا يا عباد الله على أي شيء يدل كلام محمد رجب ديب هذا ؟

ونختم الجزء الأول من هذا الرد بهذه المقالة :

يقول محمد رجب ديب في شريطه المسمى النظام في الإسلام :

إذا واحد بدّو يزوج قال له زوجتك بنتي يقول له الإسلام بدَّك تتشاهد وتقول بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم صلِّ على سيدنا محمد أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله بعدين تقول له : زوجتك ، إذا قال زوجتك وما في بسملة وصلاة على النبي نقول له : ما صحيحة . نظام ، بدَّك تذكر الشهادتين واسم النبيّ في كل عقد وإلا العقد ما صحيح .

قلت :

هذه واحدة مِن كفريات محمد رجب ديب الصريحة التي خرق بها الإجماع ، وحكم بها على كل من لم يفعل ما ذكرَ إن جامع زوجته بالزنى وعلى أن أولادهم أولاد زنى .

إذ من المعلوم أن عقد النكاح شرطه الولي والشاهدين وزوجَين خاليين من موانع النكاح ، وإيجاب كقول الوليّ : زوجتك ، أو أنكحتك ابنتي ، وقَبول كقول الزوج قبلت نكاحها أو تزويجها ، أو هذا النكاح أو التزويج .

ولم يذكر أحدٌ من أهل العلم اشتراط التسمية والتشهد لصحة العقد . إنما الذي ذكروه أنه يستحب أن يُخطَب بين يدي العقد خُطبة وهذه الخطبة معروفة عند أهل العلم وليس فيها أن العقد لا يصح بدونها إذ هي سنة ، ولو لم يأت بشيء منها صح النكاح باتفاق العلماء ولا عبرة بمن خالف ذلك .

قلت : هل سمعت شخصاً يسمى الله الأستاذ أو الجليس أو المصاحب قبل هذا؟ أو سمعت من تقيّ فاضل أنه يدّعي الجلوس مع الله ؟ بل قد نصّ القاضي عياض في الشفا على تكفير من يَدَّعِي مجالسة الله تعالى أهـ إذ المجالسة تكون بين جسم وجسم والله منزه عن الجسمية.

4- وفي كلام محمد رجب ديب تجد أيضاً عقيدة الحلول فاستمع إليه في شريطه المسجل بتاريخ 12/12/1996 يقول: فالروح الإلهية موجودة بكل واحد فينا اهـ.

قلت : الربُّ ربُّ والعبد عبدٌ ولا مناسبة بينهما ، ومعنى قوله تعالى { ونَفَختُ فِيهِ مِن رُّوحِى آية 29 ( سورة الحجر ) أي من الروح التي هي خَلْقٌ لي مشرفة عندي وليس المعنى أن الله روحٌ حَلَّ جزء منه في آدم عليه السلام ، بل ذم الله تعالى الكفار على ذلك بقوله

{ وَجَعَلُواْ لَهُ مِن عِبَادِهِ جُزءاً آية 15 ( سورة الزخرف) فالروح والجسم مخلوقان والخالق لا يشبه المخلوق ، وقد نقل الحافظ السيوطيّ في الحاوي للفتاوي إجماع المسلمين على تكفير من قال بالحلول والاتحاد .يعني من اعتقد أن الله يَحُل في شيء من خلقه أو أنه متحد بالعالَم .

5- ثم محمد رجب ديب قليل الأدب مع الله لا يتحاشى من إطلاق ألفاظ مستهجنة في حق الخالق عز وجل فتارة يسميه العقل الفياض شريط بتاريخ 12/11/1981 وهي بعينها العبارة التي كفّر المسلمون الفلاسفة القدماء لأجلها ، وتارة يقول العقل الإلهي شريط بتاريخ 12/11/1981 وتارة يقول الله ينظر إليك تحت الميكروسكوب شريط بتاريخ 18/12/96 وتارة أخرى يقول في درسه العام ليدعي أنه يعلم ما لا يعلمه غيره : الذبابة فيها اثنتا عشرة ألف جرثومة قال الله تعالى ( دُبَّانة خانُم ) !!! قالت نعم ربي قال فجّري قنبلتك في بطن ابن آدم !!! أهـ ولعلّ غرضَه بهذه الكذبة إيهام الناس أنه متبحر في كل علوم الشريعة والطب وغير ذلك فما أشد وقاحته فهل بعد هذه الوقاحة وقاحة أكبر . ويقول (( الله يشمط لك أذنيك )) شريط بتاريخ 9/2/79 إلى نحو ذلك من ألفاظ لا تصدر إلا عن شخص قلبه خال من تعظيم الله جاهل بما يجب له سبحانه من صفات الكمال لا يبالي بجعل الكلام السخيف كلاماً لله تعالى كالقرءان الكريم فإنا لله وإنا إليه راجعون .

6- وهو أيضاً قليل الأدب مع الرسول لا يتحاشى الافتراء عليه بأنواع من الافتراءات فهو يزعم أن النبيّ كان يرغب في المآكل الفخمة ويأكل في ءاخر حياته اللحم والحلوى والفواكه حتى صارت رقبته تثني على ثوبه أهـ ويقول بأن غنياً دعاه للطعام فوضع له خلاَّ فقال بئس الإدام الخل قال لأنه كان قادراً على أن يذبح له فلم يفعل اهـ . شريط له في تفسير قول الله تعالى

{ لِيُنفِقْ ذُو سَعَة مِن سَعَة}( سورة الطلاق)

قلت : محمد رجب ديب يريد تغطية حبه للطعام وتمسكه بأسنانه بالدنيا بنسبة مثل ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم كذباً وافتراء . لكن كيف يُصدّق ذلك ومعلومٌ في كتب الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان سواء الظهر والبطن ؟ كيف وزهد رسول الله صلى الله مشهور معروف فقد ثبت في صحيح مسلم وغيره أنه ( كان يمر الشهر والشهران لا يوقد في بيته نار إنما هو التمر والماء ) أهـ . وثبت أنه عليه الصلاة والسلام كان يسأل نساءه ماذا عندهن من طعام ليضيف بعضَ الصحابة فلا يجد طعاماً في بيت أي منهن أهـ كيف وهو عليه الصلاة والسلام القائل ( إياك والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين ) أهـ رواه الحافظ الهيثمي. ثم كيف يَنْسبُ للرسول عليه الصلاة والسلام أنه كسر قلب هذا الصحابي لغير ما معصية عملها وقال له بئس الإدام الخل وإنما يفعل ذلك المتجبرون ، وأما تواضع رسول الله عليه الصلاة والسلام وحسن خلقه فمعروفان وهو الذي قال فيه ربنا عز وجل { وإنّكَ لَعلَى خُلُقٍ عَظِيم آية 4 سورة القلم وقال وَلَو كُنت فَظّاً غَلِظَ القلبِ لانفَضُّوا مِن حَولِك} آية 159 سورة ءال عمران } فلا تناسب هذه القصة المفتراة ما جاء في هذه الآية من وصف خلق النبي عليه الصلاة والسلام.

فماذا يفعل بقول الله تعالى { كُنتُم خَيرَ أُمّةٍ أُخرِجَت لِلنَّاس تَأمُرُون بِالمعرُفِ وتنهون عَنِ المُنكَرِ وتُؤمنوُن بالله آية 110 ] سورة ءال عمران[ أفيقول بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مقدمان على الإيمان لأنهما قبله في الآية ؟! أم لعله يقول ذلك!!

ثم يزيد رجب ديب ضلاله وضوحاً فيقول في شريط له بتاريخ 28/4/1981 الذي لا يأخذ طريق ويذكر هذا نفاق اهـ ويقول : المنافق يذكر الله قليلاً فالذي ليس عنده ذكر هذا صار ألعن من المنافق اهـ ويقول في شريط ءاخر بتاريخ الخميس 12/12/1996 الذي لا يذكر هذا في ضلال مبين ليس ضلالاً صغيراً بل في ضلال بيّن واضح اهـ.

قلت : المنافق هو الذي كفر بالله في قلبه وأظهر للمسلمين الإسلام ورجب ديب يجعله خيراً من المسلم الذي ءامن بالله ورسوله وصلى الصلوات الخمس وأدى الفرائض لكنه لم يأخذ الطريقة من شيخ ولم يداوم على أذكارها ويقول إن المسلم الذي يحب الله ورسوله ألعن من ذاك المنافق الكافر!!! فأيّ ضلال هذا وأي كفر!!

ثم من أين له أن يوجب على الناس أخذ الطريقة ويتهم من لا يفعل ذلك بالمنافق وأئمة الطرقة كلهم يقولون إن الطريقة هي بدعة حسنة وليست واجبة؟! بل على قوله أغلب المسلمين كفار وضُلاّل منافقون إلا جماعته التي تعمل الذكر الذي علمهم فإنهم وإن صلوا وصاموا وزكوا وحجوا وفعلوا كل الفرائض التي أمرهم الله ورسوله إن لم يأخذوا الطريقة ( التي لم يوجبها محمد رسول الله وإنما أوجبها محمد رجب ديب ) يكونون ضلالا.

فتكفير رجب ديب لمن لا يداوم على الطريقة ومقصوده الطريقة النقشبندية التي يدعي أنه شيخ فيها هو بمثابة ادعاء النبوة منه – وقد حصل منه ذلك – لأنه قد شرع ديناً من عند نفسه ومن شرع ديناً من عند نفسه فهو كافر في حكم مُدَّعي النبوة ، وهل كانت الطريقة النقشبندية بل وغيرها من الطرق معروفه في المسلمين إلا منذ القرن السادس الهجريّ ومن المعلوم أن أغلب المسلمين لم يأخذوا الطريقة بل وكثير ممن أخذوها لا يداومون على أذكارها فإن كان كل هؤلاء كفاراً ضالين عند محمد رجب ديب فمن بقي على الإسلام إذن؟ ومن هم المسلمون بزعمه؟ وهل يقبل أن يكون أغلب الأمة كفاراً وقد صح في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حثنا على التمسك بعقيدة السواد الأعظم من الأمة؟!

وكيف يشترط للإيمان المداومة على الذكر الذي هو يأمر به أتباعه وأخذ الطريقة وهو شرط لم يشرطه الله تعالى ولا شرطه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا جاء به صحابيّ ولا تابعيّ فقد استدرك رجب ديب على الله والرسول وشرع ما لم يذكر في الشريعة فيدخل كلامه تحت حديث البخاريّ مرفوعاً : (( كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط )) اهـ.

بل وصل رجب ديب إلى حد القول : بان الصلاة من غير ذكر قبلها غير صحيحة تماماً كالصلاة بلا وضوء واحتج بقول الله تعالى { قَد أَفَلَحَ من تزكى وذكر اسم ربه فصلى آية 15 ] سورة الأعلى [ اهـ.

قلت : أيها العقلاء انظروا إلى هذا الاستنباط الغريب العجيب الذي لا يخطر ببال أحد من المسلمين . فإن كان صادقاً فليذكر واحداً من علماء الإسلام المفسرين أو غيرهم ذكر ما ادعاه أن ذكر كلمة { وذَكَرَ اسمَ رَبّهِ آية 15 ] سورة الأعلى [ ثم اتباعها بكلمة { فَصَلّى} ] سورة الأعلى [ دليل على أن الصلوات الخمس لا تصح إلا أن يُذكر الله قبلَها .

والعجب من جرأة هذا الرجل على هذا الكذب وأمثاله إن لم يستح من الله فما يستحي من

البشر .

فعلى زعم محمد رجب ديب أغلب صلوات الأمة باطلة إذ لا يشترطون الذكر قبل الصلوات الخمس ولا يفعلونه والرسول عليه السلام قال في الصلاة مفتاحها الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم هذا دين رسول الله وذاك دين محمد رجب ديب لِمَ يلبس على الناس بأنه مسلم يدعو إلى الإسلام وهو يدعو إلى دين جديد . وأما الآية التي استشهد بها محمد رجب ديب فقد فسّرها عبد الله بن عباس فقال{ قَد أَفلَحَ مَن تَزَكَّى} آية 15 ] سورة الأعلى [ أي فاز من تطهر من الشرك بالإيمان { وَذَكَرَ اسمَ رَبّهِ فَصَلَّى آية 15} أي ذكر الله بالوحدانية وصلى الصلوات الخمس اهـ فماذا ترى أيها القارئ أنترك الكتاب والسنة وأقوال الصحابة وإجماع الأمة ونأخذ بقول رجب ديب؟ وما رأيك أنُعْرِضُ عن تفسير ابن عباس ومن شابهه من أحبار الأمة لنتمسك بتفسير مُبتَدَع جاء به محمد رجب ديب لينصر به رأيه أم ماذا ترى؟!

أظن الجواب واضحاً لا يحتاج إلى ذِكْرٍ.