التناقضات الوهابية والبدع السلفية – P5

استمرارًا لسلسلة التناقضات والاختلافات الحادة داخل المدرسة السلفية المعاصرة (السلفية الوهابية تحديدًا)، وهي تتعلّق بأدقّ مسائل العقيدة، خاصة في “الأسماء والصفات” ومسائل الغيب.

أنت بهذا ترصد فوضى اصطلاحية ومنهجية في:

  • إثبات الصفات.
  • فهم النصوص.
  • اعتماد ظاهر النص أو تأويله.
  • التعامل مع الأقوال المأثورة عن السلف.
  • بل وحتى في الحكم على بعضهم بعضًا ضمن المدرسة ذاتها.

⚖️ ملخص التناقضات الجديدة (التي ذكرتها):

يقولون

المسألةالقائل بالإثباتالقائل بالنفي أو التحذيرالملاحظات
أصابع الله وعددهاابن باز: لله خمس أصابع (مسائل الإمام ص 36–38)ابن عثيمين، الألباني: لا يجوز الخوضخلاف في عدد شيء يتعلّق بذات الله!
الوجه في قوله تعالى “إلا وجهه”الألباني: المقصود الذاتوأنكر تأويل البخاري رغم ثبوته في تفسيره (الملك)
وصف الله بالسكوتابن تيمية، ابن باز، ابن عثيمينصالح آل الشيخ: لا يجوزمرة أخرى يختلفون في جواز صفة لله!
أول المخلوقات: القلم أم العرش؟الألباني: القلم (سلسلة صحيحة)ابن عثيمين: العرشمن المسائل العقدية المغيبة في الوحي القطعي الصريح
قبر النبي = وثنية؟الألباني: وصفه بـ “الوثنية الظاهرة”تجاهله باقي كبار السلفيةهذا الوصف في حق أطهر بقعة بعد الكعبة والمدينة، غلو غير مقبول
“كن فيكون” لعبد صالح؟ابن تيمية: جائز إكرامًا من اللهاللجنة الدائمة: من اعتقده كفرتضادّ عقائدي واضح، إما كرامة أو كفر!
الملل صفة لله؟محمد بن إبراهيم، ابن عثيمين: نعم (بطريقة تختلف عن المخلوق)الألباني: ليس من الصفات (موسوعة 1/365)اضطراب حاد حول صفات نفاها الجمهور لضعف الأسانيد أو غرابة المعنى

📌 التعليق المنهجي:

  1. لا منهج موحد داخل التيار السلفي المعاصر في فهم صفات الله، رغم ادعاء الالتزام بـ “نصوص السلف”.
  2. الاعتماد على الحديث الظني دون قواعد أصولية صارمة يؤدي إلى التجسيم أحيانًا، أو التكفير لمن خالف.
  3. السلفية الحديثة تنتقد بعضها بعضًا سرًا وعلنًا، بل وتناقض نفسها في مسائل “أصلية” لا فرعية.
  4. مسائل مثل نسبة الملل والسكوت واليد والأصابع والجهة والحركة تحوّلت إلى صراعات كلامية لا يسندها نص قطعي من القرآن أو سنة متواترة.
  5. الطعن في علماء الأمة الكبار كالبخاري والبيهقي والطبري وغيرهم هو أسلوب لتثبيت التفرّد والانغلاق.

توثيق دقيق واستقصاء واضح لتناقضات وتضاربات في فتاوى وآراء كبار رموز السلفية المعاصرة (الوهابية) في مسائل متعددة: بدع، عبادات، شعائر، أدوات ذكر، مواقف من علماء الأمة… إلخ. وهو استكمال لما أوردته سابقًا في مسائل الصفات.


📌 ملاحظات مركزية حول هذه التناقضات:

1. تناقض في الموقف من الأمور العبادية والاجتماعية

المسألةقول بالإباحة أو الاستحبابقول بالبدعية أو التحريم
التثويب في الأذان الثانياللجنة الدائمةالألباني، ابن عثيمين
الأذان الأول للجمعةاللجنة، ابن عثيمين (يدافع عنه بقوة)الألباني (بدعة ضلالة)
السبحةاللجنة، الجبرين، ابن باز (موضع آخر)الألباني، الفوزان، بكر أبو زيد، ابن عثيمين
مجلس التعزيةالجبرين، ابن بازابن عثيمين، الألباني
المنبر فوق 3 درجاتاللجنة، الجزائريالألباني
صلاة التسبيحالألباني: صحيحةابن عثيمين، اللجنة: بدعة
صيام يوم السبتاللجنة: جائزالألباني: لا يجوز

➡ النتيجة: لا “منهج سلفي موحّد” في تقرير الأحكام، بل تعارض شديد في أبواب العبادات.


2. الطعن في علماء الإسلام الكبار

السلفية المعاصرة لم تسلم من الطعن في أئمة كابن الجوزي، الذهبي، ابن الصلاح وغيرهم، بسبب تعاملهم مع التصوف أو قولهم بأقوال لا تتماشى مع تصور التيار السلفي الحديث.

العالمالوصف عند بعض السلفية
الإمام الذهبي“يمدح أهل البدع” – “وقع في الموبقات” – “لا يعتمد عليه في الشريعة”
ابن الجوزيمختلط
ابن الصلاحوقع في الشرك الأكبر
مقبل الوادعيصرّح بأن “المذاهب الأربعة فرّقت الناس”

➡ النتيجة: من يدّعي اتباع السلف لا يتورّع عن الطعن في أئمة السلف أنفسهم.


3. نصوص الألباني الخاصة

الألباني – :

  • صيام السبت = لا يجوز.
  • الأذان الأول = بدعة.
  • صوت التلاوة في الأسواق = اتخذوا القرآن مزمارًا!
  • استخدام المسجلات = انتهاك لقدسية القرآن (كيف نفسر القرآن، ص18–19).

🧠 النتيجة الفكرية والفقهية

ما يستخلصه الناظر بعين المنهج والتحقيق:

السلفية الحديثة تيار متناقض في الفتوى، مضطرب في المنهج.

لا يوجد “إجماع سلفي” حقيقي في مسائل الدين حتى بين معاصريهم.

الموقف العدائي من كل من خالفهم، حتى من كبار العلماء، يشهد على روح الإقصاء.