مُتمشعرة يقاتلون الدُّنيَا لأجل عُيون رأس المُجسِّمة

مُتمشعرة يقاتلون الدُّنيَا لأجل عُيون رأس المُجسِّمة

تعقيب على مقالنا السَّابق فيما بيننا وبين جَهَلَة المُتمشعرة

الحمدلله وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله.

وبعدُ فقد نقلنا إجماع الأشاعرة بل وأهل السُّنَّة والجماعة قاطبة على تكفير المُجسِّم (الَّذي يعرف أنَّ الجسم معناه الشَّيء المُركَّب المُؤلَّف ومع ذلك أضافه إلى الله تعالَى) فهل استطاع جَهَلَة “المُتمشعرة” أنْ يردوا مقالنا!؟

في الحقيقة؛ حاول جَهَلَة “المُتمشعرة” الرَّدَّ فعجَزوا وقال قائل منهُم: “إنَّ أقوال العُلماء لا تصحُّ دليلًا شرعيًّا”.. ولهذا الجاهل أقول: إنَّما نقلنا إجماعًا عندنا نحن أهل السُّنَّة والجماعة؛ والإجماع عندنا: دليل وبُرهان عظيم.

وقال قائل آخَرُ مِن جَهَلَة “المُتمشعرة”: “نحن نعترف أنَّ عُلماءنا مُختلفون في تكفير المُجسِّمة ولكن استقرَّ عند مُتأخِّري الشَّافعيَّة على عدم التَّكفير”.. ولهذا الجاهل أقول: ما تنسبه إلى مُتأخِّري الشَّافعيَّة لا يثبُت عنهُم.

ثُمَّ وعلى فرض تقدير ثُبوته عنهُم؛ فأنت كُنتَ تقول إنَّ أقوال العُلماء ليست حُجَّة في دين الله فكيف تستدلُّ بما ليس حُجَّة؟ ثُمَّ وعلى فرض تقدير ثُبوته عن بعض المُتأخِّرين وهُم نَقَلَة: كيف تترُك أقوال الأئمَّة المُجتهدين!

أمَّا نحن؛ فنُخرِّج كلام المُتأخرين المُوهم وُقوع الاختلاف في تكفير المُجسِّم بحمل كلامهم على العامِّيِّ الَّذي لا يعرف مدلول الألفاظ فنسب لشدَّة جهله الجسم إلى الله وهُو يظُنُّ أنَّ الجسم معناه الوُجود أو القيام بالنَّفس.

ولكن؛ كيف تُخرِّجون أنتُم يا جَهَلَة “المُتمشعرة” نُصوصًا تُفيد الإجماع على تكفير المُجسِّم؟ وكيف تُخرِّجون قولَكُم بترك تكفير مَن خالف {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} وترك تكفير مَن خالف: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}!

كيف تُخرِّجون يا جَهَلَة “المُتمشعرة”:

1- الإجماعَ الَّذي نقله ابن الجوزيِّ الحنبليُّ في [دفع شُبَه التَّشبيه] في تكفير مَن قال بتبعيض الذَّات.

2- ونصَّ إمام المذهب أبي الحسن الأشعريِّ في [النَّوادر] في تكفير المُجسِّم قولًا واحدًا.

3- وإجماعَ أهل السُّنَّة والجماعة على قَبول العقيدة الطَّحاويَّة وفيها: <ومَن وصف الله بمعنًى مِن معاني البشر فقد كفر> إلخ..

4- والإجماعَ الَّذي نقله القاضي عبد الوهَّاب البغداديُّ في [شرح عقيدة مالك الصَّغير] في أنَّ المُجسِّم كافر عند كافَّة أهل الإسلام.

5- والإجماعَ الَّذي نقله أبو منصور البغداديُّ في [تفسير الأسماء والصِّفات] في تكفير المُشبِّهة والمُعتزلة.

6- والإجماعَ الَّذي نقله شيخ جامع الزَّيتونة إبراهيم المارغني التُّونُسيُّ في [طالع البُشرَى على العقيدة الصُّغرَى] في تكفير المُجسِّم.

وكيف تُخرِّجون أقوالًا ونُصوصًا أُخرَى كثيرة سوَى بتُرَّهات لا ترُدُّ آية مِن القُرآن ولا حديثًا صحيحًا ثابتًا ولا إجماعًا مشهورًا؛ ولكنَّكُم قوم بُهت تُقاتلون الدُّنيَا لأجل عُيون ابن تيميَّة رأس المُجسِّمة عليه مِن الله ما يستحقُّ.

فلولا أنَّكُم ضائعون زائغون لَمَا صحَّحتم إيمان مَن نسب إلى الله تعالَى وجهًا حقيقيًّا وعينَين حقيقيتَين وفَمًا ولهوات وأضراسًا وأضواء ويدَين وأصابع وكفًّا وإبهامًا وصدرًا وفخذًا وساقَين ورِجلَين! فأعوذ بالله العظيم مِن زيغكُم.

ولو كُنتُم على الهُدَى لَمَا صحَّحتُم إيمان مَن أضاف إلى الله تعالَى ما لا يليق به سُبحانه. فأبشروا يا جَهَلَة “المُتمشعرة” بأُفول نجمكُم؛ فها هي كتائب أنوار الأشعريَّة الحقَّة تغزو فيلق ظُلمكُم وظلامكُم بفضل الله تعالَى.