بين الملاحدة وأهل الفتنة

بين الملاحدة وأهل الفتنة

أهل الفتنة بينَهُم وبين الملاحدة تشابُه مِن بعض الوُجوه.

فالمُلحد يعيش طول حياته يتجدَّد عنده السُّؤال عن الخالق كُلَّ لحظة لأنَّ كُلَّ ما حوله يدُلُّه بالضَّرورة على وُجود الخالق سُبحانه وتعالَى؛ ولذلك يجد المُلحد نفسه بحاجة إلى استدامة عرض الشُّبُهات الإلحاديَّة على ذهنه ليبقَى في حالة غفلة عن الإيمان بالله الخالق العظيم والعياذ بالله تعالَى.

وكذلك الواحد مِن أهل الفتنة يتجدَّد عنده أسئلة كثيرة مثل: ماذا لو كان الشَّيخ الهرريُّ مُحِقًّا في تكفيره المُجسِّمة وتكفير مَن لم يُكفِّرهُم؟ السَّادة الأحباش لم يأتوا بتلك النُّصوص الَّتي تُفيد الإجماع على تكفير المُجسِّم الحقيقيِّ إلَّا مِن بُطون كُتُب العُلماء فماذا لو كان الحقُّ معهُم علينا؟

ولذلك يجد الواحد مِن أهل الفتنة نفسه بحاجة إلى استدامة عرض الشُّبُهات على ذهنه ليبقَى في حالة غفلة مثلًا عن أنَّ قَتْلَ عمَّار بن ياسر ظُلم قبيح أخبرنا عنه نبيُّنا صلَّى الله عليه وسلَّم قبل وُقوعه ونَقَلَتِ الأُمَّة هذا الحديث عن الرَّسول بالتَّواتُر أي بالطَّريق الَّذي لا سبيل إلى تكذيبه أو ردِّه.

وكذلك يجد الواحد مِن أهل الفتنة نفسه بحاجة إلى استدامة عرض الشُّبُهات على ذهنه ليبقَى في حالة غفلة عن أنَّ الأُمَّة كُلَّها أخذت بالقَبول ما ورد في العقيدة الطَّحاويَّة: (ومَن وصف الله بمعنًى مِن معاني البشر فقد كَفَرَ مَن أبصر هذا اعتبر وعن مثل قول الكُفَّار انزجر) انتهَى.

Sep 08, 2022 9:56:50am

نهج حياة

سَرَى فِي الكَونِ نُورُ سَنَاهْ ~ وَمِسكًا فَاحَ عِطرُ شَذَاهْ

رَسُولُ اللهِ سِيرَتُهُ ~ منارُ هُدَى ونهجُ حياهْ

مُحمَّدُنا وَسِيلَتُنَا ~ فَمِلءُ الخَافِقَينِ نَدَاهْ

أَضَاءَت عِندَ طَلعَتِهِ ~ مَرَابِعُنَا فَمَا أَحلَاهْ

عَسَى طَهَ يُبَشِّرُنَا ~ بِمَا نَرجُوهُ يَومَ لِقَاهْ

حَبِيبٌ قَد عَشِقنَاهُ ~ وَبَذلُ الرُّوحِ طَابَ فِدَاهْ

شَفِيعُ المُذنِبِينَ بَلَى ~ فَكَيفَ المُرتَجَى لَولَاهْ

وَبَينَ النَّاسِ مَن أَرجُو ~ إِذَا اشتَدَّ الظَّلَامُ سِوَاهْ

أُنَادِي فِي الوَرَى أَنتُم ~ إِمَامِي يَا رَسُولَ اللهْ

فُؤَادِي عَامِرٌ فِيكُم ~ وَأَنتُم سَيِّدِي مَولَاهْ

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

Sep 14, 2022 6:40:44am