التناقضات الوهابية والبدع السلفية – p16

التجسيم والتشبيه في فكر ابن تيمية

المقدمة

  • تمهيد: عرض عام حول الجدل الفكري والفقهي بين العلماء، وخصوصًا ما يتعلق بمنهج السلفية وبعض العلماء الذين سُلطت عليهم الأضواء مثل ابن تيمية.
  • أهمية الموضوع: تسليط الضوء على التناقضات والاختلافات بين علماء السلفية والأئمة المشهورين، وكذلك تبيان العلاقة بين النصوص الدينية وفهم هذه النصوص عبر العصور.

الفصل الأول: مفهوم السلفية وموقفها من الحديث الصحيح

  • السلفية كمنهج فكري: عرض لفكرة السلفية وعلاقتها بفهم الحديث النبوي وتفسيره.
  • التناقض في قبول الأحاديث: كيف أن بعض الأئمة مثل البخاري ومسلم يختلفون في قبول بعض الأحاديث، خاصة فيما يتعلق بالحديث الصحيح.
    • الإشارة إلى الاختلاف بين البخاري ومسلم في شروط قبول الحديث.
    • نقل قول ابن تيمية حول موقفه من الأحاديث والتعامل مع الأحاديث الضعيفة.

الفصل الثاني: التجسيم والتشبيه في فكر ابن تيمية

  • المفهوم الصحيح للتجسيم: التعريف بكيفية فكر ابن تيمية في قضية التجسيم والموقف منها. هل كان ينفي أو يثبت أو يتبع موقفًا وسطًا؟
    • عرض لآراء ابن تيمية في “درع التعارض” حول إنكار الجسم، وما يتناقض مع تصريحاته.
    • تحليل الانتقادات الموجهة إليه من العلماء الآخرين كابن الجوزي حول تجسيم الله.

الفصل الثالث: العصمة ومنهج ابن تيمية

  • رفض العصمة: نقد لآراء ابن تيمية حول العصمة، وإشاراته للتوبة وتوقعات الخلل عند الأنبياء.
    • كيف أن ابن تيمية يتعامل مع مفهوم العصمة، مع تقديم أمثلة من كتبه “منهاج السنة” و”فتاوى” حول النبي صلى الله عليه وسلم.
    • مناقشة هل هناك مجال للطعن في العصمة من وجهة نظر ابن تيمية وكيف يمكن أن يتناقض هذا مع النصوص الشرعية؟

الفصل الرابع: الموقف من أهل البيت والأنبياء

  • تقييم ابن تيمية لأهل البيت: نقد لآراء ابن تيمية حول الإمام علي رضي الله عنه وأهل البيت بشكل عام.
    • كيف تعامل مع فضائلهم؟
    • تعارض مواقفه مع المفاهيم السائدة في الفكر الإسلامي حول أهل البيت.
    • نقد لرفضه بعض الأعمال المتبعة من قبل أهل البيت مثل الصلاة على طريقة علي بن الحسين.

الفصل الخامس: المواقف المتعلقة بالصحابة والتاريخ الإسلامي

  • انتقاد الصحابة من وجهة نظر ابن تيمية: عرض وتفسير ما ذكره ابن تيمية عن الصحابة مثل ابن عمر، واتهامه لهم بالابتداع، ووصفه لهم بآراء مخالفة لما ثبت في السنة.
    • بيان تأثير هذه الآراء على فهم التاريخ الإسلامي من قبل ابن تيمية.

الفصل السادس: موقف ابن تيمية من زيارة قبور الأنبياء والصالحين

  • رفض زيارة القبور: كيف تعامل ابن تيمية مع مسألة زيارة القبور، وهل هناك صراع فكري بينه وبين النصوص الشرعية؟
    • تحليل للحديث النبوي حول زيارة القبور ومعارضته لهذا.

الفصل السابع: خلاصة ومراجعة

  • التناقضات الكبرى في الفكر السلفي: تجميع للنقاط التي تم مناقشتها في المقال وإبراز التناقضات الفكرية داخل المدرسة السلفية وفكر ابن تيمية.
  • الختام: تقديم خلاصة عقلانية من خلال الإجابة على تساؤلات المقال حول ما إذا كانت هذه التناقضات تؤثر على صحة الفكر السلفي أو إذا كانت مجرد آراء فردية يمكن أن تكون قابلة للنقد والرفض.

المراجع

  • قائمة بالمصادر التي استخدمناها في إعداد المقال، مثل كتب ابن تيمية، ابن القيم، ابن الجوزي، الذهبي، وأي مراجع أخرى تتعلق بالموضوع.

ممتاز، سأباشر بصياغة المقال بأسلوب عربي فصيح أكاديمي، يحمل طابعًا نقديًّا وتحليليًّا، مع توثيق النصوص والمراجع التي أوردتها. سيكون بعنوان:


التأويل عند السلفية الوهابية بين الرفض والازدواجية: قراءة نقدية في تناقضات المنهج

تمهيد

تدّعي المدرسة السلفية المعاصرة، خصوصًا التي يمثلها تيار “الوهابية”، الالتزام الصارم بظواهر النصوص، ورفض كل تأويل للنصوص الشرعية، بل وتعتبر التأويل بدعة ومفتاحًا للضلال والانحراف. غير أن التتبع الدقيق لمواقف كبار رموز هذا التيار، كابن تيمية وابن القيم وابن باز، يكشف عن تناقض منهجي بيّن، يتمثل في أنهم مارسوا التأويل في مواضع، وأنكروه في أخرى، تبعًا لهواهم أو ما يخدم تصورهم العقدي.

أولًا: رفض التأويل نظريًّا وتكفير من فعله

كثيرًا ما يصرّح رموز هذا التيار برفض التأويل، ويعدّونه مخالفة لعقيدة السلف. قال ابن القيم – مثلًا – ما معناه: “إن كان تنزيه الصفات عن تأويل مفترى هو التجسيم، فاشهدوا أني مجسم” (مدارج السالكين، ج2 ص87)، في موقف يتّسم بالمجاهرة بتجسيم الله إن استدعى الأمر رفض التأويل.

كما أن كتبهم ترفض التأويل في آيات الصفات، وتهاجم الأشاعرة والماتريدية لاتباعهم هذا المنهج، ويتّهمونهم بأنهم حرّفوا النصوص وضلّوا عن العقيدة الصافية.

ثانيًا: ممارستهم التأويل في مواطن كثيرة

رغم التنظير الحاد ضد التأويل، فإن تتبع آثارهم وكتبهم يبرز أنهم لم يلتزموا بما ينادون به، بل مارسوا التأويل جهارًا نهارًا في عدة مواضع، نذكر منها:

  1. معية الله:
    في تفسير قوله تعالى: ﴿وهو معكم أينما كنتم﴾، أوّلوها بالعلم والإحاطة (مدارج السالكين، ج2 ص65، وص254)، رغم أن ظاهرها يقتضي المعيّة الذاتية لو التزموا بما يطالبون به غيرهم.
  2. “يحول بين المرء وقلبه”:
    أوّلها ابن القيم بقولين: العلم أو الملائكة، ونسب القول لشيخه ابن تيمية (مدارج، ج3 ص122).
  3. “ففروا إلى الله”:
    أوّلها بالفرار من الجهل إلى المعرفة (مدارج، ج1 ص467)، وهذا تأويل معنوي صرف، يناقض ظاهر اللفظ.
  4. “كل شيء هالك إلا وجهه”:
    أوّله ابن تيمية بأنه “أي دينه أو إرادته” (مجموع الفتاوى، ج2 ص433)، وهذا صرف ظاهر الآية الواضح عن ظاهره إلى معنى مجازي، فكيف يسوّغون ذلك لأنفسهم بينما يكفّرون أو يبدّعون من يفعل مثله؟
  5. “وأنت الظاهر فليس فوقك شيء… وأنت الباطن فليس دونك شيء”:
    أوّلوا “الظاهر” بأنه فوق كل شيء بذاته (مدارج، ج1 ص55)، لكنهم سكتوا عن “الباطن”، ولم يقولوا أنه تحت كل شيء بذاته! وهذا كَيْلٌ بمكيالين.
  6. “ثم استوى على العرش الرحمن”:
    ابن القيم نفسه أوّلها بأن الرحمن استوى على أوسع المخلوقات بأوسع الصفات (مدارج، ج1 ص57 وج3 ص240)، مع أن ظاهر “استوى على العرش” هو الاستواء الحقيقي، فلماذا لجأ إلى التأويل هنا؟

ثالثًا: انتقائية واضحة وتناقض صريح

من اللافت أن التأويل يُقبل عند الوهابية حين يكون في صالح التنزيه أو الدفع عن التشبيه الفاضح، ويرفض حين تستخدمه المدارس الكلامية (الأشاعرة والماتريدية). وهو ما يعكس اضطرابًا في المنهج، وازدواجية في التعامل مع النصوص.

فالقول إن الله “بائن عن خلقه” لا أصل له في النصوص، كما لم يرد حديث واحد فيه أن الله “استوى على العرش بذاته” أو “بائن عن خلقه”، ومع ذلك يجعلونه أصلًا من أصول العقيدة!

ثم إنهم يؤوّلون آيات مثل:

  • ﴿بل يداه مبسوطتان﴾
  • ﴿خلقت بيدي﴾
  • ﴿بأيد﴾
    ويقرّون اليدين صفة، ثم يقعون في تناقض حين لا يستطيعون الجمع بينها، فيقولون إن “بأيد” تعني “بقوة”، وهذا تأويل صريح!

وكذا في: ﴿لتُصنع على عيني﴾ و﴿بأعيننا﴾، لا يمكن الجمع بين “عين مفردة” و”أعين جمع” بلا تأويل، فيلجؤون حينها إلى تفسيرات مجازية ضمنية.

رابعًا: التناقض في تخصيص الألقاب

يمنعون قول “كرم الله وجهه” لعلي بن أبي طالب، رغم وروده عن أئمة من السلف، بحجة أن ذلك تخصيص لا دليل عليه. ولكنهم يخصّون ابن تيمية بلقب “شيخ الإسلام” مع أنه لم يرد هذا اللقب عن النبي أو الصحابة أو التابعين، بل أطلقه أتباعه عليه فقط، فلماذا هذا التناقض؟

خامسًا: التحذير النبوي من هذا النمط

يُختم هذا النقد بحديث رواه البزار (رقم 175) عن حذيفة رضي الله عنه، وفيه تحذير من رجل يقرأ القرآن ثم ينسلخ منه ويقاتل جاره باسم الدين ويتهمه بالشرك. قال النبي ﷺ: “بل الرامي أولى بالشرك”، أي من يتهم غيره بالشرك ظلمًا. وقد حسّن الحديث الهيثمي، وابن كثير، وأحمد شاكر، مما يعطيه قوة حجة.

خاتمة

التأويل، في جوهره، ليس مذمومًا بذاته، وإنما المذموم هو اتباع الهوى في قبوله ورفضه. وما مارسه أهل الكلام من تأويل كان بهدف تنزيه الله عن مشابهة المخلوقين، أما ما يمارسه رموز السلفية المعاصرة فهو تأويل انتقائي لا يخضع لضابط علمي، بل لما يوافق تصورهم المجسّم.

والخلاصة أن من رام محاربة التأويل مطلقًا، ثم وقع فيه، فقد خالف ما يدعو إليه، وكان حريًّا به أن يراجع منهجه بدلًا من مهاجمة غيره بلا ميزان علمي منضبط.