باب ما يَقُولُ عِندَ افْتِتاحِ الصَّلاةِ

باب ما يَقُولُ عِندَ افْتِتاحِ الصَّلاةِ

  • عن أمّ رافِعٍ رضي الله عنها أنّها قالتْ: يا رسولَ اللهِ دُلَّني على عَمَلٍ يُؤجِرُني الله عليه، قال: «يا أمَّ رافِعٍ، إِذَا قُمْتِ إِلَى فَسَبِّحِي اللَّهَ عَشْرًا، وَهَلِّلِيهِ عَشْرًا، وَاحْمَدِيهِ عَشْرًا، وَكَبِّرِيهِ عَشْرًا، وَاسْتَغْفِرِيهِ عَشْرًا، فَإِنَّكِ إِذَا سَبَّحْتِ عَشْرًا قَالَ: هَذَا لِي، وَإِذَا هَلَّلْتِ قَالَ: هَذَا لِي، وَإِذَا حَمِدْتِ قَالَ: هَذَا لِي، وَإِذَا كَبَّرْتِ قَالَ: هَذَا لِي، وَإِذَا اسْتَغْفَرْتِ قَالَ: قَدْ غَفَرْتُ لَكِ». هذا حدِيثٌ حسَنٌ أخرجَه ابنُ السُنِّيّ.
  • وعن أمّ رافع رضي الله عنها أنّها قالت: يا رسولَ اللهِ أَخبِرْني بشيءٍ أفتَتِحُ به صَلاتِي، فذَكَر الحدِيثَ نحوَه.
  • وأخرَج التّرمذِيّ وصحّحه عن أنسٍ رضي الله عنه أنّ أُمَّ سُلَيم رضي الله عنها قالتْ: يا رسولَ الله، علِّمْنِي كلِماتٍ أقُولُهنَّ في صَلاتِي، فذكَر نحوَه، وأخرجَه أبو يَعلَى مِن وَجهٍ ءاخَر.
  • عن أبي سعيدٍ الخُدري رضي الله عنه قال: كان رسول الله r إذَا افتَتَح الصّلاةَ كبَّر ثم قال: «سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ([1])، وَلا إلـٰهَ غَيْرُكَ». هذا حدِيثٌ حسَنٌ أخرجَه أبو داود.
  • عن الأسوَدِ – هو ابنُ يَزِيدَ – أنّ عُمرَ رضي الله عنه حِينَ افتَتَحَ الصّلاةَ كبَّرَ ثُمّ قال: «سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ» الحديثَ إلى «وَلا إلـٰـه غَيْرُك». هذا موقوفٌ صحيح أخرجه البَيهقيّ.
  • عن عليّ رضي الله عنه قال: كان رَسولُ الله r إذَا افتَتَح الصّلاةَ قال: «سُبْحانَكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَعَمِلْتُ سُوءًا فاغْفِرْ لِي، إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، وَجَّهْتُ وَجْهِي» فذكَره إلى قولِه: «مِنَ الـمُسْلِمِينَ».

أخرجه الحاكِم عن أبي إسحاقَ. قال البيهقيُّ: يَحتمِل أن يكونَ لأبِي إسحاقَ فيه شَيخانِ. قلتُ: وعلَى هذا الاحتِمالِ فيَكونُ صحِيحًا.

  • عن ابنِ جُبَيرِ بنِ مُطعِمٍ عن أبِيه رضي الله عنه قال: كان رَسولُ اللهِ r إذَا دَخلَ في الصّلاةِ كبَّرَ ثُمّ قال: «اللهُ أَكْبَرُ([2]) كَبِيرًا ثَلاثًا، الحَمْدُ للهِ كَثِيرًا ثَلاثًا، سُبْحانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ ثَلاثًا، أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ»، قال: وهَمْزُه الـمُوْتَةُ، ونَفْخُه الكِبْر، وَنَفْثُهُ الشِّعْرُ([3]). هذا حدِيثٌ حسَنٌ أخرجَه أبو داود.
  • عن أبي سَعيدٍ الخُدريّ رضي الله عنه قال: كان رَسولُ الله r إذَا قامَ يُصلِّي باللَّيلِ كَبَّر ثُمّ قال: «سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، ولَا إلـٰـه غَيْرُكَ، لا إلـٰـه إِلَّا اللهُ» ثَلاثًا «اللهُ أَكبَرُ» ثَلاثًا، ثُمّ يَقُولُ: «أَعُوذُ بِاللهِ السَّمِيعِ العَلِيمِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ» ثُمّ يَقرَأُ. هذا حدِيثٌ حسَنٌ أخرجَه التّرمذيّ.
  • عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضي الله عنه عن النَّبِيّ r «أنّه كانَ يَتَعَوَّذُ باللهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِه وَنَفْثِهِ»، قال: «وهَمْزُه الـمُوْتةُ، ونَفْخُه الكِبْرُ، وَنَفْثُه الشِّعْرُ». هذا حدِيثٌ حسَنٌ أخرجَه ابن ماجهْ.

[1])) قال شيخنا رحمه الله: «ويُقال الجَدُّ بمعنَى العظَمةِ {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنا} [سورة الجن: 3]، أي: عظَمةُ رَبِّنا، أي: عظمةُ ربِّنا تعالى كامِلٌ ما فيه نَقصٌ». وقال ابنُ الأثير في النهاية (1/244): «(وَتَعَالَى جَدُّكَ)، أي: علَا جَلالُك وعَظمتُك».

[2])) أي: أعظَمُ مِن كُلّ شيءٍ قَدْرًا، وهو مُنزَّهٌ عن الحَجمِيّةِ والكَيفيّة.

[3])) قال ابنُ بطّال في شرح البخاري (9/320): «وهَمْزُه: الـمُوتةُ الَّتِي تَأخُذ صاحِبَ الـمَسّ».

وقال مُلّا عليّ القاري في الـمِرقاة (2/679): «وهَمْزُه الـمُوتَةُ بالضّم وفتح التّاء نوعٌ مِن الجُنونِ والصَّرْعِ يَعترِي الإنسانَ، فإِذَا أفاقَ عاد علَيه كمالُ عَقلِه كالنّائِم والسَّكرانِ، قاله الطّيبيّ. وقال أبو عُبَيدةَ: الجُنونُ سَمّاه هَمْزًا لأنّه يَحصُل مِن الهَمزِ والنَّخْسِ، وكلُّ شيءٍ دَفعتَه فقَد هَمَزْتَه، ثُمّ قال الطّيبيّ: إنْ كان هذا التفسيرُ مِن مَتنِ الحديثِ فلا مَعدِلَ عنه، وإن كان مِن بَعضِ الرُّواةِ فالأنسَبُ أن يُرادَ بالنَّفْثِ السِّحرُ لِقَوله تعالى: {وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ» [سورة الفلق: 2]». وقال السِّنديّ في حاشيته على ابن ماجه (1/270): «(وَنَفْثُهُ الشِّعرُ) فإنَّه يَنفُثهُ مِن فِيهِ كالرُّقْبة، والمراد الشِّعرُ المذمومُ وإلّا فقد جاء: «إنَّ مِنَ الشِّعر لَحِكْمةً»، ونَفْخُه الكِبْرُ بكَسرٍ فسُكونٍ، أي: التَّكبُّرُ وهو أنْ يَصيرَ الإنسانُ مُعظَّمًا كبِيرًا عند نَفسِه ولا حقيقةَ له إلّا مِثلُ أنَّ الشَّيطانَ نَفخَ فِيهِ فانتَفخَ فرأى انتِفاخَه مِمّا يَستحِقّ به التَّعظيمَ مع أنّه على العَكسِ».

باب تَكْبِيرَةِ الإِحْرامِ

باب القِراءَةِ بَعدَ التَّعَوُّذ