لماذا استوعب الأنبياء أعمارهم في الاستغفار؟
الحمدلله وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله.
وبعدُ فإنَّ جُمهور عُلماء أهل السُّنَّة والجماعة قالوا إنَّ الأنبياء عليهمُ السَّلام معصومون مِن الكُفر والكبائر وصغائر الخسَّة قبل النُّبُوَّة وبعدها ويجوز عليهم ما سوى ذلك أي الصَّغائر الَّتي لا خسَّة فيها ولكنَّهُم يُنبَّهون فورًا للتَّوبة قبل أنْ يقتديَ بهم فيها غيرُهُم؛ وقال الأقلُّ مِن العُلماء إنَّ الأنبياء معصومون من كُلِّ الذُّنوب مُطلَقًا فلا تقع منهُم صغيرة أبدًا.
وعليه فإنَّ استغفار الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامُه منه ما وقع كَفَّارة للصَّغائر الجائزة عليهم في قول الجُمهور أي الصَّغائر الَّتي لا خسَّة فيها ولا دناءة؛ ومنه ما وقع على سبيل الذِّكر اللِّسانيِّ تداركًا للثَّواب إنْ كان حصل منهُم ترك للأَولَى فلا يفوتُهُمُ الثَّواب؛ أو وقع على سبيل التَّواضُع أو تعليم النَّاس كيف يفعلون إنْ صدرت منهُم زلَّات ومعاص.
قال إمام الحرمين أبو المعالي الجوينيُّ في [غياث الأُمم في التياث الظُّلَم]: <فإنْ قالوا: كان الأنبياء يستغفرون أيضًا مع وُجوب العصمة لهُم. قُلنا مذهبُنا الَّذي ندين به أنَّه لا يجب عصمة الأنبيـاء عن صغائر الذُّنوب، وآيُ القُرآن في أقاصيص النَّبيِّين مشحونة بالتَّنصيص على هنـَّات كانت منهُم، استوعبوا أعمارهم في الاستغفار منها> إلخ..
نهاية المقال.
Mar 19, 2022 1:45:10pm
Source : Dr.Muhammad sabbagh
