نقد المفهوم الوهابي للبدعة على ضوء نصوص السنة وأقوال السلف
أولاً: إلزامات نصية حول “سنة الخلفاء الراشدين”
قال النبي ﷺ: “عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ” (رواه أحمد وأبو داود والترمذي). وهذا الحديث صريح في كون سنة الخلفاء الراشدين حجة شرعية.
سؤال منطقي: من هم الخلفاء؟
الوهابية يقولون: الخلفاء الأربعة فقط.
لكن نرد عليهم:
- لم يرد في الحديث تحديد أسماء.
- ورد حديث آخر: “اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر…” ولم يذكر عثمان ولا علي (رواه الترمذي وصححه الألباني).
- وحديث: “الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ثم يكون ملكاً” (صححه الألباني)، مما يدخل الحسن بن علي ضمن الخلفاء.
- وحديث: “لا يزال هذا الدين عزيزاً إلى اثني عشر خليفة…” (رواه البخاري).
→ فالمحصلة: الخلفاء كثيرون وليسوا أربعة فقط، وسنتهم ليست بدعة، بل مأمور بها.
ثانياً: إلزامات بالبدع التي يتبناها الوهابية
نذكر قائمة من البدع الوهابية التي لم يأت بها نص لا من كتاب ولا سنة:
- منار المسجد
- المحراب
- السروال (كقولهم أن النبي لبسه)
- تحزيب القرآن
- شكل القرآن وتنسيقه
- تنقيط القرآن
- التربيع والتثمين والمد اللازم
- علامات الوقف (لزوم، جواز، أولوية، نهي)
- السكتات
- تسجيل القرآن
- توقيت الصلوات بالساعات الحديثة
- تزيين المساجد
- مكبرات الصوت
- آمين جهراً خلف الإمام
- قول “صلى الله عليه وآله وسلم” جماعياً
- اجتماع التفسير في ليالي رمضان
- ختم القرآن في ليلة 27 رمضان
- احتفالهم بذكرى محمد بن عبد الوهاب (راجع فتاوى ابن باز ج1 ص382)
- تلقيب ابن تيمية بـ”شيخ الإسلام”
- تلقيب محمد بن عبد الوهاب والألباني بـ”المجدد”
- تزكية يزيد بن معاوية وتوليته!
→ فهل هذه كلها من وسائل إلى مشروع ومصالح مرسلة؟ إذًا فالمولد النبوي أولى بذلك!
ثالثاً: إلزام في دعوى أنهم “أهل السنة”
التسمية بـ”أهل السنة” بدعة
- لا يوجد حديث صحيح أو حتى موقوف فيه تسمية طائفة بـ”أهل السنة”.
- الحديث الوحيد: “وجوه أهل السنة والجماعة” موضوع (راجع: الجرح والتعديل 8/448، والضعيفة 639).
- قولكم “أهل السنة” فقط، لم يثبت لا في الكتاب ولا في السنة، ولا حتى في موضوع مرفوع.
رابعاً: بدعة تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام
الرد على تقسيم التوحيد:
- لم يرد في القرآن ولا السنة ولا عن الصحابة ولا التابعين.
- التقسيم الثلاثي (ربوبية – ألوهية – أسماء وصفات) بدعة حادثة في القرن الخامس الهجري.
إشكالات التقسيم:
- المشركون سموا أصنامهم أرباباً، فكيف يكونون موحدين ربوبية؟
- فرعون أنكر الربوبية: “ما رب العالمين؟”، “أنا ربكم الأعلى”.
- نمرود أنكر الإحياء والإماتة.
- أهل مكة قالوا: “ما هي إلا حياتنا الدنيا…”.
→ إذًا، الكفار أنكروا ربوبية وألوهية معاً.
خامساً: بدعة التسمية بـ”السلفية”
لا يوجد حديث أو أثر عن الصحابة أو التابعين يُثبت اسم “السلفية”
- قولهم بفهم السلف حجة شرعية يخالف قوله تعالى: “فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول”.
- السلف أنفسهم اختلفوا في كثير من المسائل:
- رؤية الله يوم القيامة
- طبيعة الميزان
- الإرجاء
- التفويض والتأويل
- أفضل الصحابة
نماذج من الخلاف بين السلف:
- الإمام أحمد خالف ابن المبارك.
- الكرابيسي كان صديقًا لأحمد ثم صار عدواً.
- البخاري اتُّهم بسبب قوله باللفظ.
الخلاصة:
منهج الوهابية يقوم على انتقاءات وتناقضات:
- يُبدّعون غيرهم على أمور يفعلون مثلها.
- يتبنون بدعاً ويبررونها بـ”المصلحة”، ثم يمنعون غيرهم منها.
- يُفرغون الدين من روح النصوص ويملأونه بالتصنيفات والبدع الحركية.
