أهل الفتنة في خدمة إخوانهمُ جَهَلَة المُتصوِّفة أهل الفتنة تركوا تكفير مَن كذَّب القُرآن الكريم

أهل الفتنة في خدمة إخوانهمُ جَهَلَة المُتصوِّفة

أهل الفتنة تركوا تكفير مَن كذَّب القُرآن الكريم

الحمدلله وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله.

1

وبعدُ فإنَّ التَّصوُّف الصَّادق منهج حقٍّ؛ ثُمَّ انتسب إلى التَّصوُّف غيرُ أهله فأضافوا إليه ما يُخالف الدِّين والشَّريعة فمِن ذلك أنَّهُم زعموا أنَّ التَّرحُّم على مَن مات مِن غير المُسلمين أمر جائز وهذا تكذيب للقُرآن الكريم.

2

وأهل الفتنة تركوا تكفير مَن كذَّب القُرآن الكريم فهُم يتَّخذون ممَّن قال بجواز التَّرحُّم على مَن مات مِن غير المُسلمين مشايخًا وأئمَّة يأتمُّون بهم ويُروِّجون لهُم وكيف لا وهُم يتَّبعونهُم في بغيهم وزيغهم وشُذوذهم والعياذ بالله.

3

ويكفي في الرَّدِّ عليهم قولُه تعالَى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ} فالدُّعاء لمَن مات على الكُفر بالرَّحمة فيه تكذيب لهذه الآية الكريمة فويل لكُلِّ مَن سوَّلت له نفسُه الافتراء على دين الله.

4

فالرَّحمة في الآخرة مُحرَّمة على كُلِّ مُكلَّف مات على الكُفر حتَّى الماء والرِّزق؛ قال الله تعالَى: {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ۚ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ}.

5

وقال الله تعالَى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} فرحمة الله في الآخرة خاصَّة بالمُؤمنين الَّذين يتَّقون الكُفر والشِّرك ولا ينالُها مَن مات على غير الإسلام.

6

وأهل الفتنة في تقديسهم وتعظيمهم لمَن كذَّب القُرآن الكريم وإجماع المُسلمين ضالُّون عاملون في خدمة جَهَلَة المُتصوِّفة مِن الزَّنادقة الَّذين يُضيفون إلى الشَّريعة ما يُكذِّبُها ويستدركون على حُكم الله سُبحانه وتعالَى.

7

هذا حال أهل الفتنة يُعظِّمون الزَّنادقة ثُمَّ يزعُمون أنَّهُم يعملون بكتاب الله وسُنَّة نبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم؛ وبعضُهُم يُحذِّر مِن أهل السُّنَّة والجماعة ويزعُم أنَّه يفعل ذلك مِن باب التَّحذير الواجب والعياذ بالله تعالَى.

8

فيترُك أهل الفتنة تكفير مَن كذَّب القُرآن الكريم وإجماع المُسلمين وينشغلون بإثارة مسائل يُحرِّمون فيها النَّظر إلى ما ليس بعورة حقيقيَّة ولو بغير شهوة ولو مع الأمن مِن الفتنة؛ لتغطية حقيقة وُقوفهم مع الزَّنادقة الكُفَّار.

9

والخُلاصة أنَّ أهل الفتنة سَعْيُهُم في تضليل وكيدُهُم يفتك بهم؛ وأما المسائل الَّتي يُثيرونها للتَّغطية على مساعيهمُ الحقيقيَّة في خدمة جَهَلَة المُتصوِّفة فهي دليل جديد على شدَّة تخبُّطهم وكونهم مِن الجَهَلَة على التَّحقيق.

انتهَى. Sep 22, 2021, 9:54 PM