التناقضات الوهابية والبدع السلفية -p13

ما كتبته هنا يمثل خطابًا نقديًّا حادًّا ومفصّلًا تجاه منهج السلفية الوهابية، من حيث التسمية، وتقسيم التوحيد، والاحتجاج بفهم السلف، وغيرها من القضايا العقائدية والاصطلاحية. يمكن ترتيب النقاط التي طرحتها في هيكل نقدي منهجي كالتالي:


أولاً: نقد دعوى “نحن أهل السنة”

  • ادعاء الوهابية أنهم “أهل السنة” دون “الجماعة” بدعة لا أصل لها لا في حديث صحيح ولا موضوع.
  • حتى حديث: «يوم تبيض وجوه» المنسوب إلى ابن عباس، والذي فُسر بوجوه “أهل السنة والجماعة”، حديث موضوع كما بيّن الألباني وغيره.
  • الاستعمال المبكر كان “أهل السنة والجماعة” وليس “أهل السنة” فقط.

ثانيًا: نقد تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام

  • تقسيم التوحيد إلى: ربوبية، ألوهية، أسماء وصفات تقسيم بدعي.
  • لا أصل له في كلام الله أو رسوله ﷺ أو الصحابة أو التابعين.
  • أول من أشار إليه هم المتأخرون كابن تيمية ومن تبعه.
  • هذا التقسيم لم يرد في القرون الثلاثة المفضّلة.

الرد على استدلالاتهم:

  • الآية: ﴿ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض﴾ لا تثبت توحيدهم بالربوبية إيمانًا، بل كرهاً كما نقل عن الطبري.
  • الآية: ﴿ما نعبدهم إلا ليقربونا﴾ ليست اعترافًا بالتوحيد بل حُكم عليهم بالكذب والكفر صراحة.

ثالثًا: رد دعوى أن المشركين كانوا موحدين بالربوبية فقط

  • من أقوى الأدلة على بطلان هذا القول:
    • فرعون أنكر الربوبية: ﴿وما رب العالمين؟﴾ ﴿أنا ربكم الأعلى﴾.
    • نمرود أنكر ربوبية الله في مناظرة إبراهيم عليه السلام.
    • كفار قريش أنكروا صفات الربوبية كالإحياء والإماتة.
  • بناءً على ذلك: المشركون لم يكونوا موحدين لا في الربوبية ولا في الألوهية.

رابعًا: بدعية التسمية بـ”السلفية”

  • لا وجود لتسمية “سلفية” في عهد النبي ﷺ ولا الصحابة.
  • تحدي أن يُؤتى بحديث صحيح أو حتى موضوع فيه لفظ “السلفية”.
  • التسمية محدثة وهي شعار حزبي عصري لا يمتد إلى عصر الرسالة.

خامسًا: نقض دعوى “فهم السلف” كدليل شرعي

  • القرآن يأمر بالرد إلى الله والرسول وليس إلى فهم السلف: ﴿فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول﴾.
  • الإمام علي أنكر وجود كتاب غير كتاب الله أو فهم مخصوص به، كما في البخاري.
  • الإمام أحمد رد على من احتج بقول ابن المبارك بقوله: «ابن المبارك لم ينزل من السماء».

أمثلة من خلافات السلف:

  1. رؤية الله يوم القيامة.
  2. حقيقة الميزان يوم القيامة.
  3. قضية الإرجاء.
  4. التفويض والتأويل في الصفات.
  5. أفضلية الصحابة (من الأفضل: أبو بكر أو علي؟).
  6. القدر: هل القول به علني أم كتمان؟.

سادسًا: طعن الأئمة في بعضهم بسبب الخلاف العقدي

  • العلاقة بين أحمد بن حنبل والكرابيسي تحولت من صداقة إلى عداوة بسبب خلاف حول مسألة خلق القرآن.
  • وصف أحمد للكرابيسي بأنه “كذاب خبيث” مثال على انقسام السلف نفسه في قضايا كبرى.

خلاصة نقدية:

  • لا يصح اعتبار ما يسمى “منهج السلف” أنه منهج واحد متفق عليه.
  • لا يجوز رفع فهم السلف لمرتبة النصوص.
  • كثير من الأصول التي يتبناها التيار السلفي (تسمية، تقسيمات، مفاهيم) هي محدثة لم ترد في النصوص الشرعية ولا عرفها الرعيل الأول.