خزعل الماجدي وخالد الرَّاشد حوار اللِّئام على مائدة تكذيب الدِّين

خزعل الماجدي وخالد الرَّاشد

حوار اللِّئام على مائدة تكذيب الدِّين

الحمدلله وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله.

1

وبعدُ فقد ساءني حوار خالد الرَّاشد وخزعل الماجدي على قناة [روسيا اليوم] بعنوان (أوانيس السُّومريُّ هُو يُونس التَّوراتيُّ)؛ لقد كان حوارُهُما حقًّا حوارَ الاستغباء والقفز فوق البديهيَّات حيث عمد المُتحاوران المذكوران إلى تقرير إسقاطات مغلوطة وأوهام مخبوطة فوقها الكثير مِن التُّراب..

2

ليس مِن حقِّ خزعل الماجدي تكذيب قَصص القُرآن الكريم لمُجرَّد شُبهات أشكلت عليه لم تُشكل على غيره وليس مِن حقِّ المذكور إنكار وُجود الأنبياء بما تتلو عليه الشَّياطين؛ بل وإنَّ مِن البديهيِّ أنَّ السُّومريِّين هُمُ الَّذين اقتبسوا مِن قَصص مَن سبقهُم مِن الأُمم بعد أنْ غيَّروا فيها كثيرًا..

3

وليت شعري أيُّ القَصص هُو الصَّحيح؛ القَصص القُرآنيُّ الَّذي اشتمل على الأمر باستعمال العقل والتَّدبُّر بأنَّ الخالق لا يُقاس على المخلوق أم القَصص السُّومريُّ المشحون بما يُناقض العقل في أحكامه الأصليَّة ويُصوِّر الإله جسمًا مُتألِّفًا مُتركِّبًا يبدأ وينتهي بل ويجعلونه مغلوبًا أيضًا!..

4

السِّينمائيُّ يوسُف شاهين وضع في فيلم (المُهاجر) تحريفًا كثيرًا لحكاية النَّبيِّ يوسُف بن يعقوب عليهما السَّلام، فلو قُدِّرَ أنْ تعيش حكاية الفيلم وأنْ تنطمس الحكاية الأصليَّة زمانًا؛ فهل يكون هذا دليلًا عقليًّا مقطوعًا به -في عقل خزعل وأمثاله- أنَّ الحكاية الأصليَّة مُقتبَسَة مِن الفيلم!؟

5

وأمَّا خالد الرَّاشد فقد جعل مِن خرق العادة أمرًا مُستحيلًا لا يقبل العقل وُجوده؛ وخزعل يُطأطئ له برأسه مُوافقًا! فتأكَّد لكُلِّ مُتابع أنَّ الرَّجُلَين لم يبلُغَا مِن العلم ما يُعينُهُما على فهم أنَّ المُستحيل (العقليَّ) يختلف عن المُستحيل (العاديِّ) وأنَّ الثَّاني مُستحيل في العادة مُمكن في العقل.

6

فوُجود بحر مِن الزِّئبق ليس مُستحيلًا عقليًّا بل هُو مُستحيل في العادة أي لا يُوجد عادة فيُسمَّى مُستحيلًا عاديًّا ولكنَّه (ليس ممَّا لا يقبل العقل وُجوده مُطلَقًا)، وأمَّا المُستحيل العقليُّ فهُو ما لا يقبل العقل وُجوده بالمرَّة كتقرير وُجود شريك لله سُبحانه وتعالَى عمَّا يقول الظَّالمون عُلُوًّا كبيرًا.

7

إنَّ خزعل الماجدي وخالد الرَّاشد يُروِّجان طريقة قبيحة في تكذيب الدِّين وهي في ادِّعاء أنَّ القَصص القُرآنيَّ مُجرَّد حكايات رمزيَّة للاعتبار لا للتَّأريخ وأنَّها لم تحصُل حقيقة وفي هذا تكذيب القَصص القُرآنيِّ قبل أنْ يكون تكذيبًا للرِّوايات التَّوراتيَّة الَّتي حرَّفتها الأيدي الآثمة عبر التَّاريخ.

8

فالعقل عند خزعل الماجدي وخالد الرَّاشد أنْ يعتقد المُسلم أنَّ القُرآن مشحون بالأباطيل والحكايات المكذوبة! وأنَّ سيِّدنا مُحمَّدًا كان رجُلًا كثير الكذب -عندهُما- مع أنَّ أعداءه وخُصومه -الَّذين كانوا أشدَّ النَّاس حرصًا على قتله ووأد دعوته- شهدوا بصدق مُحمَّد وأمانته صلَّى الله عليه وسلَّم.

9

فليس مِن المُستحيل العقليِّ أنْ يلتقم حُوت إنسانًا ومع ذلك لا يموت الإنسان؛ هُو أمر بعيد لا يحصُل عادة ولكنَّه ليس مُستحيلًا ولا يدخُل في دائرة الاستحالة العقليَّة، وإنَّ مثل هذا قد يقدر عليه العبد الَّذي لا يخلُق ضُرًّا ولا نفعًا فما بالُك بالله الخالق العظيم القادر على كُلِّ شيء..

10

إنَّ ضعف ما استند إليه خزعل الماجدي وخالد الرَّاشد في حوار اللِّئام على مائدة تكذيب الدِّين يدلُّك أخي القارئ كيف يُحاول الملاحدة إبطال الحقِّ الَّذي بعث الله به مُحمَّدًا صلَّى الله عليه وسلَّم ولكنَّ خسئ اللِّئام فالله تبارك وتعالَى مُتمُّ نُوره ومُظهر دينه وناصر نبيِّه ولو كره الكافرون.

نهاية المقال.

Jul 30, 2022 12:38:25am