مِن القلب إلى القلب
لمَن كان عنده قلب
الحمدلله وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله.
1
وبعدُ فأسأل الله أنْ يتقبّل الله منكم إخواني وأخواتي وأنْ يُبارك لكُم في هذه الأيَّام المُباركة الَّتي أحببتُ أنْ أُوجِّه إليكم فيها رسالة وَدِدْتُ أنْ تكون [مِن القلب إلى القلب لمَن كان عنده قلب] عسى أنْ يجعل الله فيها بركة وأنْ يُصلح بها قومًا ضربهم الغُرور على صفحات وُجوههم.
2
كان أهل الفتنة ولا يزالون يتَّهموننا بالتَّدليس على النَّاس في عرض أقوال العُلماء وما ذلك إلَّا لأنَّهم لم يفهموا أنَّنا إنَّما أعطيناهم خُلاصة المسائل وزُبدة التَّحقيق ولكن غرَّهم باللهِ الغَرورُ وزيَّن لهُمُ الشَّيطان سُوء عملهم، وما التَّدليس إلَّا دعاويهم الباطلة الَّتي عملوا على نشرها بَين المُسلمين.
3
فمِن تدليساتهم أنَّهم عمدوا إلى قول في مسألة خلافيَّة بَين أهل السُّنَّة والجماعة في مسألة عصمة الأنبياء عن صغائر لا خسَّة فيها فادَّعَوا بالقول الواحد إجماعًا مكذوبًا على الشَّرع والدِّين وأعمَوْا بصائرهم عن سائر الأقوال الأُخرى فتبًّا لهُم بما اقترفت أياديهم مِن الذُّنوب والآثام.
4
وأنكر أهل الفتنة لفظ المعصية الحقيقيَّة الصَّغيرة الَّتي لا خسَّة فيها في بيان ما جوَّزه الجُمهور على الأنبياء ثُمَّ غلَوْا فكفَّروا مَن نطق بتلك الكلمة مع أنَّ كُتُب العُلماء محشوَّة بالدِّلالة عليها كما في قول العُلماء: (المُراد الصَّغائر أو ترك الأَولى) وهل الصَّغائر إلَّا معاصٍ حقيقيَّة!؟
5
وقد اشتمل كلامُهم على تكفير ما لا يُحصَى مِن عُلماء أهل السُّنَّة والجماعة مِن السَّلف والخلف دون أنْ يرِفَّ لأحدهم جَفن مع أنَّنا بيَّنَّا لهُم أنَّ الحقيقيَّة هي الَّتي تُقابل المجازيَّة وأنَّ المجازيَّة كنحو ترك الأَولى أمَّا الحقيقيَّة فهي الصَّغيرة الَّتي لا خسَّة فيها ولا دناءة فلم يَثنهم ذلك.
6
علمًا أنَّ غير واحد مِن العُلماء قال: (بعد النُّبُوَّة) وغير واحد منهم قال: (بعد الوحي) وقال بعضهم غير ذلك بل وقد استعمل الإمام الجويني إمام الحرمَين لفظ (المُحرَّم) وهُو ما لم نستعملْه نحن في مئات المقالات الَّتي كتبناهَا بيانًا للحقِّ والصَّواب ولكون المسألة خلافيَّة.. فلم يسمعوا.
7
ولو قُدِّر لأهل الفتنة أنْ يطَّلعوا على كلام إمام الحرمَين في مسألة عصمة الأنبياء لصرَّحوا بتكفيره وهُو شيخ الغزاليِّ وإمام الأئمَّة والعَلَم الأشعريُّ الَّذي لا زال يخفِق عاليًا في سماء ميادين العِلم فلا حَوْل ولا قُوَّة إلَّا بالله العليِّ العظيم والحمدلله الَّذي عافانَا ممَّا ابتلى به أهل الفتنة.
8
وادَّعى أهل الفتنة أنَّ شيخنا الهرريَّ رحمه الله لم يُسبَق إلى القول بتكفير إخوة يُوسف؛ حتَّى فاجأناهم بأنَّ القُشيريَّ صرَّح أنَّهم شتموا أباهم نبيَّ الله يعقوب ولكنَّ أهل الفتنة دلَّسوا على مَن حولَهم مرَّة أُخرى فقالوا لهم إنَّ الَّذين صرَّح القُشيريُّ بأنَّهم شتموا أباهم ليس إخوة يُوسف وإنَّما أبناؤهم!
9
وأخفى أهل الفتنة عمَّن حولَهم قول القُشيريِّ في تفسير الآية الأُولى <بسطوا في أبيهم لسان الوقيعة فوصفوه بلفظ الضَّلال> ولا خلاف أنَّها في إخوة يُوسف وهُم مَن سوى بِنيامين فدلَّسوا عليهم وخدعوهم وأبَوْا أنْ يتراجعوا عن خطئهم حتَّى بعد أنْ عمَّت فضيحتهم وشاعت بَين النَّاس.
10
وزادوا تدليسًا فزعموا أنَّ القُشيريَّ لم يُكفِّر إخوة يُوسف مع أنَّه قرَّر أنَّهم شتموا أباهم نبيَّ الله يعقوب عليه السَّلام؛ واللهُ أعلمُ بما يتهامسون ولعلَّ قائل منهُم يقول إنَّه شتمٌ لا يُؤدِّي بصاحبه إلى الكُفر مع أنَّ المشتوم نبيٌّ كريم! ولو تجرَّأوا على التَّصريح بمثل هذا لحاربناهُم عليه.
11
فهل يُوجد تدليس أعظم مِن جعل شتم الأنبياء أمرًا هيِّنًا لا يُؤدِّي بصاحبه إلى الكُفر وقد تعلم أخي القارئ أنَّهم إنَّما تجرَّأوا على الخوض في مثل هذا عِنادًا وزيغًا ولهذا يُحاولون تجاوُز ما أقمنا به عليهمُ الحُجَّة في تصريحاتهم العلنيَّة كي لا ينفضَّ مِن حولهم مَن كان وافَقَهُم لجهله.
12
وكذلك حاربوا بعض فتاوى شيخنا الهرريِّ رحمه الله لجهلهم أنَّ العمل بالقول الضَّعيف في المذهب جائز في حالات وأنَّ مثل هذا لا يحرُم مُطلقًا عند الكُلِّ ولكن فاتهم الإشفاق على المُسلمين الَّذين ليسوا مِن أهل العزائم ثُمَّ خنعُوا ساكتِين عندما عرضنا لهُم أقوال العُلماء في ما تقدَّم بيانه.
13
فمَن هُو صاحب الفتاوى الباطلة؛ العالِم العامل العارف بقواعد الشَّريعة والمُؤيَّد بالدَّلائل والبراهين وأقوال العُلماء أم المُتصولحة المُتعولمة جَهَلَة العامَّة أهل الفتنة مِن كُلِّ جاهل مُتفيهق ثرثار مُتكبِّر مغرور كسول قاعد عن نشر العِلم والدِّين لا همَّ له إلَّا الطَّعن بالدُّعاة الصَّادقين!؟
14
نظروا في الكُتُب فقرأوا ما لا يملكون عليه جوابًا فظنُّوا أنَّنا مثلُهُم جاهلون لا جواب عندنا فلمَّا اقتضى الأمر الإجابة أجبناهُم وعلَّمناهُم ما كانوا يجهلون فركبهُمُ الغُرور وحكم فيهم التَّكبُّر حتَّى زعم خبيثُهُم أنَّ نشر بعض الأحاديث النَّبويَّة يمنع النَّاس مِن عمل المندوب! ففضح نفسه!
15
وبما أنَّنا في ظلِّ عيد الفطر السَّعيد أعاده الله عليكُم بالخير واليُمن والبركة فهذه دعوة لعودة مَن كان شذَّ وخرج عن الصَّواب لعلَّه في العيد يعود إلى رُشده وإلى القول المُحقَّق في مسائل الشَّرع بعيدًا عن الدَّعاوى الباطلة الفاسدة الَّتي ما أنزل الله بها مِن سُلطان.. والله المستعان.
انتهى
May 25, 2020, 11:20 AM
مبارك
لجميع الذين شاركوا معنا في -<مسابقة رمضان>- في صفحة -<أهل السُّنَّة>- على فيسبوك. ولا سيما الفائزين بالجوائز الثَّلاثة الأُولى. وكلُّ جائزة هي عبارة عن مجموعة مِن كُتُب [دار المشاريع] للطِّباعة والنَّشر والتَّوزيع سوف نعمل على إيصالها إلى الفائز إن شاء الله تعالى. تقبَّل الله طاعاتكم وكل عام وأنتم بخير .وحتى نلقاكم تقبَّلوا منا تحيات المحبة في الله.
May 24, 2020, 7:21 PM
غدا إعلان النتائج النهائية لمسابقة رمضان في صفحة أهل السنة في فيسبوك.
May 23, 2020, 1:47 PM
الحلقة 30
مِن مُسابقة أهل السُّنَّة في شهر رمضان المُبارك
1. أعطِ دليلًا على جواز التَّبرُّك بآثار النَّبيِّ مُحمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم.
2. على ماذَا يُعتمد في معرفة دُخول شهر رمضان؟
3. مَن القائل: <وإنَّا لأهل بيت ما أراد سلبنا سالب إلَّا وسُلب، ولا أشار إلى ضربنا ضارب إلا وضُرب، ولا طمع للغلبة علينا غالب إلَّا وغُلب>؟
May 23, 2020, 12:04 PM
موقع لطائف التنبيهات 