أهل الفتنة في خدمة إخوانهمُ المُشبِّهة

الحمدلله وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله.

1

وبعدُ فإنَّ أهل الفتنة تركوا تكفير إخوانِهُم المُشبِّهة والعياذ بالله؛ بل ويزعُمون أنَّ مِن أُولئك المُشبِّهة بعض أكابر عُلماء الأشاعرة في زمننا! وكذبوا.. فإنَّ مَن قال: “إنَّ لله تعالَى أُذُنًا” لا يكون مِن عُلماء المُسلمين ولا خلاف أنَّه مُشبِّه كافر ضالٌّ مُخالف لقوله تعالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}..

2

ولا يخفَى أنَّ الأُذُن أداة لا تكون إلَّا لذي الجسم ولذلك قال أبو جعفر الطَّحاويُّ في عقيدته الَّتي ذكر أنَّها عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة عقيدة أبي حنيفة وصاحبَيه أبي يوسُف القاضي ومُحمَّد بن الحسَن الشَّيبانيِّ: <تعالَى الله عن الحُدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات> إلخ..

3

هذه عقيدة أهل السُّنَّة، وأمَّا أهل الفتنة فإنَّ العبد لو نسب لله تعالَى الحدَّ أو العُضو أو الأداة فإنَّه عندهُم لا يكون كافرًا مُشبِّهًا ويكفي في بيان كونهم ضالِّين قول الطَّحاويِّ: <فمَنْ وصف اللهَ بمعنًى مِن معاني البشر فقد كفر مَن أبصر هذا اعتبر وعن مثل قول الكُفَّار انزجر> انتهى.

4

إذًا أهل الفتنة ليسوا مِن أهل السُّنَّة والجماعة في شيء بعد هذا؛ وهُم في خدمة المُشبِّهة القائلين بأنَّ الله تعالَى جسم والعياذ بالله مِن كُلِّ هذه العقائد الكُفريَّة ولكنَّهُم لا يُصرِّحون بذلك كي لا يطرُدُهُمُ المُسلمون بل يسلُكون في سبيل ذلك طريقًا فيه مِن المكر ما يُشبه وُجوههُمُ الخبيثة.

5

وبُغية التَّغطية على حقيقتهم؛ يتنطَّع أهل الفتنة إلى الكلام في مسائل فقهيَّة يُشكل على بعض العامَّة فهمُها كما في الفرق بين النَّظر إلى ذات وحقيقة العورة وبين النَّظر إلى انعكاس صورتها في الماء والمرايَا؛ يثيرون مثل هذه المسائل للتَّغطية على عملهمُ الدَّؤُوب في خدمة المُجسِّمة.

6

وردُّنا على أهل الفتنة في كُلِّ مرَّة تأكيد على منهج الحقِّ الَّذي أرساه عُلماء أهل السُّنَّة والجماعة ولا نقول إلَّا كما قال عُلماؤُنا فمِن ذلك: <فمَنْ وصف اللهَ بمعنًى مِن معاني البشر -أي بصفة مِن صفات البشر- فقد كفر مَن أبصر هذا اعتبر وعن مثل قول الكُفَّار انزجر> انتهى.

7

ونقول كما قال ابن المُعلِّم القُرشيُّ في كتابه [نجم المُهتدي ورجم المُعتدي]: <ومَن كفَّرناهُ مِن أهلِ القِبلةِ كالقائلينَ بِخَلقِ القُرءآنِ وَبأنَّهُ لا يَعلَمُ المَعدوماتِ قَبلَ وُجودِها ومَن لا يُؤمِنُ بالقَدرِ؛ وكذا مَن يَعتقدُ أنَّ اللهَ جالسٌ على العَرشِ كما حَكاهُ القاضي حُسَينُ عن نَصِّ الشَّافِعيِّ> انتهى.

8

والخُلاصة أنَّ أهل الفتنة سَعْيُهُم في تضليل وكيدُهُم كيد خاسر مفتون وكيد الخاسر يفتك بصاحبه؛ وما تلك المسائل الَّتي يُثيرونها للتَّغطية على مساعيهمُ الحقيقيَّة في خدمة المُجسِّمة إلَّا دليل جديد على شدَّة تخبُّطهم وكونهم مِن الجَهَلَة على التَّحقيق في كُلِّ باب وكُلِّ مسألة.

تنبيه:

لم يرد إطلاق الأُذُن مُضافًا إلى الله تعالَى أبدًا لا في القُرآن الكريم ولا في السُّنَّة الصَّحيحة أمَّا أنْ يُقال: “لله عين لا كأعيُننا” أو “يد لا كأيدينا” أو “وجه لا كوُجوهنا” على غير معنَى الأعضاء والجوارح فذلك جائز شرعًا لأنَّه ورد في الشَّرع، ولا نقيس الأُذُن على اليد والوجه والعين لأنَّ اليد والوجه والعين وردت ولا يشترط فيها الجسميَّة أمَّا الأُذُن فلم ترد وهي لا تكون إلا للمخلوق الَّذي هو جسم، ولا يُقاس الخالق على المخلوق فمَن قال: (لله أُذُن لا كآذاننا) فهُو كافر لا تأويل له.

نهاية المقال.

Sep 21, 2021, 10:22 PM

نعي الدَّاعية إيمان الشَّيخ رحمها الله

بسم الله الرَّحمَن الرَّحِيم

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ

ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً

فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي

بمزيد مِن الرِّضَى بقضاء الله وقدره

ننعي إليكُم

الدَّاعية إيمان الشَّيخ رحمها الله

والَّتي توفَّاها الله في السُّويد

جاء في الحديث: <ما الميِّت في قبره إلَّا شبه الغريق المُتغوِّث ينتظر دعوة مِن أب أو أُمٍّ أو أخ أو صديق ثقة أو ولد صالح فإذا لحقه ذلك كانت أحبَّ إليه مِن الدُّنيا وما فيها وإنَّ الله عزَّ وجلَّ يُدخِل على أهل القُبور مِن دُعاء أهل الدُّور أمثال الجبال وإنَّ هديَّة الأحياء للأموات الاستغفار لهُم> رواه البَيهقيُّ في [شُعب الإيمان].

فلا تبخلوا بالدُّعاء والاستغفار لها وقراءة القُرآن عن رُوحها.

إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

Sep 22, 2021, 10:19 AM

نعي الحاجَّة محاسن مُحمَّد شهاب رحمها الله

بسم الله الرَّحمَن الرَّحِيم

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ

ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً

فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي

بمزيد مِن الرِّضَى بقضاء الله وقدره

ننعي إليكُم

الحاجَّة محاسن مُحمَّد شهاب رحمها الله

والَّتي توفَّاها الله في بيروت – لُبنان

جاء في الحديث: <ما الميِّت في قبره إلَّا شبه الغريق المُتغوِّث ينتظر دعوة مِن أب أو أُمٍّ أو أخ أو صديق ثقة أو ولد صالح فإذا لحقه ذلك كانت أحبَّ إليه مِن الدُّنيا وما فيها وإنَّ الله عزَّ وجلَّ يُدخِل على أهل القُبور مِن دُعاء أهل الدُّور أمثال الجبال وإنَّ هديَّة الأحياء للأموات الاستغفار لهُم> رواه البَيهقيُّ في [شُعب الإيمان].

فلا تبخلوا بالدُّعاء والاستغفار لها وقراءة القُرآن عن رُوحها.

إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ Sep 22, 2021, 10:26 AM