لا خلاف في أنَّ الأمر بالكُفر كُفر ** إرادة الكُفر لا تنفكُّ عن الرِّضَا به

دفع شُبهة في مسألة المُناظرة [3]

لا خلاف في أنَّ الأمر بالكُفر كُفر

إرادة الكُفر لا تنفكُّ عن الرِّضَا به

الحمدلله وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله.

1

وبعدُ فإنَّ قولنا: “الرِّضَا بالكُفر كُفر” قاعدة شرعيَّة أجمع عليها أهل السُّنَّة والجماعة فكُلُّ فعل لم ينفكَّ عن الرِّضَا بالكُفر فهُو كُفر كنحو مَن سأل وهُو مُتيقِّن أنَّ المسؤول يُجيب بالكُفر فيكون كأنَّه طلب الكُفر أو أَمَرَ به.

2

وطَلَبُ الكُفر مِن النَّفس أو الغير أمر به وقد نصَّ العُلماء على كُفر مَن طلب الكُفر وقال ابن حَجَر الهَيتميُّ الشَّافعيُّ في [الإعلام بقواطع الإسلام]: <فإنَّ طَلَبَ الكُفرِ كُفرٌ> انتهى وذلك لأنَّ طلبه لا ينفكُّ عن الرِّضَا به.

3

وفي المسائل الأُصوليَّة فإنَّ الرِّضَا -إذَا أُطلق في حقِّ المخلوق- يُراد به الأخذ والقَبول؛ ولا ينفكُّ الأمر بالكُفر عن هذا فإنَّه لمَّا أمر بالكُفر قَبِلَ بما أمر به لُزُومًا وإذَا قَبِلَ بالكُفر فقد رضيَ به ولو ادَّعى غير ذلك.

4

وقد زعم بعض الجَهَلَة أنَّ الأمر بالكُفر لا يلزم منه الرِّضا به، وهذا الكلام فتح لأبواب الكُفر وإنَّما توهَّم ذلك لأنَّه خلط بين معنى الرِّضَا في حقِّ الله وهُو الإثابة وبين معناه في حقِّ المخلوق وهُو -هُنا- الأخذ والقَبول.

5

فلمَّا كان الأمر بالكُفر لا ينفكُّ عن الرِّضَا به كان الأمر بالكُفر كُفرًا بلا خلاف مُعتبر؛ يقول ابن عابدين الدِّمشقيُّ الحنفيُّ في [منحة الخالق على البحر الرَّائق]: <لا خلاف بين مشايخنا أنَّ الأمر بالكُفر كُفر> انتهى

6

وإذَا كان مُجرَّد تأخير كافر على كُفره ولو لحظة واحدة مِن الرِّضا المعدود كُفرًا عند سائر العُلماء المُعتبَرين؛ فكيف حال مَن طلب منه الكُفر أو أمره بالكُفر أو دفعه إلى الكُفر؛ فإنَّ كُلَّ هذا مِن الرِّضَا بالكُفر والعياذ بالله.

7

قال ابن العطَّار في [أدب الخطيب]: <وممَّا يجبُ على الخطيبِ المُبادرةُ إليهِ واجتنابُ تركِهِ أنَّهُ إذَا أتاهُ كافرٌ مِن يهوديٍّ أو نصرانيٍّ ونحوِهما ليُسْلِمَ على يَدَيْهِ أنْ يُجيبَهُ على الفَورِ إلى ذلكَ وَالْحَذَرَ مِن تأخيرِهِ لحظةً ولَو قطعَ الخُطبةَ بذلكَ فإنَّهُ إذَا أخَّرَهُ لحظةً فقد رضيَ ببقائِهِ على الكُفرِ لحظةً ومَن رضيَ بذلكَ كَفَرَ وصارَ الرَّاضِي بِهِ مُرتدًّا وهذا لا أعلمُ فيهِ خِلافًا> إلخ..

8

وكان هذا الجاهل يقول الحقَّ ويحكُم بكُفر مَن استنطق كافرًا بالكُفر دون تفصيل ثُمَّ لمَّا شذَّ واتَّبع هواه استدرك على قوله القديم فزعم أنَّه لو استنطقه بالكُفر لا يكفُر بالضَّرورة لأنَّه قد يستنطقُه بالكُفر دون أنْ يرضى به!

9

ولو تفكَّر الخصم لأدرك أنَّ الأمر بالكُفر لا ينفكُّ عن إرادة وُقوعه وهذا عين قَبول الكُفر؛ وهل إرادةُ الإنسان وُقوعَ الكُفر مِن نفسه أو مِن غيره إلَّا رضًا بالكُفر! فكيف يُخالف الجَهَلَة المُتصولحة في مثل هذا الحقِّ!؟

10

قال في [شرح المُسايرة]: <الرِّضَا ترك الاعتراض على الشَّيء لإرادة وُقوعه> انتهى وقال الصَّاوي في [شرح جوهرة التَّوحيد]: <وأمَّا القَبول بالنِّسبة لغيره تعالى؛ فهُو الرِّضَا بالشَّيء مع ترك الاعتراض على فاعله> انتهى.

11

واعلم أخي القارئ أنَّ العقائد الدِّينيَّة الصَّحيحة ليست ممَّا يُؤخذ بالمُطالعة مِن الكُتُب دون فهم مُوافق لِمَا وجَّه إليه العُلماء فانبِذوا مَن علمتُم أنَّ شيخه كتاب لا يعقل وأنَّه يرجع إلى ورق وحبر وفهم سقيم لا إلى الشَّرع.

12

وقد ترَون كيف شذَّ بعض مَن استقلَّ بفهمه السَّقيم فارتمَى في أحضان إبليس حتَّى بتنا بحاجة إلى الرَّدِّ عليه انتصارًا لحُكم الدِّين في بيان كُفر مَن أمر بالكُفر وفي بيان أنَّ الأمر بالكُفر رضًا به وأخذًا وقَبولًا له.

13

والخُلاصة أنَّه لا خلاف بين عُلماء أهل السُّنَّة والجماعة أنَّ الأمر بالكُفر كُفر ولو لم يقترن الأمر بالفرح والسُّرور، ولا عبرة بقول مَن لم يُجعل له في قلبه نُور.. والله تعالى هُو المُستعان وهُو نعم المَولى ونعم النَّصير.

انتهى.

Jan 26, 2021, 3:22 AM

نعي الحاجَّة سميرة دلال القاضي

بسم الله الرَّحمَن الرَّحِيم

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ

ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً

فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي

بمزيد مِن الرِّضَى بقضاء الله وقدره

ننعي إليكُم

الحاجَّة سميرة دلال القاضي

رحمها الله

والَّتي توفَّاها الله في لبنان

جاء في الحديث: <ما الميِّت في قبره إلَّا شبه الغريق المُتغوِّث ينتظر دعوة مِن أب أو أُمٍّ أو أخ أو صديق ثقة أو ولد صالح فإذا لحقه ذلك كانت أحبَّ إليه مِن الدُّنيا وما فيها وإنَّ الله عزَّ وجلَّ يُدخِل على أهل القُبور مِن دُعاء أهل الدُّور أمثال الجبال وإنَّ هديَّة الأحياء للأموات الاستغفار لهُم> رواه البَيهقيُّ في [شُعب الإيمان].

فلا تبخلوا بالدُّعاء والاستغفار لها وقراءة القُرآن عن رُوحها.

إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

Jan 25, 2021, 11:17 PM

نعي الحاجِّ محمود مُحمَّد نجَّارين

بسم الله الرَّحمَن الرَّحِيم

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ

ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً

فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي

بمزيد مِن الرِّضَى بقضاء الله وقدره

ننعي إليكُم

الحاجَّ محمود مُحمَّد نجَّارين

رحمه الله

والَّذي توفَّاه الله في لبنان

جاء في الحديث: <ما الميِّت في قبره إلَّا شبه الغريق المُتغوِّث ينتظر دعوة مِن أب أو أُمٍّ أو أخ أو صديق ثقة أو ولد صالح فإذا لحقه ذلك كانت أحبَّ إليه مِن الدُّنيا وما فيها وإنَّ الله عزَّ وجلَّ يُدخِل على أهل القُبور مِن دُعاء أهل الدُّور أمثال الجبال وإنَّ هديَّة الأحياء للأموات الاستغفار لهُم> رواه البَيهقيُّ في [شُعب الإيمان].

فلا تبخلوا بالدُّعاء والاستغفار له وقراءة القُرآن عن رُوحه.

إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

Jan 25, 2021, 11:15 PM