التناقضات الوهابية والبدع السلفية – p11

نقد المفهوم الوهابي للبدعة على ضوء نصوص السنة وأقوال السلف

أولاً: إلزامات نصية حول “سنة الخلفاء الراشدين”

قال النبي ﷺ: “عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ” (رواه أحمد وأبو داود والترمذي). وهذا الحديث صريح في كون سنة الخلفاء الراشدين حجة شرعية.

سؤال منطقي: من هم الخلفاء؟

الوهابية يقولون: الخلفاء الأربعة فقط.
لكن نرد عليهم:

  1. لم يرد في الحديث تحديد أسماء.
  2. ورد حديث آخر: “اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر…” ولم يذكر عثمان ولا علي (رواه الترمذي وصححه الألباني).
  3. وحديث: “الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ثم يكون ملكاً” (صححه الألباني)، مما يدخل الحسن بن علي ضمن الخلفاء.
  4. وحديث: “لا يزال هذا الدين عزيزاً إلى اثني عشر خليفة…” (رواه البخاري).

→ فالمحصلة: الخلفاء كثيرون وليسوا أربعة فقط، وسنتهم ليست بدعة، بل مأمور بها.


ثانياً: إلزامات بالبدع التي يتبناها الوهابية

نذكر قائمة من البدع الوهابية التي لم يأت بها نص لا من كتاب ولا سنة:

  1. منار المسجد
  2. المحراب
  3. السروال (كقولهم أن النبي لبسه)
  4. تحزيب القرآن
  5. شكل القرآن وتنسيقه
  6. تنقيط القرآن
  7. التربيع والتثمين والمد اللازم
  8. علامات الوقف (لزوم، جواز، أولوية، نهي)
  9. السكتات
  10. تسجيل القرآن
  11. توقيت الصلوات بالساعات الحديثة
  12. تزيين المساجد
  13. مكبرات الصوت
  14. آمين جهراً خلف الإمام
  15. قول “صلى الله عليه وآله وسلم” جماعياً
  16. اجتماع التفسير في ليالي رمضان
  17. ختم القرآن في ليلة 27 رمضان
  18. احتفالهم بذكرى محمد بن عبد الوهاب (راجع فتاوى ابن باز ج1 ص382)
  19. تلقيب ابن تيمية بـ”شيخ الإسلام”
  20. تلقيب محمد بن عبد الوهاب والألباني بـ”المجدد”
  21. تزكية يزيد بن معاوية وتوليته!

→ فهل هذه كلها من وسائل إلى مشروع ومصالح مرسلة؟ إذًا فالمولد النبوي أولى بذلك!


ثالثاً: إلزام في دعوى أنهم “أهل السنة”

التسمية بـ”أهل السنة” بدعة

  • لا يوجد حديث صحيح أو حتى موقوف فيه تسمية طائفة بـ”أهل السنة”.
  • الحديث الوحيد: “وجوه أهل السنة والجماعة” موضوع (راجع: الجرح والتعديل 8/448، والضعيفة 639).
  • قولكم “أهل السنة” فقط، لم يثبت لا في الكتاب ولا في السنة، ولا حتى في موضوع مرفوع.

رابعاً: بدعة تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام

الرد على تقسيم التوحيد:

  • لم يرد في القرآن ولا السنة ولا عن الصحابة ولا التابعين.
  • التقسيم الثلاثي (ربوبية – ألوهية – أسماء وصفات) بدعة حادثة في القرن الخامس الهجري.

إشكالات التقسيم:

  • المشركون سموا أصنامهم أرباباً، فكيف يكونون موحدين ربوبية؟
  • فرعون أنكر الربوبية: “ما رب العالمين؟”، “أنا ربكم الأعلى”.
  • نمرود أنكر الإحياء والإماتة.
  • أهل مكة قالوا: “ما هي إلا حياتنا الدنيا…”.

→ إذًا، الكفار أنكروا ربوبية وألوهية معاً.


خامساً: بدعة التسمية بـ”السلفية”

لا يوجد حديث أو أثر عن الصحابة أو التابعين يُثبت اسم “السلفية”

  • قولهم بفهم السلف حجة شرعية يخالف قوله تعالى: “فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول”.
  • السلف أنفسهم اختلفوا في كثير من المسائل:
  1. رؤية الله يوم القيامة
  2. طبيعة الميزان
  3. الإرجاء
  4. التفويض والتأويل
  5. أفضل الصحابة

نماذج من الخلاف بين السلف:

  • الإمام أحمد خالف ابن المبارك.
  • الكرابيسي كان صديقًا لأحمد ثم صار عدواً.
  • البخاري اتُّهم بسبب قوله باللفظ.


الخلاصة:

منهج الوهابية يقوم على انتقاءات وتناقضات:

  • يُبدّعون غيرهم على أمور يفعلون مثلها.
  • يتبنون بدعاً ويبررونها بـ”المصلحة”، ثم يمنعون غيرهم منها.
  • يُفرغون الدين من روح النصوص ويملأونه بالتصنيفات والبدع الحركية.