ثناء عبد الله الغماريِّ على عبدالله الهرريِّ

إيقاظ الغافلين في الدِّفاع عن قُدوة العُلماء العاملين

الرَّدُّ على ذَنَب أهل الفتنة الطَّاعن في شيخنا الهرريِّ رحمه الله

وبيان ثناء الشَّيخ عبدالله الغماريِّ على الشَّيخ عبدالله الهرريِّ

الحمدلله وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله.

1

وبعدُ فقد تجرَّأ بعض الجَهَلَة على الطَّعن بمولانا الشَّيخ عبدالله الهرريِّ الحبشيِّ رحمه الله في مقال مُلئ بالافتراء وكشف عن سُقم فَهْمِ كاتبه الذي اعتمد على دعاوى وهابية كاذبة أوَّلُها زعمُه أنَّ الشَّيخ تعاون مع السُّلطات الإثيبوبيَّة ضدَّ المشايخ والدُّعاة مِن أبناء ملَّته فهذا كذب قبيح بشع يعرف ذلك كُلُّ مَن عاشر الشَّيخ رحمه الله أو رآه ولو لمرَّة واحدة فقط.

2

وتطرَّق كاتب المقال المُفترى إلى الطَّعن بالشَّيخ الشَّهيد نزار حلبي الرَّئيس السَّابق لجمعيَّة المشاريع الخيريَّة الإسلاميَّة؛ ولم يُشر الكاتب إلى أنَّ الشَّيخ نزارًا رحمه الله قُتل مظلومًا على أيدي عصابة وهَّابيَّة في بيروت؛ وهذا يُعطي بعض المعرفة لفكر كاتب المقال المُفترَى وتأثُّره بالحركات المُتطرِّفة الَّتي تُبيح اغتيال مشايخ وعُلماء أهل السُّنَّة والجماعة والعياذ بالله.

3

وقد زعم كاتب المقال المُفترى أنَّ الوهابي المدعو ناصر الألبانيَّ أعلى باعًا مِن الشَّيخ عبدالله الهرريِّ في علم الحديث وهذا كذب قبيح يُكذِّبه كون الألبانيِّ لا يحفظ حديثًا واحدًا بالسَّنَد المُتَّصل وكان عُلماء الأُمَّة أثنوا على الشَّيخ الهرريِّ ومنهُم عُلماء مُحدِّثون مُختصُّون بعلم المُصطلح.

4

قال المُحدِّث العلَّامة الشَّيخ عبدالله الغُماريُّ في [إتقان الصَّنعة] عندما ذكر الوهَّابيَّ الألبانيَّ: <وقد ردَّ عليه العلَّامة الشَّيخ عبدُالله الحبشيُّ الهرريُّ في كتابه [التَّعقب الحثيث على مَن طعن فيما صحَّ مِن الحديث] وهُو ردٌّ جيِّد مُتقن أبطل مزاعمه وبيَّن جهلَه بقواعد أُصول الحديث> انتهى.

5

كُلُّ هذا يُعطيك معرفة أخي القارئ في كون كاتب المقال المُفترَى رجل اعتمد في صياغة مقاله على افتراءات الوهَّابيَّة على عُلماء أهل السُّنَّة والجماعة وإلَّا لَمَا أثنَى على الألبانيِّ الوهَّابيِّ ولَمَا طعن بالشَّهيد الشَّيخ نزار حلبي رحمه الله والمقتول غدرًا على أيدي الوهَّابيَّة ولَمَا طعن بالشَّيخ الهرريِّ بذلك الشَّكل الَّذي لا يخفَى ما احتواه مِن غشٍّ وخداع للمُسلمين.

6

ونقم كاتب المقال المُفترَى على الشَّيخ الهرريِّ لأنَّه قال بتكفير المُعتزلة مع أنَّ الشَّيخ عبدالله واحد مِن مئات عُلماء أهل السُّنَّة والجماعة الَّذين كفَّروا المُعتزلة في بعض المسائل؛ وبهذا فضح كاتب المقال المُفترَى نفسه بأنَّه لم يُنشئ مقاله دفاعًا عن أهل السُّنَّة والجماعة وإنَّما عن الوهَّابيَّة تارة وعن المُعتزلة تارة أُخرَى والعياذ بالله تعالى مِن سُوء حاله.

7

وزعم كاتب المقال المُفترَى أنَّ جماعة الشَّيخ الهرريِّ يُكفِّرون العامَّة على كلام مُحتمِل للتَّأويل وهذا كذب وقح فإنَّ جماعة الشَّيخ الهرريِّ لا يُكَفِّرُون مَن قال كلامًا مُحتمِلًا للكُفر ولغيره إلَّا لو تعيَّن أنَّه أراد المعنَى الكُفريَّ بل وجماعة الشَّيخ الهرريِّ لا يُكفِّرون مَن قال كلمة صريحة في الكُفر إنْ لم يكُن يفهم معناها الكُفريَّ بل يفهم لها معنًى آخَر ليس كُفرًا.

8

أمَّا اعتراضه على تكفير المُعيَّن فليس مِن مذهب أهل السُّنَّة والجماعة؛ وإلَّا فكيف يُقام الحدُّ على المُرتدِّ إنْ أصرَّ على كُفره؟ قال تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ} وعندما نطق حفص الفرد بكلمة الكُفر قال له إمامُنا الشَّافعيُّ: <لقد كفرتَ بالله العظيم> انتهى.. فهل كاتب المقال المُفترَى أفهم في الدِّين مِن الشَّافعيِّ!؟

9

أمَّا ادِّعاء صاحب المقال المُفترَى أنَّ ممثَّل جماعة الشَّيخ الهرريِّ في إيطاليا يجهر بحُبِّ الصَّهيونيَّة فهذا مِن الكذب الوقح الَّذي يُسأل عنه يوم القيامة. وامتداح كاتب المقال المُفترَى ليُوسف القرضاويِّ الَّذي جوَّز أنْ يُخطئ النَّبيُّ في التَّشريع يزيدك تأكيدًا أنَّ كاتب المقال لا يهتمُّ بالتَّحقيق العلميِّ وإنَّما هُو حاطب بليل فنعوذ بالله تعالى مِن سوء حال المُفتري.

10

وأمَّا تنزيه كاتب المقال المُفترَى لمَن قاتل الخليفة الرَّاشد أمير المُؤمنين عليًّا رضي الله عنه في الجَمَل وصِفِّين والنَّهروان عن الوُقوع في العصيان فهذا مِن جهله ويكفي في الرَّدِّ عليه ما أثبته إمامُنا الأشعريُّ مِن توبة سيِّدنا طلحة وسيِّدنا الزُّبَير رضي الله عنهُما وهُمَا مِن المُبشَّرين بالجنَّة وهُما أعلى درجة مِن مُعاوية لأنَّ مُعاوية لم يكُن مِن السَّابقين الأوَّلين.

11

فشيخُنا الهرريُّ يقول في طلحة والزُّبَير رضي الله عنهُما كما قال إمامُنا الأشعريُّ فيهما فيما نقله عنه ابن فورك في [المُجرَّد]: <وإنَّهما رَجَعَا عن ذلك وندمَا (وأظهرَا التَّوبة) وماتَا تائبَيْنِ> انتهى والتَّوبة لا تكون ممَّا فيه أجر وثواب بل تكون مِن الوُقوع في العصيان فهل يطعن كاتب المقال المُفترَى بالإمام الأشعريِّ فيصفُه بالرَّافضيِّ كذلك!؟

12

فبيان حُكم الشَّرع في خُروج مُعاوية على الإمام عليٍّ لا يُعتبر سبًّا للصَّحابة رضوان الله تعالى عليهم بل هذا شرح للهدي النَّبويِّ فنبيُّنا عليه الصَّلاة والسَّلام هُو قال: <ويح عمَّار> أي يا حُزني عليه <تقتُلُه الفئة الباغية> أي الظَّالمة والحديث إلى هُنا مُتواتر وله تتمَّة صحيحة ذكرها الإمام البُخاريُّ فيها: <يدعوهُم إلى الجنَّة ويدعونه إلى النَّار> انتهى.

13

أمَّا كلام كاتب المقال المُفترَى في خُروج المرأة مِن بيتها مُتعطِّرة لا بقصد الفتنة فيكفي في ردِّه قول عائشة رضي الله عنها: <كُنَّا نخرُج مع النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم إلى مكَّة فنُضمِّخ جباهَنا بالمسك المُطيَّب عند الإحرام فإذَا عرقت إحدانَا سال على وجهها فيراه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم فلا ينهانا> رواه أبو داود فهل هُو أعلم بدين الله من رسول الله!

14

واعتراض كاتب المقال المُفترَى لاختصار شيخنا الهرريِّ لكتاب سُلَّم التَّوفيق فلا معنَى له بل يدُلُّ على جهله بشُروط الاختصار؛ وكذلك دافع كاتب المقال المُفترَى على ناظم القبرصليِّ الَّذي يدَّعي التَّصوُّف وهُو جاهل على التَّحقيق! ودافع كذلك عن بعض المُتعولمة المشهورين ومنهُم مَن أنكر عذاب القبر والعياذ بالله.. فكيف ينتصر لهؤلاء!؟

15

وزعم المُفتري إنَّ جماعة الشَّيخ الهرريِّ أسقطوا الرِّبا في العُملة الورقيَّة وهذا كذب وقح؛ وأمَّا العُملة الورقيَّة فلا تجب فيها الزَّكاة عند الشَّافعيِّ ومالك وأحمد وتجب عند أبي حنيفة لرواجها رواج الذَّهب والفضَّة ومَن أخذ بمذهب الحنفيَّة أخذ بالاحتياط. وليس للحنفيِّ أنْ يعترض على الأئمَّة المذكورين ولا للشَّافعيِّ والمالكيِّ والحنبليِّ أنْ يُنكروا على الحنفيِّ.

16

وفي المقال المُفترَى مسائل كثيرة خلط فيها المُفتري بين الحقِّ والباطل ولم يكُن دقيقًا في النَّقل ولا أمينًا فيه بل كتب ما يدُلُّ أنَّه لا يفهم المسائل على الوُجوه الَّتي بيَّنها شيخُنا الهرريُّ رحمه الله ورضي عنه ولكن هذا المُفتري غفل أنَّ الله تعالَى يُدافع عن الَّذين آمنوا.. فها هُم أحباب الشَّيخ وتلامذتُه يملأون بقاع الأرض تعليمًا ونشرًا للإسلام والحمدلله.

انتهى. Aug 17, 2021, 10:23 PM