باب ما يَقُولُ عِندَ الرَّفْعِ وَالوَضْعِ وَالتَّسْلِيم
- عن حُذَيفةَ رضي الله عنه قال: كانَ رَسولُ اللهِ r يقُول في رُكُوعِه: «سُبْحانَ رَبِّيَ العَظِيم» ثَلاثًا، وَفِي سُجُودِه: «سُبْحانَ رَبِّيَ الأَعلَى» ثَلاثًا. هذا حدِيثٌ حسَنٌ أخرجَه ابنُ خُزيمةَ.
- عن ابنِ مَسعودٍ رضي الله عنه قال: «رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ r يُكَبِّرُ فِي كُلِّ رَفْعِ وَوَضْعٍ وَيُسلِّمُ عَن يَمِينِهِ وَعَن يَسارِهِ، وَرَأَيْتُ أبا بَكرٍ وعُمرَ يَفْعلانِ مِثلَ ذلكَ». هذا حدِيثٌ صحِيحٌ أخرجَه أحمدُ.
- عن وائلِ بنِ حُجْرٍ الحَضرمِيّ أنّه صَلَّى معَ رَسولِ الله r «فكانَ يُكبِّرُ إذَا خَفَضَ وَإِذَا رَفَعَ» هذا حدِيثٌ حسَن أخرجَه أحمد.
- وأخرَج أحمدُ والنَّسائيُّ مِن حَديثِ أَنَسٍ قال: كانَ رَسولُ اللهِ r يقولُ: «اللهُ أَكْبَرُ» كُلَّما وَضَعَ وكُلَّما رَفَعَ([1]).
وأخرَج أحمَدُ مِن حَديثِ مالِكٍ الأشعَرِيّ أنّه([2]) جَمَعَ قَومَه فصَلَّى بهِم الظُّهرَ، فكَبَّرَ فقَرأَ ثُمّ كَبَّر فَركَعَ ثُمّ كَبَّر فَخَرَّ ساجِدًا ثُمّ كَبَّر فَرَفَع، وذكَرَ الحدِيثَ وقال: «إنَّها صَلاةُ رَسولِ اللهِ r».
وأخرَجَه ابنُ ماجهْ مِن حَديثِ أبِي مُوسَى الأشعَرِيّ بلَفظِ: «كانَ رَسُولُ اللهِ r يُكَبِّرُ في كُلِّ رَفْعٍ وخَفْضٍ وقِيامٍ وقُعُودٍ».
وأَخرجَ البَزّارُ عن أبِي مُوسَى أنّه قال: «لقَد صلَّى بِنا عَليُّ بنُ أبي طالِبٍ صَلاةً كُنّا نُصَلِّيها معَ رَسولِ اللهِ، فكانَ يُكَبِّرُ إذَا سَجَدَ وإذَا رَفَعَ» وذَكَر الحديثَ.
وأسانِيدُ هذِه الطُّرُق كُلِّها حِسانٌ.
- عن سَعيدِ بنِ الحارِث قال: اشتَكَى أبو هُريرةَ رضي الله عنه أو غابَ فَصَلَّى بِنا أبو سَعيدٍ الخُدرِيُّ رضي الله عنه فجَهَرَ بالتّكبِيرِ حِينَ افْتَتَحَ الصَّلاةَ وحِينَ رَكَع وبَعدَما قال: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَه، وحِينَ رَفعَ رَأسَه مِن السُّجُودِ، وحِينَ سَجَدَ، وحِينَ رَفعَ، وحِينَ قامَ مِنَ الرَّكعَتَينِ، فلَمّا انصَرفَ قِيل لهُ: قدِ اختَلَفَتِ النّاسُ علَى صلاتِكَ حتّى قامَ عِندَ الـمِنبَرِ فقال: «أيُّها النّاسُ إنِّي وَاللهِ ما أُبالِي اختَلَفتْ صَلاتُكم أمْ لَم تَختَلِفْ، إنِّي رأَيتُ رَسولَ اللهِ r هكذا يُصَلِّي». هذا حدِيثٌ صَحِيحٌ أخرجَه أحمد.
- عن عَبدِ الله بنِ مَسعودٍ رضي الله عنه قال: «كان رَسولُ اللهِ r يُسلِّمُ عَن يَمِينِه «السَّلامُ علَيكُم ورَحمَةُ اللهِ»، وعن يَسارِه: «السَّلامُ علَيكُم ورَحمَةُ اللهِ» حتَّى يُرَى بَياضُ خَدِّه مِنها».
هذا حديثٌ صحِيحٌ أخرجَه ابن خُزيمة في صحيحه، وزاد ابن حِبّانَ: «وَبَرَكاتُهُ» وكذا زادها أبو العبّاس السَّرّاجُ ولَفظُه: كان النَّبِيُّ r يُسَلِّمُ عَن يَمِينِه وعَن يَسارِه حتَّى يُرَى بَياضُ خَدِّه: «السَّلَامُ عَلَيكُم وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ»، وقد أخرجه أبو داود عن مُسدَّدٍ ع أبِي الأحوَصِ وليسَ فِيه: «وَبَرَكاتُهُ».
- عن عَلْقمةَ بنِ وائلِ بنِ حُجْرٍ عن أبِيه رضي الله عنه قال: صَلَّيتُ معَ النَّبيّ r فكانَ يُسَلِّمُ عَن يَمينِه: «السَّلامُ عَلَيكُم وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُه»، وعن شِمالِه: «السَّلَامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللهِ».
هذا حدِيثٌ حسَنٌ أخرجَه أبو داود عن عَبْدةَ بنِ عبدِ الله والسَرَّاجُ عن محمّدِ بنِ رافعٍ كلاهُما عن يَحيَى بن ءادمَ، ولَم أرَ عِندهُم: «وَبَركاتُهُ» في الثانِية.
- عن عمرِو بنِ واسِعِ بنِ حبّانَ([3]) أنّه سأَلَ عَبدَ الله بنَ عُمرَ رضي الله عنهما عن صَلاِةِ رَسولِ الله r كيفَ كانتْ؟ فذَكَرَ التّكبِيرَ وذكَرَ التَّسلِيمَ: «السَّلامُ عَلَيكُم وَرَحْمَةُ اللهِ» علَى يَمينِه، «السَّلامُ عَلَيكُم وَرَحْمَةُ اللهِ» على يَسارِه. هذا حدِيثٌ صحِيحٌ أخرجَه ابن خُزيمةَ عن أحمد.
[1])) قال الحافظ العسقلانيّ في الفتح (2/270): «هو عامٌّ في جَمِيع الانتِقالاتِ في الصّلاةِ لكِن خُصَّ مِنهُ الرَّفعُ مِن الرُّكوعِ بالإجماعِ فإنّه شُرعَ فيه التَّحمِيدُ».
[2])) أي: مالِكًا الأشعرِيَّ.
[3])) بِفَتح الحاء المهمَلة، كذا ضبطَه الـمَجدُ بن الأثير في جامع الأصول (12/894).
