أهل الفتنة يستجيرون مِن الرَّمضاء بالنَّار كيف تراجع أهل الفتنة مِن خطإ إلى خطإ لتكبُّرهم عن قول الحقِّ

أهل الفتنة يستجيرون مِن الرَّمضاء بالنَّار

كيف تراجع أهل الفتنة مِن خطإ إلى خطإ لتكبُّرهم عن قول الحقِّ

1

وبعدُ فإنَّ الإمام الماتُريديَّ أكثرَ في تفسيره مِن استعمال عبارة (عامَّة أهل التَّأويل) وكان يعني بذلك أكثرَهُم؛ وأهل الفتنة زعموا أنَّه يقصد بها: الجَهَلَة الَّذين لا يعرفون قواعد العلم والتَّأويل؛ وذلك لأنَّهُم ما قرأوا كتابه.

2

فلمَّا أظهرنا لهُم أنَّ الإمام الماتُريديَّ يقول: (قال عامَّة أهل التَّأويل نحو ابن عبَّاس والضَّحَّاك ومُجاهد) إلخ.. وعرف صاحبُهُم أنَّهُ افتُضِح بجهله: رجع عن خطئه لكن إلى خطإ آخَرَ.. فصار كمَن هدم مصرًا ليبنيَ قصرًا.

3

واستجار صاحب أهل الفتنة مِن الرَّمضاء بالنَّار فزعم أنَّ الذَّنب عند عامَّة أهل التَّأويل في تفسير {وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ} هُو الذَّنب المجازيُّ وكذلك الإثم مجازيٌّ. وهذا كذب جديد منه وسيُفتضح فيه كما افتُضح أوَّل مرة.

4

والصَّواب أنَّ عامَّة أهل التَّأويل ما أرادوا الذَّنب المجازيَّ بل أرادوا الذَّنب الحقيقيَّ الصَّغير الَّذي لا خسَّة فيه بدليل قول الإمام الماتُريديِّ بعده: <ولكن هذا وَحش مِن القول> انتهى أي وجده مُوحشًا فلم يستأنس به.

5

فلو كان الإمام الماتُريديُّ أراد بما نَقَلَه عن عامَّة أهل التَّأويل الذَّنب المجازيَّ لَمَا وصفه بأنَّه وحش مِن القول ولَمَا خالفه لأنَّ هذا مذهب نفسه؛ فمتَى يعترف أهل الفتنة أنَّهُم كذَّابون وأنَّهُم يُخادعون النَّاس في دينهم!

6

ومتَى سيتراجع المغرور صاحب أهل الفتنة عن الفتوَى بغير علم إلى الحقِّ والصَّواب لا إلى مزيد مِن الأخطاء والفضائح الَّتي أثبتت لكُلِّ مَن أراد الله به خيرًا أنَّ أهل الفتنة لا علم عندهُم ولا أمانة ولا ضبط ولا تحقيق.

7

وحاول بعض أهل الفتنة أنْ يُحمِّل جريرة الخطإ الَّذي افتضحوا فيه إلى واحد منهُم وكأنَّ البقيَّة منهُم لم يَزِلُّوا حيث زلَّ صاحبُهُم.. والحقُّ أنَّهُم هُم الَّذين دفعوا صاحبهُم إلى الوُقوع في ذلك الخطإ فلمَّا وقع تبرَّأوا منه.

8

ولقد رأيت أنَّ أهل الفتنة كُلَّما تقدَّم واحدُهُم في السِّنِّ ازداد جهلًا وسفاهة وعنادًا حتى صار يصدق فيهم قول الشَّاعر: (كَسِنَّوْرِ عَبْدِاللهِ بِيعَ بِدِرْهَمٍ * صَغِيْرًا فَلَمَّا شَبَّ بِيعَ بِقِيرَاطِ).. والقيراط جُزء مِن أجزاء الدِّينار.

نهاية المقال.

May 26, 2021, 3:23 AM