بيان أنَّ البيع في المسجد صحيح بالإجماع مع الاختلاف في جوازه
الحمدلله وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله.
وبعدُ فإنَّ البيع في المسجد مكروه عند بعض العُلماء ومُحرَّم عند البعض الآخَر ولكنَّه عند الكُلِّ صحيح الانعقاد فإذا باع المُسلم أخاه في المسجد غرضًا (بيعُه مُباح في الأصل) كان ذلك البيع في المسجد مكروهًا عند البعض ومُحرَّمًا عند البعض الآخَر ولكنَّه عند الكُلِّ بيع صحيح أي دخل الغرض في مُلك المُشتري.
قال أبو الحسن ابن بطَّال القُرطبيُّ -مِن أكابر فُقهاء المالكيَّة كذلك- والمُتوفَّى 449 للهجرة في [شرحه على صحيح البُخاريِّ][2/105]: <وقد أجمع العُلماء أنَّ ما عُقد مِن البيع في المسجد أنَّه لا يجوز نقضُه إلَّا أنَّ المسجد ينبغي أنْ يُجنَّب جميع أُمُور الدُّنيا> انتهَى.
وقال أبو الحسن الماورديُّ -مِن وُجوه الشَّافعيَّة في الفقه والأُصول والتَّفسير والعربيَّة- والمُتوفَّى في 450 للهجرة: <واختلفوا في جواز ذلك في المسجد مع اتِّفاقهم على صحَّة العقد لو وقع> انتهَى نقله عنه المرداويُّ الحنبليُّ في [تصحيح الفُروع].
وقال أبو عبدالله المازريُّ -مِن أئمَّة فُقهاء المالكيَّة- والمُتوفَّى 536 للهجرة: <واختلفوا في جواز ذلك في المسجد مع اتِّفاقهم على صحَّة العقد لو وقع> انتهَى نقله ابن حجر العسقلانيُّ في [فتح الباري شرح البُخاريِّ].
وقال الحافظ زين الدِّين العراقيُّ -شيخ الحديث والفقيه الشَّافعيُّ- والمُتوفَّى 806 للهجرة: <وقد أجمع العُلماء على أنَّ ما عُقد مِن البيع في المسجد لا يجوز نقضُه> انتهَى نقله عنه المرداويُّ الحنبليُّ في [تصحيح الفُروع].
ومِن الحنابلة نقل علاء الدِّين المرداويُّ والمُتوفَّى 885 للهجرة القول بالإجماع عن الماورديِّ والعراقيِّ ثُمَّ قال في [تصحيح الفروع][1/171]: <وإجماعُهُم على عدم جواز النَّقض وصحَّة العقد لا مُنافاة بينه وبين التَّحريم> إلخ.. ومعناه أنَّ البيع في المسجد صحيح بالإجماع ولكنَّه مُحرَّم عند البعض ومكروه عند البعض الآخر.
وقال الحطَّاب الرُّعينيُّ المالكيُّ والمُتوفَّى 954 للهجرة في [مواهب الجليل شرح خليل] ما نصُّه: <فإنْ وقع البيع في المسجد فقال ابن بطَّال: الإجماع على أنَّه لا يُفسخ وأنَّه ماضٍ> انتهى.
وقال مُحمَّد علِّيش المالكيُّ والمُتوفَّى 1299 للهجرة في [منح الجليل شرح خليل] ما نصُّه: <فإنْ باع في المسجد فقال ابن بطَّال: الإجماع على أنَّه لا يُفسخ وأنَّه ماضٍ> انتهى.
فكيف طاب لأهل الفتنة مِن الجَهَلَة المُتصولحة أنْ يرُدُّوا كُلَّ نُقول الإجماع هذه على اختلاف مذاهب ناقليه وعلى اختلاف أزمنتهم لأجل ما توهَّمه بعض مَن أغفل التَّحقيق بسبب قراءة بعض كُتُب مُتأخِّري الحنابلة وكان الأَولَى بهم أنْ يرُدُّوا ما خالف الإجماع ولكنَّهُم أبَوا إلَّا أنْ يكونوا أبواقًا لإيقاظ الفتنة والعياذ بالله.
Jul 31, 2021, 9:58 AM
نعي الأخ أنور خانجي رحمه الله
بسم الله الرَّحمَن الرَّحِيم
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ
ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً
فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي
بمزيد مِن الرِّضَى بقضاء الله وقدره
ننعي إليكُم
الأخ أنور خانجي رحمه الله
والَّذي توفَّاه الله في طرابُلُس – لُبنان بعد مُعاناة مع المرض
جاء في الحديث: <ما الميِّت في قبره إلَّا شبه الغريق المُتغوِّث ينتظر دعوة مِن أب أو أُمٍّ أو أخ أو صديق ثقة أو ولد صالح فإذا لحقه ذلك كانت أحبَّ إليه مِن الدُّنيا وما فيها وإنَّ الله عزَّ وجلَّ يُدخِل على أهل القُبور مِن دُعاء أهل الدُّور أمثال الجبال وإنَّ هديَّة الأحياء للأموات الاستغفار لهُم> رواه البَيهقيُّ في [شُعب الإيمان].
فلا تبخلوا بالدُّعاء والاستغفار له وقراءة القُرآن عن رُوحه.
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
Aug 1, 2021, 7:53 AM
