أم المؤمنين الصّديقة ابنة الصّديق السيّدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما.

اخترنا لكم اليوم هذه المقالة المفيدة من سلسلة #أمهات_المؤمنين رضي الله عنهنّ أجمعين.

أم المؤمنين الصّديقة ابنة الصّديق السيّدة #عائشة بنت #أبي_بكر رضي الله عنهما.
نسبها رضي الله عنها:
عائشة بنتُ أبي بَكرٍ الصِّدّيقِ عبدِ الله بن أبي قُحَافةَ وأُمُّها أمُّ رُومَان بنتُ عَامرِ بنِ عُوَيمر. عقد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نكاحه عليها قَبلَ مُهاجَره إلى المدينةِ بسَنةٍ ونِصف أو نحوِها، وكانَت بِكرًا، ولم يَنكِح بِكْرًا غَيرَها، ولم تَلِد لَهُ ولا غَيرُها منَ الحرائرِ سِوى خَديجةَ بنتِ خُوَيلدٍ.

ذِكرُ مَا وَردَ في مَناقِبِ أُمِّ المؤمنينَ عَائشةَ الصِّدّيقَةَ رضيَ اللهُ عَنهَا:
روى هِشامِ بنِ عُرْوةَ عن أبيهِ عن عائشةَ أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «أُرِيْتُكِ في المنَامِ مَرّتَين، أَرَى أنّ رَجُلا يَحمِلُكُ في سَرَقَةِ حَريرٍ فيَقُولُ هَذِه امرَأَتُكُ فَأكْشِفُ فَأَراكِ، فأَقُولُ إنْ كانَ هَذا مِن عِندِ اللهِ يُمْضِه» اتّفقَ الأئمّةُ على صِحّته، رواه البخاريُّ ومسلم.

وقَولُه»سَرَقَة حَرير» بفتح الرّاء وهيَ الشّقَّةُ، ويُمْضِه يُتْمِمْهُ واللهُ أعلَمُ. ومَنامُ النّبيِّ صلى الله عليه وسلم بمنزِلَةِ الوَحيِ.

ومن مناقبها رضي الله عنها ما رُوي عن عوفِ بنِ الحَارثِ قالَ حَدثَتني رُمَيثَةُ قالت سمعتُ أمّ سلَمَة تقولُ:كَلَّمَني صَواحِبي أن أُكَلّمَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وكانت أمُّ سلَمة وأمُّ حَبِيبَة بنتُ أبي سفيانَ وزينبُ بنتُ خُزيمةَ وجُوَيرية بنتُ الحارث وميمونةُ بنتُ الحارث وزينب بنت جَحش في الجانِب الشّاميّ، وكانت عائشةُ وصَفِيّةُ وسَودَةُ في الشِقّ الآخَر، فقالت أمُّ سلَمة كلَّمَني صَواحِبي فقلنَ كلِّمِي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فإنَّ النّاسَ يُهدُونَ إليهِ في بَيتِ عَائشةَ ونحنُ نُحِبُّ ما تُحِبّ فيَصرفُونَ إليهَ هَدِيّتَهُم حيثُ كانَ، قالت أمُّ سلَمَة فلمّا دخَلَ عَليّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قلتُ يا رسولَ الله إنّ صَواحِبي قَد أَمَرنَني أن أُكلّمَك تَأمُر النّاسَ أن يُهدُوا إليكَ حيثُ كُنتَ، وقُلنَ إنّا نُحبّ ما تُحِبّ عائشة، قالت فلم يُجِبني، فسألنني فقلتُ لم يرُدَّ عليّ شيئًا، فلمّا كانَت الثالثةُ عُدْتُ إليه فقال: «لا تُؤذِيني في عائشةَ، فإنّ الوَحيَ لم يَنزِل عَليّ في لحِافِ واحِدةٍ مِنكُنّ غَيرِ عَائشةَ » وهذا حديثٌ صحيحٌ متّفق على صِحته

ومن مَناقِبها ما رُوي عن جعفرِ بنِ محمد عن أَبيه قال:لمّا ثَقُلَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم في مَرضِه الذي تُوفّيَ فيهِ قال: «أَينَ أنَا غَدًا» قالوا عندَ فُلانةَ، قالَ: « أَينَ أنَا بعدَ غَدٍ» قالوا عندَ فلانةَ، قال فَعَرفَ أَزواجُه أنّه يُريدُ عائشةَ رضي الله عنها، فقُلنَ يا رسولَ اللهِ قَد وهَبْنَا أيّامَنَا لأختِنَا عائشةَ». رواه البخاري

هذَا الحديثُ أيضًا فيه فَضلُ عائشةَ، العُلمَاءُ قالُوا أفضَل أزواجِ الرسولِ خَديجة ثمّ عائشة لكنّ فاطمةَ رضي اللهُ عنها أفضَل من خَديجة، أفضلُ النساء بعدَ مريم عليها السّلام فاطِمة ثمّ خديجةُ ثمّ ءاسية بنتُ مُزاحِم التي كانت زوجةَ فِرعَون ثمّ عائشة، في ذلك الزمَن المؤمنة كانَ يجوز لها أن تَعِيشَ تحتَ كافِر، إنّما حَرّم الله زِواج المسلمةِ مِن كافِر بعدَ هِجرة الرّسول بنَحو ست سنَوات.

ومن فضائلها وعظيم قدرها ما روته «إنَّ مِن نِعَمِ الله عَلَيَّ أنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم تُوُفِيَ في بَيْتِي وفي يَوْمِي وبين سَحْرِي ونَحْري وأنَّ الله جَمَعَ بَيْنَ رِيقِهِ ورِيقي عِنْدَ مَوْتِهِ، دَخَلَ عَلَيَّ عبدُ الرحمٰن وبيدِهِ السِّواكُ وأَنَا مُسْنِدَةٌ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم فَرَأَيْتُه ينظُرُ إليهِ وعَرَفْتُ أنَّهُ يُحِبُّ السِّواكَ، فَقُلْتُ: ءاخُذُهُ لَكَ فأَشَارَ برأسِهِ أَن نَعَمْ، فَتَنَاوَلْتُهُ فاشتَدَّ عَلَيْهِ وَجَعُهُ ، وقُلتُ: أُلَيِّنُهُ لَكَ فأَشَارَ برأسِهِ أَن نَعَمْ، فَلَيَّنْتُهُ فأمرَّهُ وَبَيْنَ يديهِ رَكوَة، أوْ عليه – يَشكُّ عُمَر فِيها- فَجعَلَ يُدخِل يَدَيْهِ في الماء فَيَمْسَحُ بِهِما وَجْهَهُ يَقُولُ: «لا إلهَ إلا الله، إنَّ للموتِ سَكراتٍ»، ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ فَجَعَلَ يَقُولُ: «فِي الرَّفيقِ الأعْلى» حتَى قُبض ومَالتْ يَدُهُ صلى الله عليه وسلم».
هذا حديث صحيح رواه البخاري وغيره والسَحْر: الرئة تعني موضع الرئة، يقال: انتفخ سَحْره.

وروى الحافظ ابن عساكر بإسناده عن السيدة عائشة قولها : فُضِّلتُ على نساءِ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم بِعَشْرٍ: قيلَ: ما هُنَّ يا أمَّ المؤمنين قالت: لم يَنكِح بِكرًا قطُّ غَيري ولم ينكح امرأةً أبواها مهاجران غيري، وأنزل الله براءتي من السماء، وجاءَه جبريلُ بصورتي مِنَ السماءِ في حَريرةٍ وقال: تزوجْها فإنَّها امرأتُك، وكنتُ أغتسلُ أنا وهو من إناءٍ واحدٍ ولم يكن يَصنعُ ذلك بأحدٍ من نسائه غيري، وكانَ يُصلي وأنا معترضةٌ بين يديه ولم > حب محمد يجمعنا: يكنْ يفعلُ ذلك بأحدٍ مِن نسائِه غيري، وكان ينزِل عليه الوحي وهو معي ولم يكن ينزلُ عليه وهُوَ مع أحدٍ من نسائه غيري، وقبض الله روحه وهو بين سَحْري ونَحْري، وماتَ في الليلة التي كان يدور عليَّ فيها ودفن في بيتي.
معنى جاء جبريل بصورتي (أي بصورتها على قطعة حرير وليس معناه أنه تشكل في صورتها لأن الملائكة لا يتشكلون بأشكال النساء.)

ومن فضائلها ما رواه البخاريّ في صحيحه قَالَ : خَالِدٌ الْحَذَّاءُ حَدَّثَنَا ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عن عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السُّلَاسِلِ فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ : « عَائِشَةُ » ، فَقُلْتُ : مِنَ الرِّجَالِ ، فَقَالَ : « أَبُوهَا » ، قُلْتُ : ثُمَّ مَنْ ، قَالَ : « ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ » فَعَدَّ رِجَالًا .

علمها وفقهها :

وروى التِّرْمِذِيُّ بإسناده عَنْ أَبِي مُوْسَى، قَالَ: مَا أَشْكَلَ عَلَيْنَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَدِيْثٌ قَطُّ، فَسَأَلْنَا عَائِشَةَ إِلاَّ وَجَدْنَا عِنْدَهَا مِنْهُ عِلْماً .

وقَالَ عَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ: كَانَتْ عَائِشَةُ أَفْقَهَ النَّاسِ، وَأَحْسَنَ النَّاسِ رَأْياً فِي العَامَّةِ.

وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: لَوْ جُمِعَ عِلْمُ عَائِشَةَ إِلَى عِلْمِ جَمِيْعِ النِّسَاءِ، لَكَانَ عِلْمُ عَائِشَةَ أَفْضَلَ.

ويروى عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ ابْنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ أُمِّ ذَرَّةَ، قَالَتْ: بَعَثَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى عَائِشَةَ بِمَالٍ فِي غِرَارَتَيْنِ، يَكُوْنُ مائَةَ أَلْفٍ، فَدَعَتْ بِطَبَقٍ، فَجَعَلَتْ تَقْسِمُ فِي النَّاسِ ، فَلَمَّا أَمْسَتْ، قَالَتْ: هَاتِي يَا جَارِيَةُ فطوري فَقَالَتْ أُمُّ ذَرَّةَ: يَا أُمَّ المُؤْمِنِيْنَ، أَمَا اسْتَطَعْتِ أَنْ تَشْتَرِي لَنَا لَحْماً بِدِرْهَمٍ ، قَالَتْ: لاَ تُعَنِّفِيْنِي، لَوْ أَذْكَرْتِيْنِي لَفَعَلْتُ .

وروى شُعْبَةُ عن عَبْد الرَّحْمَنِ بن القَاسِمِ، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَصُوْمُ الدَّهْرَ ، وروى بلفظ أنها كانت تسرد الصوم .
أي أنها كانت تصوم الأيام التي لم يرد في حقها النهي عن صومها كالعيدين وأيام التشريق، وأيام الحيض.
وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها عالمة مفسرة ومحدثة، تعلم نساء المؤمنين، كانت تتصف السيدة عائشة رضي الله عنها بالعقل النير، والذكاء الحاد، والعلم الجم.
اتَّفَقَ لَهَا البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى: مائَةٍ وَأَرْبَعَةٍ وَسَبْعِيْنَ حَدِيْثاً ، وَانْفَرَدَ البُخَارِيُّ بِأَرْبَعَةٍ وَخَمْسِيْنَ وَانْفَرَدَ مُسْلِمٌ بِتِسْعَةٍ وَسِتِّيْنَ.
وكان في حياة السيدة عائشة رضي الله عنها الدور الفعال في خدمة الفكر الإسلامي من خلال نقلها لأحاديث رسول الله وتفسيرها لكثير من جوانب حياة الرسول صلى الله عليه وسلم .
فقد قال عنها عروة بن الزبير ( ما رأيت أحداً أعلم بالقرءان ولا بفرائضه ولا بحلال ولا بحرام ولا بشعر ولا بحديث عرب ولا بنسب من عائشة).
وكانت تدرس النساء وكذلك الرجال لكن من وراء حجاب.
حادثة الإفك:
افترى المنافقون على السيدة الطاهرة العفيفة بالإفك فأنزل الله براءتها في القرءان والذي حصل باختصار أن عائشة كانت في سفر مع رسول الله فوقفوا في موضع وذهبت عائشة لقضاء حاجة وكانت حديثة السن خفيفة اللحم فحمل المحمل الهودج على الدابة ظناً منهم أن عائشة بداخله ومضوا. ولما عادت عائشة لم تجد الركب فجلست موضعها وإذا برجل من أهل مكة يعرفها كان تأخر عن الركب اسمه صفوان بن المعطل فأناخ لها الراحلة وقادها إلى الركب فاتخذ المنافقون من هذا تهمه لعائشة رضي الله عنها ورسول الله يعلم أن زوجته عفيفة بنت عفيف كريم حتى أنزل الله الآيات التي في سورة النور في براءتها رضي الله عنها.
وفاتها رضي الله عنها:
تُوفّيَت رضي الله عنها في شهرِ رمَضانَ ليلة الثلاثاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضتْ منه وذلكَ في سَنةِ ثمانٍ وخمسينَ. وصلى عليها أبو هريرةَ نائبُ مَروانِ ابنِ الحكَم بالمدينة، ودُفِنت بالبقيع بعدَ الوِتر مِن لَيلَتِهَا.
رضي الله تعالى عنها وجمعنا بها في أعلى عليين .

https://t.me/love_mohamed_Bring_together