(أوكار التَّيميَّة في التَّجسيم والتَّكفير)

لقد عكفت أعوام عديدة على دراسة تواليف ابن تيميَّة، وكذلك تواليف تلميذه ابن القيِّم، وأستطيع أن أجزم بلا أيّ تردُّد بأنَّهما قد كانا على عقيدة التَّجسيم الخبيثة، وأنَّهما – وللأسف – قد استباحا الخيانة العلميَّة والطُّرق الملتوية في سبيل ذلك، وأنَّهما أيضا قد فتحا باب تكفير علماء أهل السُّنة – سلفاً وخلفاً – على مصراعيه.

وليس أمام من يشكِّك في هذه الحقيقة إلَّا أن يستفرغ الجهد في تتبُّع واستقراء واستنطاق نُصوصهما في مطوّلاتهما العقديَّة؛ على غرار “بيان تَلبيس الجَهميَّة” و”درء تعارض العقل والنَّقل”؛ وهي من أكبر أوكار ابن تَيميَّة الَّتي استودع فيها نظريَّته في التَّجسيم والتَّكفير في أبهى صوَرها، ولقد أحصيت في هذه الكتب وحدها مئات المواضع الَّتي يروِّج فيها هذا الرَّجل لأباطيله بأسلوبه المصادم للمنهجيَّة العلميَّة، ناهيك عن كتبه الأخرى ونخصُّ منها: “منهاج السُّنَّة” و”شرح العقيدة الأصفهانيَّة” و”التِّسعينيَّة” و”شرح حديث النُّزول” وغيرها.

وأمَّا بالنِّسبة لتلميذه ابن زفيل فلينظر في كتابه “اجتماع الجيوش الإسلاميَّة”، و”الصَّواعق المُرسلة”، وجلّه مفقود ولكن ولحسن الحظ فقد احتفظ لنا ابن الموصلي بمختصره في 4 مجلَّدات مع ميزة الحفاظ على نصِّ المؤلِّف نفسه، وكذلك “الكافية الشَّافية” أو ما يُعرف بنونيَّة ابن القيِّم، وفيها من التَّجسيم الصَّريح والتَّكفير القبيح والكذب على علماء الإسلام ما لا ينبغي أن يخفى على باحث نزيه.

ولا يحقّ لمن لم يستكمل دراسة هذه التَّواليف دراسة وافية كافية شاملة كاملة؛ أن يخوض في عقيدة ابن تَيميَّة الحرَّاني ولا عقيدة تلميذه ابن القيِّم.