شد الرحال لزيارة خير الأنام
بسم الله والصلاة على رسول الله وآله وصحبه وسلم؛ أيها الإخوة كما في كريم علمكم أن فينا من يرون تحريم شد رحال إلى مساجد ومشاهد! لما في صحيح البخاري رقم 1864 وغيره قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا
تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام ،ومسجدي هذا، ومسجد الأقصى . لذلك أحببت أن أقول لهم أن هذا ال رأي مرجوح! لأن الحديث يتكلم على من نذر صلاة في مواطن غير هذه المساجد الثلاثة فلا يجب عليه الذهاب. هذا هو الراجح وحتى زعيم الوهابية – ابن تيمية – أقرّ بأن الحديث يتكلم عن النذر وحكى ذلك عن الإمام مالك راجع مجموع فتاويه ج1 ص304 . وقال في ج17 ص470 ولهذا الحديث لو نذر السفر إلى مسجد قباء لم يوف بنذره عند الأئمة الأربعة وغيرهم بخلاف المسجد الحرام فإنه يجب الوفاء بالنذر إليه باتفاقهم وكرر مثله في ج27 ص21. وص27 . ولا تنس أن كل متشدد متناقض! ربما ناقض ومنع قصد المشاهد لهذا الحديث أيضا!.
اسمع تفاصيل في الباب وأحكام:
رحلة خاصة للبيت العتيق وفي أخبار مكة للفاكهي رقم 1217 حدثنا عبدة بن عبد الله الصفار قال: ثنا يحيى بن آدم قال: ثنا عبيد الله الأشجعي قال: ثنا سفيان الثوري عن أبي سنان ضرار بن مرة عن عبد الله بن أبي الهذيل سمع عمر يقول: لا تشد الرحال إلا إلى البيت العتيق .
وابن سعد في الطبقات تحت رقم 1993 أخبرنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا يحيى بن آدم عن الأشجعي عن سفيان عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل. سمع عمر يقول: لا تشد الرحال إلا إلى البيت العتيق.
أيها المتشدد يسمح لك أن تقول أن هذا الحديث حرم رحلة إلى أي مسجد إلا البيت العتيق؟ هذا لا يقوله عاقل بل الحديث يدل فضل البيت فقط لا نهي عن شد رحال إلى غيره .
رحلة خاصة لمسجد النبي ثبت في مسند أحمد 14782 حدثنا حجين، ويونس ،قالا: حدثنا الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
إن خير ما ركبت إليه الرواحل مسجدي هذا، والبيت العتيق وصححه الألباني في صحيحه رقم 1648 .
قلت: هل هذا يدل على نهي عن شد رحلة إلى أي مسجد إلا البيت العتيق والمسجد النبوي ؟ هذا لا يقوله أحد .
رحلة خاصة إلى مسجد قباء في مسند أحمد رقم 15981 حدثنا إسحاق بن عيسى ،حدثني مجمع بن يعقوب الأنصاري، بقباء، قال: حدثني محمد بن الكرماني، قال: سمعت أبا أمامه بن سهل بن حنيف، يقول: قال أبي: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: من خرج حتى يأتي هذا المسجد – يعني مسجد قباء – فيصلي فيه كان كعدل عمرة
قلت: لعموم هذا الحديث لا بأس بمن أراد أن يقصدمسجد قباء من أمريكا أو من مليزيا أو من أي مكان أليس كذلك؟ هل مِن العلماء مَن خص هذا الحديث بأهل المدينة بحجة معتبرة؟ لا؛ وقد ثبت في طبقات ابن سعد ج1 ص189 أخبرنا خالد بن مخلد وأبو عامر العقدي قالا: أخبرنا عبد الله بن جعفر عن عمته أم بكر بنت المسور أن عمر بن الخطاب قال: لو كان مسجد قباء في أفق من الآفاق لضربنا إليه أكباد الإبل!
قلت: رجاله ثقات أثبات لأن خالد بن مخلد وأبو عامر العقدي من رجال البخاري. و عبد الله من الثقات كما في تهذيب الكمال رقم 3253 . و أم بكر مقبولة كما في التقريب رقم 8706 فلله الحمد .
رحلة يوم سبت
في صحيح البخاري 1193 – حدثنا موسى بن إسماعيل ،حدثنا عبد العزيز بن مسلم، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء كل سبت، ماشيا وراكبا» وكان عبدالله بن عمر رضي الله عنهما «يفعله»
رحلة يوم إثنين
في مسند أحمد 11043 حدثنا أبو سعيد، مولى بني هاشم، حدثنا سليمان بن بلال، حدثنا شريك بن أبي نمر ،عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه، قال: «خ رجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين إلى قباء»
تتابع مساجد النبي
في صحيح البخاري رقم 483 حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا فضيل بن سليمان، قال: حدثنا موسى بن عقبة، قال: رأيت سالم بن عبد الله يتحرى أماكن من الطريق فيصلي فيها، ويحدث أن أباه كان يصلي فيها «وأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في تلك الأمكنة». وحدثني نافع، عن ابن عمر أنه كان يصلي في تلك الأمكنة، وسألت سالما، فلا أعلمه إلا وافق نافعا في الأمكنة كلها إلا أنهما اختلفا في مسجد بشرف الروحاء قلت: ولم نر في الصحابة من أنكر على ابن عمر وابنه سالمقط حتى أتى ابن تيمية وأتباعه يبدعونهما . معاذ الله .
وهذه سيدة عائشة كانت تأمر ببناء المشاهد كما ثبت في مصنف ابن أبي شيبة 3159 حدثنا وكيع، قال:
حدثنا كثير بن عبد الرحمن، عن عطاء، أن عائشة، كانت تأمر ببناء المساجد فقيل لها : وهذه المساجد التي في طريق مكة؟ قالت: «وهذه المساجد التي في طريق مكة» كثير بن عبد الرحمن وثقه ابن حبان وأنكره الأزدي!
تتابع المشاهد
في صحيح البخاري 4154 حدثنا علي، حدثنا سفيان ،قال: عمرو، سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ،قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية:
أنتم خير أهل الأرض وكنا ألفا وأربع مائة، ولو كنت أبصر اليوم لأريتكم مكان الشجرة .
قلت: لم أر منهم من أنكر الصحابي على قوله لأريتكم مكان الشجرة
تنبيه هام: ومن العجب العجيب قول الألباني في إروائه ج4 ص134 أن أبا بصرة قد أنكر على أبى هريرة سفره إلى الطور وليس هو مسجدا يصلى فيه! وإنما هو جبل كلم الله فيه موسى عليه السلام!
قلت: أخطأت يا شيخ فقد ثبت في مسند أحمد أن هناك مسجد يصلى فيه راجع مسند أحمد رقم 27230 حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني، عن أبي بصرة الغفاري قال: لقيت أبا هريرة وهو يسير إلى مسجد الطور ليصلي فيه ثم ذكر الحديث. وكذلك أثبت عبد الرزاق في مصنفه رقم 23685 بإسناد صحيح أن هناك مسجد .
تنبيه أيضا: وفي حديث أخرجه أحمد رقم 11609 حدثنا هاشم، حدثنا عبد الحميد، حدثني شهر، قال: سمعت أبا سعيد الخدري، وذكرت عنده صلاة في الطور فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ينبغي للمطي أن تشد رحاله إلى مسجد يبتغى فيه الصلاة، غير المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا
قال الألباني في إروائه ج3 ص230 لفظ “إلى مسجد” زيادة منكرة إما من شهر فإنه سيء الحفظ!. وإما من عبد الحميد فإن فيه كلام! وهو الأقرب عندي .
قلت: نسي الألباني أنه هو القائل في صحيحه ج4 ص350 أن الإمام أحمد قال: لا بأس بحديث عبد الحميد عن شهر! .
وصلى الله على سيدنا محمد الفاتح الخاتم وعلى آله وأصحابه وسلم.
| الموضوع | التفاصيل | المصدر/المرجع |
|---|---|---|
| الحديث عن “شد الرحال” | “لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى.” | صحيح البخاري 1864 |
| شرح الحديث | الحديث يتعلق بنذر الصلاة في المساجد. ولا يمنع زيارة المساجد الأخرى. حتى ابن تيمية ذكر أن الحديث يتعلق بالنذر بشكل خاص. | فتاوى ابن تيمية، ج1 ص304 |
| رحلة إلى البيت الحرام | “لا تشد الرحال إلا إلى البيت العتيق (البيت الحرام).” | أخبار مكة للفاكهي، حديث 1217 |
| رحلة إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم | “أفضل ما يُسافر إليه من أجل الصلاة هو مسجدي هذا والبيت العتيق.” | مسند أحمد 14782، صححه الألباني في “صحيحه” رقم 1648 |
| رحلة إلى مسجد قباء | “من خرج حتى يأتي هذا المسجد – يعني مسجد قباء – فيصلي فيه كان كعدل عمرة.” | مسند أحمد 15981 |
| رحلة يوم السبت | “كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء كل سبت، ماشياً وراكباً.” | صحيح البخاري 1193 |
| رحلة يوم الإثنين | “خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين إلى قباء.” | مسند أحمد 11043 |
| تتابع مساجد النبي صلى الله عليه وسلم | “رأيت سالم بن عبد الله يتحرى أماكن من الطريق فيصلي فيها، ويحدث أن أباه كان يصلي فيها، وأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في تلك الأمكنة.” | صحيح البخاري 483 |
| بناء المساجد والمشاهد | “كانت عائشة تأمر ببناء المساجد، فقيل لها: وهذه المساجد التي في طريق مكة؟ قالت: وهذه المساجد التي في طريق مكة.” | مصنف ابن أبي شيبة 3159 |
| تتابع المشاهد | “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية: أنتم خير أهل الأرض.” | صحيح البخاري 4154 |
| النهي عن شد الرحال إلى مساجد أخرى | “لا ينبغي للمطي أن تشد رحاله إلى مسجد يبتغى فيه الصلاة غير المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا.” | مسند أحمد 11609، الألباني في “إرواء الغليل” ج3 ص230 |
| أبو بصرة الغفاري ومسجد الطور | “لقيت أبا هريرة وهو يسير إلى مسجد الطور ليصلي فيه.” | مسند أحمد 27230، مصنف عبد الرزاق 23685 |
إذا كان لديك أي استفسار آخر أو تحتاج لتوضيح إضافي، لا تتردد في السؤال!

Source :
