*أهل الفتنة يطعنون بحديث رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام*
الحمدلله وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله.
وبعدُ فقد جاء في الحديث الَّذي رواه ابن حبَّان إضافة لفظ (ذُنوب) إلى سيِّدنا مُحمَّد وعيسَى عليهما السَّلام، ولفظ الحديث: <لَو أَنَّ اللهَ يُؤَاخِذُنِي وَعِيسَى بِذُنُوبِنَا لَعَذَّبَنَا وَلَا يَظلِمُنَا شَيئًا> انتَهَى.
ولفظ (ذُنوب) وإن كان جمعًا لكنَّه لا يدُلُّ على الكثرة وسبب ذلك:
1) أنَّ مِن شأن العرب إذا ذكروا الشَّيئين مِن اثنَين (يعني شيئًا واحدًا مِن شخص وشيئًا واحدًا مِن آخَرَ) جمعُوهُما لأنَّه لا يُشكل.
2) ولأنَّ العرب يستثقلون مجيء تَثنِيَتَينِ كما لو قُلنا: (ذَنبَاكُمَا) فجمعُوهُما فقالوا: (ذُنوبُكُما) وهذا مِن أفصح كلام العرب.
ومعناه أنَّ العرب تستعمل صيغة الجمع في الكلام على اثنين إن لم يكُن فيه لُبس أو إشكال. ولفظ ذُنوب في كلام نبيِّنا عليه الصَّلاة والسَّلام ليس فيه لبس ولا إشكال لأنَّ الأنبياء لا يقعون في الذُّنوب الكثيرة.
وقد أشار العُلماء إلى هذا الاستعمال في القُرآن وذلك كما في قوله تعالَى: {إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} الآية (4) سُورة التَّحريم.
فقد ذكر الخطيب الشِّربينيُّ في تفسيره المُسمَّى [السِّراج المُنير في الإعانة على معرفة بعض معاني ربِّنا الحكيم الخبير] جـ/(4) صـ/(355) ما نصُّه: ({قُلُوبُكُمَا} مِن أفصح الكلام حيث أوقع الجمع موقع المُثنَّى استثقالًا لمجيء تثنيتَين لو قيل: “قلباكُما” ومِن شأن العرب إذا ذكروا الشَّيئَين مِن اثنَين جمعُوهُما لأنَّه لا يُشكل) انتهَى.
أمَّا أهل الفتنة فجَهَلَة مُتصولحة لا يعرفون مِن استعمالات العرب اللُّغويَّة ما يسمح لهُم بفهم معاني الحديث النَّبويِّ الشَّريف إذا قرأُوه ولهذا فقد اتَّهموا مَن تكلَّم في حديث ابن حبَّان المذكور في أوَّل هذا المقال فبالغوا في إنكار استعمال لفظ (ذُنوب) مُضافًا إلى سيِّدنا مُحمَّد وعيسَى عليهما السَّلام وهُم غافلون أنَّهُم لمَّا طعنوا بمَن قرأ الحديث مِن مشايخ أهل السُّنَّة والجماعة توصَّلوا إلى الطَّعن بنبيِّنا المُصطفَى لأنَّ إضافة لفظ ذُنوب إنَّما وقعت مِن كلامِه وفي حديثه صلوات الله عليه وسلامُه.
فهل علمتُم ما عاقبة أن يكون الواحد مِن (قراقيع) أهل الفتنة؟ فاحمدوا الله تعالَى أن نجَّاكُم ممَّا ابتلاهُم به مِن جهل وزيغ وتحريف وزندقة.
نهاية المقال.
Jan 09, 2023 6:49:23am
توفي الشيخ عبد الرزاق الشريف
رحمة الله عليه
وجمعنا الله به في الفردوس الأعلى
لو نقرأ له الفاتحة ونهبه مثل ثواب ما تقبل من أعمالنا
موت العلماء
بلاء على الأحياء
وقبض العالِم
قبض لجزء من العلم
*رحم الله تعالى الشيخ الطيب الزاهد عبدالرزاق الشريف* رحمة واسعة وأوصل إليه مثل ثواب ما تقبل من عملي في عمري ءامين
Jan 10, 2023 10:30:22pm
